تدور اشتباكات ضارية في ملكال، عاصمة ولاية أعالي النيل في جنوب السودان، مخلفة قتلى وجرحى ودمارا وفق ما نقلت قناة الجزيرة عن شهود عيان.وفي مواجهة هذا التصعيد يلتقي عدد من القادة الأفارقة اليوم في جوبا لحوار طرفي النزاع، كما اتفق على قمة أفريقية في نيروبي غدا لبحث الأزمة.من جهة أخرى، غيرت رئيسة بعثة الأمم المتحدة هناك توصيف المنظمة للصراع، ونفت أن يكون عرقياً، وقالت إنه صراع على السلطة.وتوسع القتال لتطال المعارك نصف الولايات العشر للدولة الوليدة التي انفصلت عن السودان عام 2011، والولايات التي تشهد نزاعا هي جونقلي والوحدة ووسط الاستوائية وأعالي النيل وشرق الاستوائية.وقد أكدت وكالة أنباء جنوب السودان المستقلة -في وقت سابق- أن المتمردين سيطروا في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء على ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل المنتجة للنفط.من جانبه، قال وزير الإعلام في حكومة جنوب السودان مايكل مكواي إن معارك تدور في ملكال منذ صباح الأربعاء، نافيا أن يكون المتمردون استولوا على هذه المدينة الإستراتيجية.وكان سلفاكير أعلن في وقت سابق سيطرة قواته على بور عاصمة ولاية جونقلي، وهي مدينة إستراتيجية كانت قوات مشار سيطرت عليها في الـ19 من الشهر الجاري.وقال مسؤول حكومي إن الجيش النظامي "طهّر" بور من المتمردين الذين فروا من المنطقة، وأضاف أن وزير الدفاع توجه إلى هناك لقيادة العملية العسكرية بنفسه.سعي أفريقي وأوروبيسياسيا، يجتمع قادة عدة دول من شرق أفريقيا في جوبا اليوم لإجراء محادثات تستهدف حل أزمة جنوب السودان، وفق ما أكد مسؤولون.وعلى نفس الصعيد، أكد المسؤول بالخارجية الكينية كارانجا كيبيشو عقد قمة للهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) -وهي منظمة للتنمية بدول شرق أفريقيا- في نيروبي الجمعة. وقال "نتوقع حضور الرئيس سلفاكير حيث إن القمة تتعلق به". وأوضح مسؤولون أنه لم تحدد بعد التفاصيل الدقيقة للاجتماعين.وأصدر الاتحاد الأفريقي ومنظمة "إيغاد" بيانا مشتركا للحث على الحوار ووضع حد للصراع. وقالت المنظمتان إنهما يشعران بقلق عميق إزاء التقارير الخاصة بتعبئة المليشيات القبلية بجنوب السودان، والتي تهدد بمزيد من تصعيد النزاع وتحويله إلى عنف عرقي استثنائي مدمر يعرض وجود جنوب السودان للخطر.من جهتها، قالت المفوضية الأوروبية أمس إن منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون بصدد إيفاد مبعوث للمساعدة في إيجاد حل سياسي للصراع الدموي القبلي في جنوب السودان والاتصال بالدول المجاورة في هذا الصدد.وقالت مايا كوسيانيستش المتحدثة باسم آشتون إن "من الضروري أن يلتزم كل القادة السياسيين على الفور بإجراء حوار سياسي لحل خلافاتهم".وأضافت في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني أن آشتون طلبت من المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي أليكس روندوس السفر فورا إلى المنطقة، والاتصال مباشرة بالدول المعنية والمنظمات الموجودة على الأرض.وأعرب رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت عن استعداده للتفاوض من أجل إنهاء القتال المستمر منذ 11 يوما، والذي أسفر عن مقتل آلاف الأشخاص. كما أعرب منافسه رياك مشار النائب السابق لسلفاكير عن استعداده لإجراء محادثات، غير أنه طالب بتنحي سلفاكير، متهما إياه بأنه ديكتاتور.
International
تفاقم القتال وقادة أفارقة بجنوب السودان لحل الأزمة
26 ديسمبر 2013