أمعن الإنتر ومدربه والتر مادزاري قي قراءة الميلان ومباراة الديربي بأفضل ما يُمكن، مع التقدير الكامل لقدرات المُنافس الذي بدا أكثر حماسة ورغبة في بداية المباراة وهنا بعض الملاحظات..الإنتر الديربي خُدعةخدع الإنتر الجميع ولعب بأسلوب خبيث للغاية في هذا الديربي، الجميع كان ممتعضًا وهو يشاهد الإنتر يجلس في الخلف ويبقى في مواقعه وهو يشاهد الميلان يذهب بالكرة يمينًا ويسارًا ويتلاعب كما يشاء بالكرة ويتحرك في مناطق الإنتر بوسط الملعب، لكن كانت الفكرة الواضحة من مدرب نابولي السابق وهى أن يستنزف قدرات ومجهودات فريق الميلان البدنية وجعلهم يركضون بأكثر ما يمكن وما ساعده على ذلك هى رغبة الميلان في افتتاح الديربي بأفضل صورة، وبعد أن وقع الميلان وأليجري في هذا الفخ وجدنا تساقط لقدرات الميلان وبطء شديد وعدم قدرة على مجاراة رتم الإنتر السريع في نهاية اللقاء. رأينا الإعداد الثقيل للهجمة والتحركات البطيئة من جانب إنتر في أول 60 دقيقة تقريبًا ولعب والتر مادزاري بأسلوب الكاتيناتشو القديم والمتهالك، وكان لهذا وجاهته وسببه ولكن في النصف الثاني من معركة الديربي ترك مادزاري الحرية والمجال "كل المجال" لناجاتومو على الجهة اليسرى وجوناثان يمينًا في الانطلاق والتوغل في مناطق ميلان، ومع إدخال كوفاشيتش مكان تايدر وإعادة جوارين للوسط أصبح النيراتزوري أكثر قُربًا من منطقة الجزاء وأصبحت الخطوط أكثر قُربًا من بعضها. كما قلنا فإن قراءة والتر مادزاري للمباراة كانت متميزة وكذلك كانت تغييراته ذكية وقي وقتها المناسب، لكن ما ساعده كذلك عناصر الخبرة التي لديه اليوم وخاصة استيبان كامبياسو والذي لعب مباراة ثنائية قوية أمام سولي علي مونتاري وحاول الحد من مساندته للهجوم أو التواجد قُرب منطقة الجزاء للتسديد، كذلك وجدنا تغطية ممتازة من تايدر أو جوارين في "الشوط الثاني" للتقدم المستمر من جوناثان الثقيل نوعًا ما "مُقارنة بناجاتومو" في الارتداد للدفاع، كسب إنتر معركة وسط الميدان ومعركة التكتيك لذلك كان من المنطقي أن يظفر بنقاط الديربي وبطولته. تميز خط دفاع الإنتر الثلاثي اليوم بالصلابة بوجود رولاندو في عمق قلب الدفاع ووجود جوان جيسوس شمال قلب الدفاع وكامبانيارو يمينه، وما ساعدهم على ذلك كما أوضحنا المساندة الدفاعية الكاملة للاعبي الوسط لهم والسرعة في التحول من الدفاع للهجوم في الشوط الثاني مما أراح مدافعي أفاعي النيراتزوري كثيرًا في النصف الثاني من المباراة.الميلان بداية مثيرة، نهاية بائسة هيمن الميلان في أول 45 دقيقة على الكرة ولعب بأريحية كبيرة وما يُعاب عليه هو أن استمر في نفس الأسلوب أمام سلبية "إنتر" الكبيرة والواضحة، ولم يجعل النيراتزوري يطمح أبدًا في أن يُهاجم ويبادله الهجمات فكان الحماس والرتم في أعلى مستوياته وقد أضر هذا بالمجهود والمخزون البدني للروسونيري ورأينا كيف كان أداء بولي ودي يونج كبيرًا في أول نصف ساعة تحديدًا وإضاعة أندريا لهدف مُحقق، فلم يستغل الميلان لتراجع الإنتر ولم يسدد سوى كرات قليلة على هاندانوفيتش ولم يدخر مجهوده لبقية الديربي الصعب. أخطأ ماكس أليجري في الدفع بصانع الألعاب الشاب ريكاردو سابونارا ليس فقط لعدم نضجه الكافي لمباراة بمثل هذه القيمة ولكن كذلك لأن ميلان كان يحتاج لمُهاجم آخر يستطيع مُساندة بالوتيلي والضغط أكثر على دفاعات الإنتر في ظل وجود 3 قلوب للدفاع، ولكنه مع ذلك لم يقم بتغيير طريقته في اللعب وأبقى ماتري على دكة البدلاء "البانكينا". كانت تمريرات الميلان في الثلث الأخير تحديدًا تفتقد لأي دقة لعدم وجود من يتحرك بشكلٍ جيد بين الدفاعات أو التحرك العرضي بل كان الاعتماد على الاختراق من العمق في ظل تراجع دي شيليو بدنيًا وكذلك توتر سولي علي مونتاري أمام التدخلات البدنية القوية لإنتر، إضافة لوجود بالوتيلي بين مدافعين الإنتر بلا أي مُقاومة إلا بان يتراجع خارج المنطقة أو يحاول التسديد دون دقة بأي كرة تصل له، ونفس الأمر بالنسبة للتمريرات في هذه المنطقة.