أعلنت الأمم المتحدة أنها تحتاج إلى 166 مليون دولار لتلبية الحاجات الملحة لسكان جنوب السودان حتى مارس المقبل.وأشارت الأمم المتحدة إلى أن حصيلة المعارك التي اندلعت بين قوات الرئيس سلفا كير وخصمه رياك مشار بلغت آلاف القتلى، إضافة الى أن 90 ألف شخص على الأقل نزحوا منذ عشرة أيام بينهم 58 ألفا لجأوا الى قواعد الأمم المتحدة في البلاد.كما فر مئات الآلاف من الأشخاص الآخرين على الأرجح الى الأدغال.وأعلنت الأمم المتحدة أن الوكالات الإنسانية تحتاج الى 166 مليون دولار لتلبية الحاجات الملحة لسكان جنوب السودان حتى مارس المقبل.وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن الأولويات تتمثل في الحاجات الصحية وتوزيع المواد الغذائية إضافة الى إدارة المراكز التي قصدها النازحون جراء المعارك وأعمال العنف التي شهدتها الأيام الأخيرة، والمطلوب أيضا مساعدة مئتي ألف لاجئ قدموا من السودان المجاور وأقاموا في ولايتي الوحدة والنيل الأعلى بجنوب السودان.وغداة ذلك أعلن عن تعزيز عدد الجنود الأمميين في محاولة لوضع حد للنزاع، حيث سجلت مواجهات الأربعاء، بين الجيش والمتمردين في ولاية نفطية.وقال وزير الإعلام الجنوب سوداني مايكل مكوي لوكالة فرانس برس "تدور معارك في ملكال (عاصمة ولاية النيل الأعلى النفطية في شمال البلاد) منذ هذا الصباح بين القوات الحكومية والمتمردين"، نافيا أن يكون المتمردون استولوا على هذه المدينة المهمة.وتعد السيطرة على الولايات النفطية في شمال البلاد رهانا استراتيجيا بالنسبة للطرفين.ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء أطراف النزاع في جنوب السودان الى التفاوض وهدد المسؤولين عن ارتكاب تجاوزات بعقوبات، في "رسالة إذاعية وتلفزيونية لسكان جنوب السودان".وقال بان "جنوب السودان مهدد لكن جنوب السودان ليس وحيدا. أود أن اؤكد لكم أن الأمم المتحدة تقف الى جانب شعب جنوب السودان في هذه الأوقات العصيبة" مذكرا ب"الهجمات الفظيعة" و"الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان" التي ترتكب في البلاد.وكانت القوات الحكومية حققت تقدما الثلاثاء، عبر استعادتها مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي (200 كلم شمال جوبا) من المتمردين. وواصل الجيش الأربعاء "تطهير جيوب المتمردين" في المنطقة.وأفاد مراسل لـ"فرانس برس" تمكن من الوصول الى بور أن الجثث انتشرت في شوارع المدينة فيما تعرضت المتاجر للسرقة والمنازل للتدمير بما فيها مكتب حاكم الولاية.وتطاول المعارك نصف الولايات العشر للدولة الوليدة التي نالت استقلالها العام 2011، أي جونقلي والوحدة ووسط الاستوائية والنيل الاعلى وشرق الاستوائية.ويشهد جنوب السودان منذ 15 ديسمبر مواجهات عنيفة منذ اتهم الرئيس كير نائبه السابق الذي أقيل في يوليو بتنفيذ محاولة انقلاب قبل أسبوع، الأمر الذي نفاه مشار متهما كير بأنه يريد القضاء على خصومه.