الرأي

إشراقات

رسائل حب


- إشراقات: هي جمع «إشراق» وتعرف بأنها النور المضيء الذي يشرق على الشيء، أو الجانب الحسن المتلألئ حسناً وجمالاً وبهاءً، وهي انبعاث النور من العالم غير المحسوس إلى الذهن، يتم استشعاره ومعرفته وتتهلل النفس فرحة بومضاته.
- إشراقات خير: مع بداية عام 2016 قررنا مع فريق العمل في المؤسسة الخيرية الملكية وكعادتنا في كل عام استحداث مشروع جديد ينهض بالهمم ويغير روتين العمل، بوضع محور أساسي للعمل تتركز عليه أساليب عملنا وبرامجنا، وكعادة الإبداع لا يعتمد على التراث القديم، بل يحفز الفكر لطرح مسمى مشروع جديد وفق أطر جديدة وأسلوب جديد.. فكانت «إشراقات الخير» هي المسمى الذي عملنا تحت ظله في هذا العام، وركز على تنمية وتعزيز القيم الإيجابية لدى الموظفين والمستفيدين وإثراء هذه الروح في المجتمع، بحيث تتواكب مع المناسبة العالمية في كل شهر.. وبحمد الله وتوفيقه استطاع فريق العمل المتكاتف أن يحقق المرجو منه في تحقيق هذه المعاني المشرقة والإيجابية في نفوسه قبل الآخرين، وهو ما يحفز على استمرارية العطاء والمثابرة والنشاط الزاخر.
- بطاقة إشراقات: وكانت الثمرة التي استطعنا -كفريق عمل- أن نحققها مع نهاية عام 2016 تدشين بطاقة التخفيض بالخيرية الملكية، والتي عملنا عليها مع بداية عام 2015.. واستقر الأمر أن نطلق عليها اسماً جديداً يوحي بالنور الساطع على حياة المستفيدين.. فيكون مردودها الإيجابي هو السمت العام لها.. فأطلقنا عليها بطاقة «إشراقات».. وكان الهدف الذي عمل عليه الفريق بجد واجتهاد وإصرار أن يأخذ هذا المشروع حقه ويرى النور بإشراقاته مع احتفالات بلادنا الحبيبة بأيامها الوطنية الجميلة.. وبالفعل تحقق المراد وعمل الجميع وبتحدٍّ كبير وفق تجربة إدارية رائعة على تجهيز الأرضية المناسبة لتدشين المشروع.. فكانت الثمرة بمشاركة 120 جهة تمثل مختلف الخدمات من مواد تموينية وخدمات صحية وتعليمية وملابس وترفيه ورياضة واتصالات وغيرها.. وكان يوم 25 ديسمبر 2016 الانطلاقة الحقيقية لهذه البطاقة من خلال حفل التدشين الذي رعاه سعادة الدكتور مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية وبحضور الجهات الداعمة التي آثرت الحضور لتعزيز مكانتها في ميدان العمل الخيري لتوثيق مبادئ الشراكة المجتمعية في خدمة الأيتام والأرامل والمحتاجين.. هذه البطاقة التي سيستفيد منها ما لا يقل عن 10 آلاف يتيم وأرملة مكفولين من قبل المؤسسة الخيرية الملكية، سيحصلون بموجبها على نسب تخفيض متفاوتة في جهات تجارية مختلفة.. ولعل هذه المشاركة الإيجابية وهذه الروح الرائعة تشجع بقية التجار والشركات والجهات للمساهمة وتنمية روح التكافل المجتمعي التي عهدناها في أبناء البحرين الحبيبة.. ولعل المشروع سيؤتي ثماره اليانعة مستقبلاً ويتوسع ليشمل الفئات المحتاجة للتخفيف من أعباء المعيشة وغلاء الأسعار.
- التوفيق: في أي عمل تنتجه في حياتك، لا بد أن يكون مقروناً بالنية الخالصة وابتغاء الأجر والمثوبة من المولى الكريم، بلا انتظار شهادات شكر أو كلمات إطراء من الآخرين.. وهذا لعمري هو أساس نجاح العديد من الأعمال الجبارة التي يقوم عليها ثلة بسيطة من الموظفين العاديين.. هذا ما لمسته وحرصت على تعميقه في فريق عمل بطاقة «إشراقات».. فنجاح المشروع في خطواته الأولى والوصول إلى تلك الجهات المشاركة، لم يكن إلا بتوفيق رباني أولاً، ثم بجهود مخلصة من أعضاء الفريق الذين لم يملوا أبداً في التواصل مع الجهات لإقناعها في المشاركة في المشروع.. فكانت الواسطة التي جعلتهم ينجحون إخلاصهم وحبهم لعملهم، وحبهم لرسم البسمة على وجوه المحتاجين.. وما أجملها من بسمة في حياة قصيرة أثرها البائن سيكون في حياة كل من يعمل في ميدان الخير في صحته ورزقه وذريته.. ثم الفوز الكبير بالمكانة العالية في جنات النعيم.. كل الشكر والتقدير لهذا الفريق المعطاء..
- قيادة: عندما يكرمك المولى الكريم للعمل في ظل أجواء إبداعية مفتوحة، تتيح لك تنفيذ الأفكار وتطبيق مختلف الأساليب الإدارية على أرض الواقع، فإنك وبلا ريب ستكون محظوظاً ببيئة خصبة تشجع على تنفيذ المشروعات الإبداعية الجديدة في ميدان العمل الخيري.. وهذا العنصر المهم هو أساس نجاح تحقيق الهدف الذي عمل عليه فريق بطاقة إشراقات الخير وعلى مدى سنتين.. في ظل قيادة الدكتور مصطفى السيد الأمين العام للمؤسسة الخيرية الملكية بجانب الإدارة التنفيذية، حيث أعطى الثقة الكاملة في اختيار المشروع وفوّض تنفيذ إجراءاته واختيار اسمه، ومن ثم تدشينه في ظل أجواء خيرية جميلة شهد بتميزها كل من حضر.. هذه هي السمات المهمة في نجاح المشروعات أن يحظى عملك بثقة القيادة فلا تدقق في كل شاردة وواردة، بل تدعمه وتقدم جميع الاستشارات اللازمة له، وتثق بقائد وأعضاء الفريق.. لأنهم اختاروا أعضاء الفريق المناسبين في مكان عملهم.. وكما يقول المثل «حطوا في بطنهم بطيخة صيفي». كل الشكر والتقدير للأمين العام للمؤسسة على دعم هذه الكفاءات الشبابية الواعدة التي حملت على عاتقها أمانة العمل الخيري، وهي مستقبل العطاء في هذه المؤسسة الرائدة بما يحقق توجيهات جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه الرئيس الفخري للمؤسسة، والتوجهات الشبابية التي يتبناها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة رئيس مجلس الأمناء.. بارك الله في الجهود وسدد الخطى.
- تجربة: لا تفتخر وتضخم عملك الهامشي الذي لا يستفيد منه إلا ثلة من الأفراد، ولا تبذل طاقتك وتهدر وقتك في الإعداد لمشروع أو فكرة ستشيد على مساحة صغيرة من حياتك.. بل ليكن همك إسعاد البشرية جمعاء، فاختر لنفسك أن تكون خليفة الله في الأرض لأنه منبع الرضا الداخلي الذي يدفعك لتعميق الأثر الدائم في نفوس الآخرين.. هذه هي تجربة «إشراقات»، ثمرتها «10 آلاف فرد».
* ومضة أمل:
مهما بذلت من جهود للاختيار.. فسوف يكون فريقك الناجح هم من محبيك.. ومن محبي الخير والعطاء بلا شروط.