رغم التعديل الوزاري الواسع الذي اجراه بشكل عاجل مساء الاربعاء، لا يزال رئيس الوزراء التركي رجب اردوغان في موقف ضعيف بسبب فضيحة الفساد غير المسبوقة التي تهز البلاد والتي يبدو انها باتت تهدد اسرته مباشرة.وعوضا عن تهدئة العاصفة السياسية التي اثارها القضاء الاسبوع الماضي توارى التعديل الحكومي ليطغى على الساحة الصراع المستعر بين مدعي اسطنبول المكلفين التحقيق في الملف وبين قيادتهم على خلفية الحرب المفتوحة بين السلطة الاسلامية المحافظة ومنظمة الداعية الاسلامي فتح الله غولن.وبعد ايام من الشائعات اكدت وسائل الاعلام التركية الخميس ان التحقيق بدأ يتجه الى احد نجلي اردوغان. وذكرت صحيفة ملييت ان رئيس الحكومة اعرب عن قلقه للمقربين منه قائلا "الهدف الرئيسي لهذه العملية هو انا".وتوقعت صحيفة جمهوريت المعارضة "زلزالا" في قمة الدولة مشيرة الى تورط منظمة غير حكومية هي المؤسسة التركية لخدمة الشباب والتربية (تورغيف) التي يراسها بلال نجل اردوغان الكبير في هذه الفضيحة.وفي هذا المناخ من الشائعات المستمرة انكشف علنا الصراع المحتدم في الكواليس بين مدعي اسطنبول المكلفين التحقيق وقيادة الشرطة التي اصبحت مطيعة للنظام بعد خضوعها لعملية تطهير واسعة النطاق.وكشف احد المدعين وهو معمر اكاش ان الشرطة رفضت تنفيذ اوامر الاعتقال التي صدرت ضد نحو 30 مشتبها بهم اضافيين وخصوصا من نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم منذ 2002 ومن رجال اعمال.تراجع الليرةومن جانب آخر، تراجعت الليرة التركية إلى مستوى منخفض جديد مقابل الدولار اليوم الجمعة مع تصاعد التوتر السياسي بسبب قضية الفساد.ولامست العملة التركية مستوى قياسيا منخفضا عند 2.1460 ليرة للدولار ، وتراجع مؤشر الأسهم الرئيسي أكثر من أربعة بالمئة، في غضون ذلك قال البنك المركزي التركي اليوم الجمعة إنه قرر زيادة المبلغ المطروح في عطاء العملة الصعبة يوم 30 ديسمبر إلى 600 مليون دولار على الأقل من 450 مليون دولار.
International
اردوغان مازال مهددا رغم التعديل الوزاري الواسع
27 ديسمبر 2013