انتهت ثلاث سنوات من الفوضى السياسية والأمنية في مصر بهبوط في الحركة السياحية تجاوز 50% عما كانت عليه في عام 2010، بحسب العاملين في القطاع، فيما تقول جريدة "فايننشال تايمز" إن المتاحف المصرية التي كانت تجتذب ملايين السياح من مختلف أنحاء العالم أصبحت شبه خالية من الزوار في أيام مشمسة بالقاهرة.وبحسب تقرير للصحيفة فإن العديد من دول العالم لا تزال تبقي على تحذيرها لمواطنيها من زيارة مصر، وذلك على الرغم من الجهود الحثيثة التي تقوم بها الحكومة الانتقالية لإعادة الأمن والاستقرار للبلاد، ومن ثم إعادة إحياء القطاع السياحي الذي يعاني أسوأ أحواله في الوقت الراهن.وقالت أماني الترجمان، المديرة التنفيذية لشركة "ترافكو" التي تمثل أكبر مشغل للرحلات السياحية في مصر، إن "الحركة السياحية في البلاد انخفضت بنسبة لا تقل عن 50? عما كانت عليه في العام 2010، أي قبل اندلاع الأحداث الراهنة".وتقول الإحصاءات الرسمية في مصر إن القطاع السياحي يصب على البلاد ما نسبته 14.4? من العملة الأجنبية سنوياً، كما أن أكثر من 4 ملايين مصري يعملون في السياحة تأثروا حالياً بالركود الحالي.وكان القطاع السياحي يضخ في الفترة التي سبقت عام 2011 ما يزيد على 12.5 مليار دولار سنوياً، وهو الدخل الذي انخفض بنسبة لا تقل عن 30? بعد عام 2011 بحسب البيانات الرسمية في مصر.ويأتي الانخفاض في أعداد السياح الذين يقصدون مصر على الرغم من نجاح الحكومة الانتقالية في إقناع 23 دولة حتى الآن برفع تحذيراتها لمواطنيها من السفر الى مصر.وتنقل "فايننشال تايمز" عن مستشار وزير السياحة المصري عمرو العزبي قوله إنه واثق من أن أعداد السياح سيرتفع خلال موسم الشتاء الحالي، ويضيف: "السياح مرنون ويبحثون عن الوجهات التي يسهل الوصول اليها".يُشار الى أن أعداداً كبيرة من العاملين في القطاع السياحي فقدوا أعمالهم وانتقلوا الى جيوش العاطلين عن العمل في مصر، حيث يقول محمد حسني الذي يعمل في شركة سياحية وسط القاهرة إنه "تم خفض أعداد العاملين في الشركة الى النصف نتيجة الهبوط الحاد في المبيعات خاصة خلال شهر يوليو الماضي.يذكر أنه لا توجد إحصاءات دقيقة حتى الآن عن أعداد العاملين في السياحة من الذين فقدوا وظائفهم أو تعطلت أعمالهم، وذلك بسبب أن الكثيرين يعتمدون على العمل الحر، أو أنهم يعملون بشكل موسمي أصلاً.