لا شك في أن عمل الإنسان ومهنته يؤثران على سلوكه وطريقة تصرفاته، وقد رأينا كيف أدار ترامب حملته الانتخابية على طريقة المصارعة الحرة التي يرعاها، فهل سيخرج مشهد نهاية تنظيم الدولة «داعش» في الموصل وباقي مناطق نفوذهم في العراق بالطريقة ذاتها؟كل المؤشرات والدلائل كانت تقول إن عملية التحالف الذي تقوده أمريكا لطرد «داعش» من الموصل، كانت ستكون سريعة ولن تأخذ وقتاً طويلاً، خصوصاً وأن توقيتها كان قبيل الانتخابات الأمريكية، والسبب أن إدارة أوباما كانت تريد تحقيق نصر لافت للأنظار يحقق لمرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون نصراً انتخابياً على منافسها ترامب، إلا أن النتائج جاءت عكس هذه التوقعات والمعركة أخذت وقتاً أطول، وقوات التحالف علقت عملياتها فترة من الزمن، وخلال هذه الفترة تكبدت القوات الحكومية العراقية خسائر بشرية فادحة، بحسب تصريح قائد قوات التحالف الدولي الجنرال ستيف تاونسند، الذي أكد أيضاً أن خسائر القوات الحكومية العراقية باتت أقل خلال هذه الأيام، بسبب التنسيق المشترك خلال هذه الفترة، أي أن المسألة بالنسبة للقوات العراقية كانت خسائر بشرية متراكمة، هذا إذا علمنا أن عدد قواتها المهاجمة بلغ 100 ألف مقاتل ولم تتمكن من طرد تنظيم الدولة «داعش» من الموصل.لم تتمكن إدارة أوباما من تحقيق نصرها على تنظيم «داعش» لتستثمر هذا النصر في الانتخابات وخسرت هيلاري كلينتون أمام ترامب، لكن أوباما باق في البيت الأبيض حتى يوم 20 من الشهر الحالي، بعدها سيأتي ترامب الذي سيكون بحاجة إلى فعل شيء سريع وملموس يقدمه للشعب الأمريكي الذي انتخبه، لذلك ربما يكون الشيء الذي يقدمه هو حسم المعركة مع «داعش» في الموصل، ولن يفوته أن يخرج الحدث إخراجاً احترافياً كما تفعل شركات المصارعة الحرة التي تتعامل مع محترفين يؤدون أدواراً معينة مباشرة أمام الجمهور بأوامر من إدارة الشركة بعد أن أتقنوها جيداً، فواقع «داعش» يشبه إلى حد ما لعبة المصارعة الحرة من حيث كونها مسرحاً مفتوحاً على كل الاتجاهات، وكما إن المصارعين ممثلون من الدرجة الأولى كذلك أفراد «داعش» في القتال وحرب العصابات، وكلاهما من صميم وظيفته الاهتمام بالسيناريو المعد له مع الارتجال الإبداعي أثناء النزال.لذا من المرجح أن تنفذ إدارة ترامب بعد دخوله البيت الأبيض «سقطة لو ثيز» على تنظيم الدولة «داعش» لتخرجه من الموصل، وسقطة «لو ثيز» في عالم المصارعة الحرة تعني أن يسقط المصارع على خصمه واقفاً بشكل عمودي فيسبب ذلك سقوط الخصم ويجلس المصارع فوق صدره محاولاً التثبيت أو المتابعة بلكمات، لتكون النهاية في الموصل خاطفة تشبه نهاية عروض المصارعة الحرة.