هجوم مسلح على سجن أسفر عن استشهاد رجل أمن وهروب 10 من السجناء تتراوح أحكامهم بين المؤبد وحتى الـ100 سنة، هذا الحدث ليس في دولة غربية أو عربية مجاورة، هذا الأمر جرى في مملكة البحرين. هكذا أرادت إيران، أن تكون البحرين النسخة العراقية المستحدثة، فمصطلح هجوم مسلح في المملكة هو أمر جديد، والأغرب من هذا أن العملية تتبناها إحدى القنوات الفضائية التابعة لإيران، المؤلم أن نسمع أن هذا الحدث في البحرين، ومن المؤلم أن نصحو على خبر استشهاد رجل أمن، ومن المؤلم أن نشاهد ونسمع القنوات العالمية تتناقل الحدث والأخرى تخصص جزءاً من النشرة الإخبارية لمناقشة ما يحدث في البحرين. كيف يكون شعور المواطن المحب لهذه الأرض عندما يسمع هذه الأخبار؟ قد لا أبالغ إذا قلت إن هناك دولاً شهدت ذات الهجوم في مرافق عامة ويمكن أن تكون مكتظة بالجماهير خاصة الأحداث الأخيرة في أوروبا، في حين أن ما جرى في البحرين قد يكون مستغرباً لمن وضع رأسه على الوسادة وقال إن «البحرين بخير». جميع التصريحات التي يدلي بها الوزراء وخاصة معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية تعبر عن الوصف الحقيقي لتلك الجماعات الخارجة عن القانون، حيث إن تلك الجماعات لن تتوقف عن تهديد الأمن القومي، وأن المنظومة الأمنية ستبقى صامدة ضد هؤلاء من الميليشيات التي أخذت حرب الشوارع سبيلاً لتحقيق غايات أسيادهم في إيران. الذي حدث في سجن جو هي بداية لمرحلة قادمة من التحديات الأمنية التي تواجه المملكة من قبل تلك الفئة الضالة، والتي دست من قبل إيران لزعزعة أمن المملكة وجعلها تصل لمرحلة التأزيم، قد لا يخفي المواطن امتعاضه مما حدث في سجن جو، ولكن هذا الهجوم المسلح هو هجوم مدبر بكل حرفية، خاصة أن الهجوم نفذ من قبل عصابة استخدمت أسلحة لتحقيق تلك المهمة، وبالتالي يتضح أن الأدوات التي استخدمت في الهجوم المسلح هي أسلحة مهربة. ولا أستبعد أن يكون من ساعد في دخول تلك الأسلحة دول تقف وراء ما حدث من هذا الهجوم المسلح، فالمملكة في أزمتها بعام 2011 قد تآمرت عليها دول كبرى لتسليم البحرين لتكون ولاية إيرانية، وهذا ما كشفته الأزمة من تخاذل تلك الدول ولم تأخذ حسن الجوار أهمية حتى إنها خالفت جميع الاتفاقات العسكرية المنظمة لذلك، فإن المنظومة الأمنية تواجه دولاً وليس ميليشيات كما يظن البعض، فهي تواجه أعوان إيران ومن يقدم لهم تلك التسهيلات. خلاصة القول، إن الهجوم المسلح على سجن جو هو دليل واضح على أن الإرهاب في البحرين قد وصل لمراحل حرجة والخطوة القادمة لا تحتاج إلى الحزم فقط بل إلى وحدة جميع طوائف الشعب، ورفض هذه الأعمال، ويجب أن تصل رسالة مهمة لأعوان إيران ومن وراءهم، أن البحرين لم ولن تكون ولاية إيرانية، وأن تلك الأعمال ستلقى الردع ليس على مستوى المملكة بل ستكون للمنظومة الأمنية الخليجية كلمة في ذلك، كون أن ذلك يهدد أمن واستقرار الخليج وهذا ما لم تحسبوا حسابه! ولكن السؤال المطروح والأبرز، هل هناك دول كبرى لها أيادٍ بهذا العمل الإرهابي؟ هذا ما ستكشفه الأيام المقبلة.