نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» في العراق أبو مهدي المهندس قال خلال المقابلة التي أجرتها معه فضائية «الميادين» مؤخراً ما معناه أن «الحشد الشعبي» هو من تأليف وإخراج وإنتاج إيران و»حزب الله»، فإيران أسسته بالتعاون مع رئيس وزراء العراق السابق نوري المالكي والذي يشغل حالياً منصب النائب الأول لرئيس الجمهورية، وهي التي مولته ووفرت له كل ما يلزم من الأسلحة بسخاء، و»حزب الله» قام بالتعاون مع إيران وبإيعاز منها بتدريب عناصره وتأهيلهم، موضحاً أن تعاوناً وتواصلاً غير عادي يجمع بين إيران و»حزب الله» و»الحشد الشعبي» العراقي ونظام بشار الأسد، وهو ما أطلق عليه اسم «محور المقاومة»، وأكد أنه لولا إيران و»حزب الله» لما تمكن «الحشد الشعبي» من تحقيق أي نجاح. الشيء الوحيد الذي اهتم أبو مهدي بإنكاره هو وجود علاقة بين «الحشد الشعبي» والحوثيين حيث قال إنه لا يوجد أحد من عناصر الحشد يحارب في اليمن ولا يوجد أي تعاون مع الحوثيين، وإن تركيز الحشد هو على العراق وسوريا التي يتواجد فيها أعداد كبيرة من عناصر الحشد وكثير من العراقيين من خارج الحشد.زبدة القول إن أمراً ما يحدث حالياً ولا بد من الانتباه له جيداً، ملخصه أن إيران التي أوجدت «حزب الله» في لبنان والذي تحول مع الوقت إلى دولة داخل دولة وصار قادراً على التحكم في كثير من مفاصل لبنان تمكنت من إيجاد دولة لها في العراق تحت مسمى الحشد الشعبي، وأن عملاً كبيراً تم التخطيط له جيداً ويتم تنفيذه حالياً تشترك فيه إيران و»حزب الله» و»الحشد الشعبي» وقوات النظام السوري من شأنه أن يفضي إلى تدخل كل هذه الجهات في دول أخرى بالمنطقة فور تحقيقها أهدافها الحالية في العراق وسوريا، وليس بعيداً أن تكون البحرين على رأس القائمة. أبو مهدي اعترف خلال المقابلة بأن علاقته بـ «حزب الله» وحسن نصر الله قديمة جدا وأن عناصر كبيرة وشهيرة من هذا الحزب عملت ولا تزال تعمل على تدريب عناصر قوات «الحشد الشعبي» وأن الأسلحة تأتيهم من إيران بكميات كبيرة وبالمجان وأن كل هذه الأطراف تقوم بعمل واحد، وزاد أن الحشد الشعبي يمكنه بعد الانتهاء من الموصل أن ينتقل إلى سوريا وإلى أي مكان آخر يتطلب الأمر الانتقال إليه.ما قاله نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في تلك المقابلة خطير، بل خطير جداً ولا بد من دراسته جيداً، والأكيد أنه كان يقصد الكشف عن تلك المعلومات التي يفترض أنها من الأسرار، فهو متحدث جيد ولديه القدرة على توصيل أفكاره بهدوء وسلاسة، ما يعني أنه لم يقل كلاماً لم يقصده أو أن من أجرى معه المقابلة ورطه فيه، وكذلك قوله إن مئات الآلاف من المواطنين العراقيين من مختلف الأعراق والأديان والمذاهب ينتظرون دورهم لينضووا تحت لواء الحشد الشعبي.من تابع تلك المقابلة لابد أنه توصل إلى قناعة بأن توقيتها مدروس، وتمييز فضائية «الميادين» بها دون الفضائيات الأخرى مدروس، وكذلك الأسئلة التي كان من الواضح أنها كانت نتاج إعداد مشترك بين من أجرى المقابلة ومن أجريت معه، فالهدف منها كان تمرير رسائل محددة لجهات ودول وبدت كما الإعلان الرسمي عن مباركة الحكومة العراقية والبرلمان العراقي للحشد الشعبي الذي تم تضبيط أموره وإعطاؤه الصفة القانونية. اعترافات أبو مهدي المهندس تشبه اعترافات حسن نصر الله قبل حين وقوله إن إيران هي التي تمول «حزب الله» منذ تأسيسه وتمده بالأسلحة وبكل احتياجاته، وهو يشبه اعترافات المسؤولين الإيرانيين بأن لهم تواجداً على الأرض في سوريا بعدما ظلوا ينكرون ذلك طويلاً.
Opinion
اعترافات أبو مهدي
07 يناير 2017