قتل سبعة أشخاص على الأقل، وأصيب ثمانية آخرون في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة استهدف البوابة الأمنية في منطقة برسس. وأفادت مصادر أمنية بأن من بين القتلى عسكريين ومدنيين تصادف وجودهم قرب البوابة، وأشارت هذه المصادر إلى أن الانفجار أحدث حفرة عميقة في الأرض وسمع دويه في المناطق المحيطة. وقام انتحاري، ليل السبت، بتفجير نفسه داخل سيارته عند إيقافه للتفتيش في بوابة "برسس" (60 كيلومتراً شرق بنغازي)، خلف بحسب إحصائيات أولية 7 قتلى، وأكثر من 15 جريحاً. وتعيش مستشفيات بنغازي حالة من الاستنفار وحراسة مشددة لقوات الجيش. وكانت بوابة "برسس" قد شهدت قبل أيام اشتباكات بين قوات الجيش ومهاجمين بهدف "تحرير" موقوفين محسوبين على التيار الجهادي. كما قامت القوات المتمركزة بالبوابة في وقت سابق بضبط مواد غذائية فاسدة كانت متوجهة إلى بنغازي. بنغازي.. مدينة الاغتيالات وتحولت مدينة بنغازي إلى مدينة الاغتيالات السياسية والأمنية، حيث تضاعفت مؤخراً عمليات الاغتيال آخرها عملية العقيد في المخابرات ببنغازي الجمعة. ويضاف الاغتيال الجديد في مدينة بنغازي، أول أمس الجمعة، لما يقارب السبعين اغتيالاً في صفوف قيادات أمنية وسياسية في المدينة منذ نهاية الثورة. مقتل ضابط في الاستخبارات العسكرية في مدينة درنة، العقيد فتح الله القزيري، أعاد موضوع الاغتيالات إلى الواجهة. فسلسلة الاغتيالات بدأت في بنغازي منذ الثامن والعشرين يوليو ألفين وأحد عشر عند مقتل عبدالفتاح يونس، رئيس أركان الجيش الليبي سابقاً، الذي قاد الثورة بعد انشقاقه على القذافي، وتبعه بأشهر مقتل القاضي الليبي جمعة حسن الجازوي الذي أمر باعتقال اللواء عبدالفتاح يونس قبل مقتله. وطالت أهم الاغتيالات أيضاً عبدالسلام المسماري، أحد أهم المعارضين لنظام القذافي وأحد مؤسسي المجلس الوطني الانتقالي، إضافة لمقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنس بعد الهجوم على السفارة الأميركية. الاغتيالات التي استهدفت خصوصاً قيادات عسكرية أغلبها كانت ضمن جيش القذافي، طالت أيضاً العميد محمد هدية الفيتوري آمر الذخيرة والتسليح بالجيش الليبي قبل اغتيال العميد جمعة الكاديكي في سبتمبر الماضي، وهو القيادي في جهاز الاستخبارات الليبية، وآخر الاغتيالات طالت أيضاً آمر قوات درع ليبيا في مدينة درنه العقيد عدنان النويصري. وتزامنت الاغتيالات مع تحول مدينة بنغازي في المقابل لبيئة حاضنة لعدد كبير من الجماعات المتطرفة، أهمها جماعات تابعة للقاعدة وأخرى لأنصار الشريعة، حيث كانت وسائل إعلام قد كشفت قبل أيام احتضان بنغازي لأكبر تجمع تسيقي لقيادات القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجماعات أخرى مرتبطة بأنصار الشريعة في بلدان مغاربية. انتشار هذه الجماعات في المدينة بالإضافة لسلسة الاغتيالات، حول بنغازي لبؤرة توتر أمني كبيرة، كثيراً ما رفضها السكان الذين خرجوا في أكثر من مناسبة للتظاهر ضد انتشار المسلحين في أرجاء المدينة. حقول النفط تتحول إلى حقول للدم إلى ذلك، أفادت مصادر أمس السبت بالعثور على جثث 5 ضباط ليبيين مقتولين رميا بالرصاص في أحد حقول النفط جنوب ليبيا. وفي وقت سابق، أكد وزير النفط الليبي عبدالباري العروسي أن مشكلة إمدادات النفط في ليبيا سيتم التغلب عليها قريبا، وأن كل الخيارات واردة بما في ذلك اللجوء إلى العمل العسكري من أجل فك الحصار المفروض على موانئ تصدير النفط من قبضة الميليشيات التي تسيطر عليها منذ يوليو الماضي. وأوضح الوزير أن الداخل الليبي تأثر بالمشكلة الموجودة حاليا، حيث انخفض إنتاج النفط من 1.6 مليون برميل يوميا إلى نحو 250 ألف برميل نتيجة إغلاق الموانئ، مشيرا إلى أن الشعب الليبي مع هذا الخيار لحل إشكالية وصول النفط إلى الموانئ. في غضون ذلك، اجتمع بعض من أعيان وشيوخ المنطقة الشرقية ببنغازي وذلك بعد تهديدهم باستخدام القوة لإنهاء أزمة إغلاق الحقول النفطية بالمنطقة ورفضهم لهذه التهديدات وتكليف المكتب التنفيذي لإقليم برقة بالبدء في عمليات بيع وتصدير النفط بعد عرقلة المفاوضات بين المطالبين بفيدرالية برقة والحكومة المركزية.
International
7 قتلى في عملية انتحارية ضربت بوابات أمنية لبنغازي
22 ديسمبر 2013