محاولات مستميتة مضحكة قام بها بعض الانقلابيين و«مرتزقة» إيران الذين يعيشون على «الفتات» الذي ترميه لهم في الخارج، فقط لنفي وجود أي ارتباط لجمهورية خامنئي في حادثة الهروب من سجن جو. فقط لاحظوا من شككوا في الموضوع، وأخذوا يتكلمون باتجاه «نفي» ضلوع إيران في المسألة، تاركين القضية الأهم، وهي عملية إرهابية استهدفت السجن وهربت عدداً من المساجين المحكومين في قضايا تمس أمن الدولة، وتثبت عليهم الارتباط بالتخابر مع إيران. لاحظوا كيف «لم يهمهم» أمن بلادهم، وكان كل همهم نفي أي ارتباط بإيران.طبعاً، لا نريد أن نقف طويلاً عند من لم يتطرق للمسألة وكأنها لم تحصل أبداً، وأعني بهم من نسمع «لعلعتهم» عالياً في الأمور التي تنتقد الدولة وتستهدفها وقوانينها، وأولئك الذين لو فجر تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي ماخوراً في آخر أقاصي الأرض، لوضعوا الخبر على صدر صفحاتهم الأولى، ولخاضوا في الموضوع كتابة لا تنتهي، لكنهم حينما يكون الأمر ماساً بأمن البحرين ومتحدثاً عن إرهابيين ومجرمين لهم علاقة بمحاولة الانقلاب في 2011، ولهم ارتباط واتصال مع الخلايا الإيرانية، فإنهم يتحولون إلى «صم بكم عمي». المصنفون على أنهم موالون لإيران أيديولوجياً وسياسياً، باتوا واضحين تماماً، لغتهم بينة ولا تحتاج لفك شفرات، إيران هي مرجعهم وليست البحرين، بل على العكس البحرين هدف لهم بغية ابتلاعها، وتسليمها طواعية لخامنئي، مثلما فعلت الطوابير الخامسة والعميلة في العراق، وكيف سلمته هدية للولي الفقيه المتحكم فيه اليوم وفي نفطه. من يستهدف البحرين سوى إيران؟!هذه حقيقة ثابتة بالأدلة والبراهين، يكفي فقط التهليل الإيراني عبر قنواتهم الإعلامية لعملية الهروب، وتصويرهم المجرمين والإرهابيين على أنهم أبطال، ليبين أن هناك ضلعاً رئيسياً في المسألة يتصل بإيران مباشرة. حينما تتحدث الأنباء عن هجوم مسلح، نسأل هنا، من أين يمتلك الانقلابيون والإرهابيون في البحرين السلاح؟! والإجابة معروفة تماماً، إذ كم عدد حالات الضبط البحري التي تمت لزوارق وعناصر حاولت دخول مياهنا الإقليمية عنوة وهي محملة بالأسلحة؟! وكم حالات لتهريب الأسلحة تمت بطريقة «سلم واستلم» في عرض البحر؟! وكم ضبطت ذخائر وأسلحة مخزنة مصدرها إيران؟! الكثير طبعاً. وعليه حينما تقول البحرين إن المسألة خلفها جهة أكبر، وتشير صراحة لإيران حاضنة كل إرهابيي البحرين فإنها تتحدث بأسلوب مباشر توجه أصابعها فيه إلى المستفيد الأكبر من هروب إرهابيين، ومن إقلاق الأمن الداخلي في البلد. لو كانت إيران بريئة لنفت ذلك، ولأثبتت في جانب آخر بأنها ليست «وكراً» للخونة والانقلابيين الذين يستهدفون البحرين. لكنها لا تقوى على فعل ذلك، فهناك في طهران اليوم عدد كبير من الهاربين والفارين من الأحكام الصادرة بحقهم في البحرين، وهناك من رأى فشل مخططه الداخلي، وأنه سيقبض عليه لممارسته التحريض واستهداف البلاد، فآثر أن يذهب إلى «المنبع» الأصلي الذي يعمل لأجله، ويستمد منه الدعم، وهم موجودون ولا ينكرون ذلك، وأغلبهم تراهم متحدثين في القنوات الإيرانية ومستهدفين البحرين. طالما هناك أذرع عميلة وطوابير خامسة في الداخل لدينا، فإن الهدوء في البلاد لن يكون له موقع من الإعراب، بل طالما هناك تباطؤ في تنفيذ الأحكام القضائية الرادعة وأعني بها تلك المعنية بعمليات القتل واستهداف رجال الأمن، ومناهضة الدولة والتحريض ضدها، فإن حالات التجرؤ على القيام بمثل هذه الأمور ستزيد. القتلة لا بد وأن تطبق عليهم الأحكام المغلظة التي تصل لمستوى تنفيذ «القصاص» العادل فيهم، والذي دعا إليه المولى عز وجل بنفسه. القناعة بأن قواتنا الباسلة ستصل لهؤلاء، وبإذن الله ستصل لمن وراءهم أيضاً، ممن دعمهم وخطط لهم، وممن تلقى توجيهاته من العناصر الخارجية، وكالعادة ستكون إيران هي التي رسمت وخططت ودعمت كل شيء.