قال مسؤل بارز في حكومة جنوب السودان إن مدينة بور، عاصمة ولاية جونغلي شرقي البلاد، سقطت في أيدي الانقلابيين بعد اشتباكات وقعت ليلة أمس الأول بين الجيش وقوات يقودها جنرال موالٍ لرياك مشار.وقال جيمس ايقا، نائب رئيس الجمهورية، في تصريحات صحافية في جوبا إنه بالرغم من سقوط بور إلا أنه تزال هنالك معارك تشهدها أجزاء كبيرة من المدينة، مؤكداً استرداد قواته للمدينة في الساعات القليلة القادمة.وقال إيقا: "أؤكد لكم أن أجزاء كبيرة من مدينة بور سقطت في أيادي الانقلابيين. ولكن لا تزال هنالك معارك تدور في أجزاء كبيرة أيضاً في المدينة".ومن جانب آخر جددت حكومة جنوب السودان دعوتها لإجراء حوار مع رياك مشار دون أي شروط مسبقة.وقال جيمس ايقا إن حكومته تلقت وساطة من الأمم المتحدة لإنهاء الخلافات التي تشهدها البلاد ووضع حد لها، وأشار إيقا إلى أن مشار هو من تمرد فعليه توضيح أسبابه حتى تتوصل الحكومة الى تفاهمات معه حقناً لمزيد من الدماء.قلق في الخرطوم من تبعات الأزمةوخيّمت الأحداث الدامية في جوبا، عاصمة جنوب السودان، على المشهد السياسي في السودان، وأصاب القلق الخرطوم من بوادر حرب أهلية في الجنوب ستلقي بظلال سالبة على السودان، أقلها إيقاف ضخ النفط وموجة نزوح ولجوء للسودان.وفيما استبعد نظام الخرطوم أن تؤثر الأحداث الجارية في دولة الجنوب بعلاقات البلدين، وتنفيذ اتفاق التعاون بينهما، أكد خبراء لـ"العربية.نت" أن الفترة المقبلة ستكون صعبة جداً لدولتي السودان.ومنذ اندلاع أعمال العنف في الجارة دولة الجنوب عقب المحاولة الانقلابية مساء الأحد الماضي وحتى اليوم الخميس، احتلت تطورات الأحداث هناك العناوين الرئيسة ومعظم الملفات الخاصة بالصحف السودانية اليومية، متفوقة على كثير من القضايا المحلية المعقدة.وحذر تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض في السودان من خطورة استمرار الصراع المسلح والتوتر في دولة جنوب السودان.منع التجارة الحدودية وإيقاف تصدير البترولوقال التحالف إن الخطوة ستقود إلى منع التجارة الحدودية وإيقاف تصدير البترول عبر موانئ الشمال بجانب الآثار الاجتماعية من نزوح ولجوء للسودان، وطالب رئيس اللجنة السياسية بالتحالف محمد ضياء الدين في صريحات صحافية، الحكومة بالنأي عن التدخل في الشأن الجنوبي، ودعاها إلى أهمية لعب دور إيجابي لحل الأزمة بين الفرقاء الجنوبيين إذا أمكن.من جهته، أكد أستاذ علم الاجتماع السياسي والمختص في قضايا الحدود مع دولة الجنوب، الدكتور خليل عبدالله المدني في حديث لـ"العربية.نت"، أن ما حدث في جوبا أمر متوقع، محذراً النظام في الخرطوم من التحيز أو الوقوف مع أي طرف، ودعاها للتعامل بحكمة في هذه المرحلة، وأن تنأى بنفسها عن الصراعات في دول الجنوب، وأضاف الخبير "المدني": الفترة القادمة ستكون صعبة جداً لدولتي السودان".إلى ذلك، استبعد سفير السودان بدولة الجنوب، الدكتور مطرف صديق، حدوث تأثيرات للأحداث الجارية في عاصمة جنوب السودان جوبا بعلاقات البلدين، وتنفيذ اتفاق التعاون الشامل بين البلدين، مشيراً إلى أن هناك حالة داخلية يعاني منها الجنوب، ومن الصعب التحدث حالياً عن تطبيق الاتفاقات بين البلدين".وأكد السفير صديق لشبكة "الشروق" الإخبارية السودانية، أن المعلومات المتوافرة لديهم تفيد بأن جميع السودانيين في مدينة جوبا بخير.
International
مدينة بور الجنوب سودانية تسقط في أيدي الانقلابيين
19 ديسمبر 2013