كتبت - شيخة العسم: حمد جمعة الفزاري، شاب طموح ومهندس معماري أحبّ بلده وملكه بصدق، فتقدم بمشروع ومخطط لمتحف يخص العائلة المالكة، كهدية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، بمناسبة احتفال مملكة البحرين بأعيادها الوطنية في يومي 16-17 ديسمبر، إحياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح ككيان عربي إسلامي العام 1783، والذكرى 42 لانضمامها في الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، والذكرى 14 لتسلم حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى لمقاليد الحكم.حول هذه التجربة يقول حمد: أحببت أن أقدم هدية للملك المفدى، عبر مشروعي الذي صممته من خلال مشروع ما قبل التخرج وهو عبارة عن تصميم هندسي متكامل تصوري لمتحف يخص العائلة الحاكمة، يأتي استكمالاً للريادة الثقافية لمملكة البحرين إقليمياً وعالمياً، وتزامناً مع ما تشهده من نهضة عمرانية وحضرية واسعة وما شهدت من حضارات وتاريخ زاخر، لذا جاءت فكرة تصميم مشروع لمتحف متخصص ليصبح ثاني متحف بالمملكة وهو متحف العائلة المالكة.ويبين حمد أن المتحف يضم كل ما تنعم به مملكة البحرين من إرث عظيم عبر التاريخ ليحفظ هذا المتحف كل مقتنيات خاصة للمملكة أو العائلة المالكة من وثائق ورسائل رسمية وكتب تاريخية لحكام المملكة، أسلحة، ملابس تقليدية، سيارات قديمة، وأوسمة ودروع ممنوحة للمملكة عبر التاريخ، كما ينقل هذا المتحف للزائر الصورة التاريخية الشاملة لعائلة آل خليفة العائلة المالكة خلال الحقب الزمنية السابقة، وصولاً إلى العهد الزاهر لجلالة الملك. يشير حمد إلى اختيار موقع المشروع «متحف العائلة المالكة» بمنطقة الصخير وتعتبر إحدى المناطق التاريخية في المملكة، وكانت مقر الحكم في فترة من فترات حكم آل خليفة، وتحتوي منطقة الصخير على قصر خاص للعائلة المالكة وبعض المباني الأثرية التابعة له، وحيث إن الموقع المختار يتلاءم مع طبيعة ونوعية وتخصص المتحف لينقل ويؤكد عراقة تاريخ البحرين الذي يعكس المكانة التاريخية التي تبوأتها البحرين بين الحضارات القديمة، تحت خلافة آل خليفة والتعريف بعطاء الإنسان البحريني وكفاحه التاريخ الإنساني. ويلفت إلى أن المبنى المقترح لابد وأن يعكس بشكل رئيس وظيفته الرمزية الثقافة النابعة من تراث وثقافة وحضارة مملكة البحرين التي تضرب بأوصالها في أعماق التاريخ الإنساني، كما إنه لابد أن يستشرف المستقبل والحاضر الذي تحياه المملكة في بدايات القرن الحادي والعشرين، مبيناً أن كتلة المبنى وفكرته الأساسية مستوحاة من التاج الملكي والذي يشكل خطوط المبنى الرئيسة للمتحف من المساقط الأفقية مع استخدام النمط العمراني البحريني التقليدي في تصميم واجهات المتحف بعيداً عن العولمة وتأثيراتها وتبعاتها على العمارة والعمران.ويبين حمد أن المشروع خصص 11 عنصراً هي: أولاً المدخل الشرفي، وهو المدخل الخاص لجلالة الملك وضيوف البحرين من قادة الدول، ثانياً: المدخل العام، وهو المدخل العام لعموم الزائرين من مستوى السرداب المجهز بالمواقف والأشرطة والسلالم المتحركة، ثالثاً: الاستقبال، مركز بهــو المتحف، رابعاً: قاعات العرض، تكون على اتصال ما بانوراميا بالخارج المحيط، وهي؛ قاعة أحمد الفاتح، قاعة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، قاعة الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، قاعة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، قاعة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، قاعة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، قاعة المتحف المتجوُل، قاعة استقبال كبار الشخصيات، قاعة محاضرات، قاعة ندوات تعريفية، قاعة السيارات القديمة، خامساً: منطقة للعرض الخارجي المكشوف «مسرح مكشوف»، تتكامل مع قاعات العرض المختلفة في إطار دراسة حركة ومسار الزيارة، سادساً: معامل صيانة وورش ترميم، مخازن، مكاتب إدارية، خدمات مساندة «بيع الهدايا التذكارية»، مقهى، دورات مياه، مواقف سيارات، سيارات تجول داخلية، سابعاً: المسطحات المائية، ثامناً: المسطحات الخضراء. ويأمل حمد مواصلة الدراسة بالتخطيط والعمارة، ويتمنى على الدولة مزيداً من الاهتمام بمخرجات الطلبة من أفكار ومشروعات تحقق عوائد وطنية في مختلف المجالات تسهم في رقي المملكة.