انتشار خبر تحويل بعض المواطنين الإيرانيين القبور في طهران إلى مساكن يقيمون فيها أنتج ردود فعل لم تتوقعها الحكومة الإيرانية التي ترفع شعارات الدفاع عن المظلومين في العالم، وفضحها، والغالب أن هذا الحدث سيكون سبباً في انتقال النظام الإيراني إلى حيث الرشد - لو انتبه إلى خطورته وتعامل معه بواقعية - أو يكون سبباً في نهايته، فعندما يصل الاستهتار بحياة الناس إلى هذا الحد فإن الطبيعي هو أن يثوروا على النظام، خصوصاً وأنهم لم يعيشوا منذ أن انتزع الملالي السلطة، يوماً حلوا يمكن أن يشغل حيزاً في ذاكرتهم.في أعقاب انتشار الخبر المصور وجهت «رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية» مريم رجوي نداء استغاثة إلى عموم الشعب الإيراني لمناصرة المواطنين المحرومين من المأوى في عموم البلاد في فصل الشتاء، ووصفت لجوء الفقراء والمصابين بالإدمان إلى قبور أطراف العاصمة لاتخاذها مأوى لهم بأنه «كارثة وطنية غير مسبوقة في تاريخ إيران سببها نظام ولاية الفقيه والملالي النهابون والمجرمون الحاكمون في البلاد»، كما جاء في البيان الذي وزع قبل يومين في باريس من قبل أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية. وأضافت «إن تأثر المجتمع بشكل واسع من الخبر يعكس مدى كراهية الشعب الإيراني لهذا النظام الذي يدمر استمرار حكمه في كل ساعة حياة العديد من المواطنين ويجعل إيران في تقهقر وفساد».في الخبر أيضاً قالت رجوي «إن مأساة النائمين في القبور مع كل أبعادها الداعية للأسف تشكل واحدة من الرزايا العديدة التي فرضها على الشعب الإيراني رموز النظام وأبناؤهم الذوات المتورطون مباشرة في اختلاسات بمليارات الدولارات ويتلقون رواتب فلكية»، حسب البيان أيضاً.المعلومات الجديدة والمثيرة التي وفرها البيان والتي من شأنها أن تزيد من فضيحة هذا النظام هي أن «بين 18 و20 مليون من السكان يسكنون في 2700 مجمع مصنوع من الأكواخ والصفائح ومساكن عشوائية خاصة أطراف المدن الكبرى»، و«تفشي ظاهرة الاتجار بالنساء والفتيات الإيرانيات البائسات وتهريبهن إلى دول أخرى»، وكذلك «زيادة عدد الأمهات اللاتي يلصقن إعلانات لبيع أطفالهن الرضع على جدران الشوارع» إضافة إلى وجود «أكثر من 30 % من السكان يصارعون الجوع حسب اعتراف المسؤولين الرسميين».. «كلها تبين الحياة المحطمة للمواطن الإيراني التي سببتها ولاية الفقيه البغيضة».البيان الغاضب ذكر بـ «المصائب والويلات والمآسي، والإعدامات المتلاحقة، وحملات الاعتقال اليومية» وغيرها من أمور يحاول النظام الإيراني تغطيتها بإعلامه الذي يروج لقصص لم يعد يصدقها أحد. رجوي «أهابت بعموم المواطنين الإيرانيين والخيرين وأصحاب الضمائر الإنسانية، لاسيما الشباب، أن ينهضوا في فصل الشتاء لمناصرة الجياع والمحرومين من المأوى وأن يقيموا حراكاً للتضامن الوطني والإنساني لإنقاذ ضحايا نظام ولاية الفقيه» و«مواجهة الحاكمين قساة القلوب»، مضيفة أن «الفقر سيزداد والمآسي ستتواصل في إيران ما لم يتم إسقاط هذا النظام».عندما تصل دولة مثل إيران التي تعتبر بكثير من المقاييس غنية إلى مرحلة اضطرار أفراد غير قليلين من شعبها إلى السكن في المقابر بسبب الفقر المدقع الذي صاروا يعيشونه فإن الطبيعي هو أن يثور الشعب كله على النظام الحاكم فيها، وهو إن لم يقم بهذا الأمر فهذا يعني أنه لا يستحق الحياة ولا يستحق من يتعاطف معه في محنته. السكن في المقابر ليس هو الإهانة الوحيدة التي تلقاها هذا الشعب المظلوم من النظام الحاكم هناك، ولكنها واحدة من إهانات كثيرة تلقاها على مدى العقود الأربعة الأخيرة، ليس أولها تحول مليونين منه على الأقل إلى مدمني مخدرات، وليس آخرها ارتفاع أعداد المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى عدة ملايين.