كتبت - إيمان الحسن«عند هطول الأمطار نخرج من المنزل بحثاً عن مكان آمن.. تنتابنا المخاوف من وصول المياه إلى الكهرباء وينتهي الوضع بحريق ومخاطر أخرى».. بهذه العبارات وصف أحد أفراد ثلاث عائلات تعيش تحت أسقف آيلة للسقوط الوضع المزري والكارثي الذي يهدد سلامتهم بعدما أضحى خطر انهيار سقف منازلهم يراودهم.ثلاث عائلات بحرينية تعيش تحت أسقف آيلة للسقوط في ظل خوف من مصير مرتقب، رغم سوء حالتهم الصحية إذ إن من بين أفراد تلك الأسر ذوي إعاقة عاجزين عن أداء أبسط احتياجاتهم، وامرأتان أعمارهما تزيد عن الخمسين عاماً، وهما في عمر يجب تقديم كل الرعاية والاهتمام لهن، ولم ينته الموضوع عند تلك الأسقف بل تفاقم حتى وصل إلى خرير مياه الأسقف واللمس الكهربائي، ومنها من يفتقر إلى ركن أساسي مثل أي منزل آخر وهو المطبخ، فهم في حيرة كيف يوفرون المبالغ لتلبية احتياجاتهم الأساسية أو دفع إيجار منزل آيل للسقوط. يعقوب أصابه اليأس بعدما أكمل طلبه لوزارة الإسكان 10 سنوات، وأكد أن «العديد من المحاولات لمراجعة الجهات المعنية باءت بالفشل».وأضاف «أناشد أهل الخير لمساعدتنا على ترميم المنزل ليصبح آمناً في هذه الفترة على الأقل لنتمكن من العيش دون خوف وهلع مثلنا مثل أي عائلة أخرى».فيما أشار أحد القاطنين في منزل من البيوت القديمة والآيلة للسقوط ويُدعى حسن أنه «لم يتم تعديل أي خلل من قبلهم»، مشيراً إلى مساعدة أهل الخير بالمستطاع إليه، كما أنه تم تقديم طلب للإسكان دون الرد للحصول على منزل.وتعيش ضمن هذه البيوت الآيلة عائلة لديها 3 من ذوي الإعاقة، وأطفال آخرين لديهم بعض الأمراض الوراثية مثل «الضيجة»، فكيف يمكن لهم ممارسة حياتهم طبيعياً والجلوس براحة مع هذه الظروف الصعبة وقاسية، وكيف يمكن أن طلاب في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية الدراسة والنجاح تحت أسقف يتخوفون أن تسقط عليهم. لا يمكن وصف حالة هذه الأسر التعيسة حيث لا تملك مأوى تحتمي فيه من البرد القارس، ومع وجود اللمس الكهربائي وخرير المياه يأتي الخوف والهلع من عمل أبسط الأمور مثل تشغيل المصباح وباقي الأساسيات في المنزل. وفي هذا وقت العصيب يقف رب الأسرة عاجزاً أمام أبنائه حيث لا يملك القدرة المالية الكافية للانتقال إلى مسكن آخر أكثر أمان وراحة، والأسوأ من ذلك استياء الأطفال عند هطول المطر عوضاً عن اللعب تحته والفرح مثل الأطفال الذين بعمرهم. ومن جانبه، أكد خالد أنه يحاول جاهداً العمل على توفير مسكن آمن لأفراد الأسرة وإعالتهم، ولكن الأوضاع لا تساعد في تلبية التكاليف وجميع الاحتياجات، مشيراً إلى أن هذا المنزل الذي يقطنون فيه هو بالأصل إيجار. وأوضح أن أكثر الأضرار تأتي من السقف حيث خرير الماء ينزل إلى الكهرباء وتنتج أخطار والتباسات يمكن أن تضر بالعائلة، مشيراً إلى أن تم التحدث مع الجهات المعنية لإيجاد حل والتخلص من الخوف والهلع الذي يحيطهم.وطالب خالد الجهات المعنية السرعة في العمل حيث أي تأخير ممكن أن يلحق بضرر أكبر وتفاقم المشاكل، مشيراً إلى أن بالنسبة لباقي المنازل التي تحيطهم يعتبرون الأمن حيث هناك من لا يستطيع النوم من كثرة المياه المتراكمة في المنزل ومن الخوف الذي يحيطهم من حدوث لمس كهربائي.وناشد خالد الجهات المعنية لاهتمام بالصرف الصحي، مؤكداً الوضع السيئ في البنية التحتية، وأنه قبل هطول الأمطار كانت هناك انسدادات في المجاري ويتم التحدث مع البلدية لفتحها، وفي بعض الأحيان تتأخر البلدية فتنتشر الروائح الكريهة والحشرات.وقال إنه تم ملأ استمارة الضرر لمحافظة العاصمة وهم يترقبون الإجراءات التي سوف تتخذ، مناشداً جميع الوزارات لمداركة الوضع قبل أن يتفاقم.