تقيم وزارة التربية والتعليم سنوياً مهرجان البحرين أولاً الذي يأتي لأجل الاحتفال باليوم الوطني وذكرى تولي جلالة الملك المفدى مقاليد الحكم، وجلالة الملك حفظه الله وكما يعرف عنه شعب البحرين المحب له دائماً، يصدر توجيهات تكون كمثل غيث الفرح الذي يأتي لهم ويصب في مصلحتهم، ولا يمكن لنا إلا أن نعبر عن بالغ سعادتنا وشكرنا الكبير على توجيهات جلالته الأخيرة إلى وزارة التربية والتعليم لتحويل مدرسة الهداية الخليفية أول مدرسة نظامية في تاريخ التعليم بالخليج العربي إلى جامعة وطنية، وهذا التوجه السامي من جلالته مفخرة لكل أهل البحرين وأهل المحرق بالخصوص الذين يدركون أن هذا التوجه يعكس اهتمام جلالته بتوثيق تاريخ الخليج التعليمي وتحويل هذه المدرسة إلى مبنى تاريخي يشهد بتاريخ البحرين والخليج العربي في التعليم الذي بدأ عام 1919، وأن جلالته عندما وصف المحرق العريقة بـ»أم المدن» فهو لم يكتفِ بهذا اللقب لها بل يسعى دائماً إلى ترجمته إلى واقع ملموس من خلال التوجيهات المستمرة بحفظ إرثها التاريخي والتراثي وتطويرها كونها تعتبر مرجع البحرين الحضاري وخير دليل على عروبة البحرين وتاريخها الخليجي الحافل.ما نتمناه أن يرافق هذا التوجيه إنشاء متحف تعليمي عن تطور مراحل التعليم في مملكة البحرين والخليج العربي بحيث يكون تابعاً لهذه الجامعة التي نتمنى أن تستقطب ليس طلبة البحرين فحسب بل طلاب دول الخليج العربي، وأن تضم الجامعة مركزاً تعليمياً متطوراً بحيث يحوي مراكز أبحاث تخصصية رائدة ومختبرات حديثة تستخرج أهم الاختراعات والعلاجات، فأهل المحرق يدركون أن جلالة الملك يهتم دائماً بتحقيق أحلامهم إلى واقع، ودليل ذلك سلسلة التعمير الكبيرة والمشاريع الإسكانية والخدماتية في المحرق، وتأسيس مستشفى الملك حمد الجامعي الذي يضم العديد من المرافق الطبية المتميزة وأهمها المركز الوطني للأورام والمؤمل انطلاقه قريباً.ما ينقص استكمال أحلام أهالي مدينة المحرق والتي يهتم جلالة الملك حفظه الله بها دائماً إيجاد ساحل عام يضم شاطئاً عاماً مفتوحاً لهم، فالمتبقي حالياً في المحرق كملك عام هو بحر ساحل الغوص والذي يضم تاريخهم الحافل مع البحر ويعتبر مرجعاً تاريخياً، فقد كان هذا البحر سابقاً نقطة تجارية لهم مع دول الخليج العربي، وقد اهتم جلالة الملك بإبقائه لهم لضمان ألا يحرم أهل المحرق من أرضهم، وذلك موقف لن ينساه أهل المحرق لجلالته. لذا نناشد جلالة الملك بإصدار توجيهات بإبقاء هذا البحر الوحيد المتبقي حالياً ملكاً عاماً لأهل المحرق والاهتمام بجعله شاطئاً مفتوحاً لهم ولأهل البحرين جميعاً، لضمان إبقاء العلاقة التاريخية الوثيقة بين أهل البحرين والبحر وعدم حرمان الأجيال الناشئة من هذا الإرث البحري، وحتى يترجم حرص جلالة الملك إلى واقع يلامسه أهل المحرق وأهل البحرين بالعموم، نتمنى من جلالته إصدار توجيه يطمئن أهل المحرق بأن بحرهم الوحيد لن يضيع منهم ويتجه إلى مستثمر، بل سيبقى للأبد لهم، فحتى مكان هذا البحر مميز واستراتيجي وذو واجهة جميلة من الممكن أن تعكس حضارة البحرين وتاريخها أمام من يمر عليه من الزوار والسياح والخليجيين. كما نتمنى من وزارة التربية والتعليم أو الجهات المسؤولة أن تبادر بتنظيم أوبريت وطني أو أمسيات شعرية أو أن تشمل مهرجان البحرين أولاً فقرة عن يوم الشهيد الذي أمر جلالته بأن يكون بتاريخ 17 ديسمبر تزامناً مع ذكرى تولي جلالته مقاليد الحكم، فدعم معاني فداء الوطن والتضحية لأجله واستحضار المواقف البطولية لشهدائنا لا بد أن يشمل احتفالاتنا ويكون حاضراً في قائمة الفعاليات الوطنية المقامة.