فور الإعلان عن وفاة الرئيس الإيراني الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني فتح من ظل دائماً ينكرون علاقتهم بنظام الملالي حساباتهم في وسائل التواصل الاجتماعي لتقبل التعازي وللترحم عليه ولتناول جوانب من حياته ومواقفه اعتبروها مضيئة، بينما لم يتمالك واحد من أولئك نفسه فوفر مجموعة من التغريدات التي كشفت عن حجم العلاقة وقدمها بينه ومن معه وبين النظام الإيراني الذي اختار أن يكون معادياً لجيرانه. في واحدة من تلك التغريدات التي لو قالها بصوته لتبين مقدار تهدجه كتب «التقيته للمرة الأولى بمكتبه في 1986 في ذروة الحرب عندما كان رئيس مجلس الشورى الإسلامي.. كان يتحدث مع وزير النفط آغا زاده حول النفط»، وجاء في أخرى «رأيته المرة الأخيرة الشهر الماضي مع روحاني ولاريجاني بمقر السيد خامنئي يوم مولد الرسول الأعظم «ص». كانت صحته جيدة قبل أن يخطفه الموت». كتب ذلك وغيره من دون أن ينتبه إلى أنه اعتراف صريح بأن إيران تقف وراء هذا الذي يحدث في البحرين. ترى أي مكانة يحظى بها هذا الشخص ومن معه ممن يعتبرون أنفسهم في ثورة لدى النظام الإيراني والتي تتيح له الجلوس مع رفسنجاني في وقت يجتمع فيه مع وزير النفط ويتحدثان في أمور يفترض أنها سرية؟! وأي مكانة له ومن معه التي تجعل إيران تستقبله في مقر خامنئي في حضور الرئيسين روحاني ورفسنجاني؟!واضح أن الخبر نزل عليه وعلى من معه كما الصاعقة، وواضح أنه تأثر به إلى الحد الذي لم يتمالك نفسه فأفشى أسراراً ربما ما كان يفترض أن يفشيها في هذه المرحلة، والغالب أن إيران ستحاسبه على إفشائه لها لأن في ذلك حرجاً لها خصوصاً وأنها لاتزال مستمرة في إنكار دعمها له ولمن معه وتصر على أنها لا تتدخل في الشأن الداخلي للبحرين أو لدول المنطقة. ما قاله صاحب التغريدات كشف به جانباً من المستور، فعندما تكون كل هذه المكانة لرفسنجاني في نفسه ونفوس من معه، وعندما تكون كل هذه المكانة له ولمن معه عند أصحاب القرار في إيران إلى الحد الذي يتحدثون في حضوره في أمور تخص الدولة كالنفط ويستقبلونه في حضور كل «كبار النظام»، فإن هذا يعني أنه «واصل جداً» وأن العلاقة التي تربط بين الطرفين علاقة أكبر مما كان يعتقد، ويعني بالطبع أن إيران هي التي تحركه ومن معه وتدعمهم وتحرضهم على الاستمرار في الإساءة إلى وطنهم وأهلهم. من تلك التغريدات يتبين أن جلسات سرية جمعت بين ذلك الشخص ومن معه وبين أصحاب القرار في إيران وخصوصاً رفسنجاني منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وأن التحضير لما تم تنفيذه في فبراير 2011 بدأ منذ تلك السنة أو ربما منذ اللحظة التي أعلنت فيها إيران أنها قررت «تصدير الثورة» إلى جيرانها. مريم رجوي «رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية» اعتبرت أنه برحيل رفسنجاني انهارت إحدى الدعامتين لما سمته «الفاشية الدينية الحاكمة في إيران» ورأت في هذا الحدث أن النظام برمته يقترب من السقوط. عن رفسنجاني قالت رجوي أيضاً في البيان الذي صدر عن أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إنه «طيلة ثمانية وثلاثين عاماً، سواء في عهد الخميني وكذلك بعده، كان له أكبر الأدوار في عمليات القمع وتصدير الإرهاب والسعي من أجل الحصول على القنبلة النووية»، وأنه «كان دوماً الرجل الثاني في النظام وعنصر التوازن فيه وكان له دور حاسم في بقائه. وفي الظرف الحالي يفقد نظام الملالي برحيله توازنه الداخلي والخارجي». والواضح أنه ليس النظام الإيراني وحده من فقد توازنه برحيل رفسنجاني!