قال ناشطون سوريون إن أكثر من عشرين جنديا نظاميا و19 من المعارضة المسلحة قتلوا خلال اشتباكات بين الطرفين في محيط مطار دير الزور العسكري شرقي سوريا، الذي يشن مقاتلو المعارضة منذ أيام حملة واسعة للسيطرة عليه.وأفادت شبكة شام الإخبارية اليوم الاثنين بأن الاشتباكات جرت قرب أسوار المطار، في محاولة من قوات النظام لاستعادة السيطرة على القرية.وقد قصفت قوات المعارضة بالمدفعية الثقيلة الأبنية التي تتحصن فيها قوات النظام داخل المطار، وفي المقابل قصفت قوات النظام أحياء الصناعة والحويقة بمدينة دير الزور.ونقلة قناة الجزيرة اليوم الاثنين عن الناشط الإعلامي في دير الزور وسام العرب أن الجيش النظامي لم يعد يسيطر إلا على الجهة الغربية من المدينة، حيث يتمركز على الجبل المطل على دير الزور ومنه يقصف "الأحياء المحررة" التي تسيطر عليها قوات المعارضة.وأضاف الناشط أن قوات النظام قصفت بلدة الجفرة الملاصقة لمطار دير الزور لاستعادتها نظرا لأهميتها الإستراتيجية، لكن الجيش الحر ما زال صامدا في الدفاع عنها.وأشار إلى حدوث تطورات عسكرية في حي الرصافة داخل المدينة تصب في مصلحة قوات المعارضة التي قال إنها تحاول تحقيق أكبر قدر من الإنجازات على الأرض، مستغلة تراجع القوات النظامية على أكثر من جبهة في المنطقة.براميل متفجرةوفي درعا جنوبي البلاد، أفاد ناشطون سوريون بأن أكثر من عشرين شخصا قتلوا في قصف نفذته قوات النظام على أحياء طريق السد والبلد ومخيم درعا، وقالت شبكة شام إن قوات النظام قصفت أمس الأحد بلدة معربة في ريف درعا بالصواريخ، بينما ألقى سلاح الجو براميل متفجرة على بلدة الجيزة خلفت أضرارا مادية. كما شهدت بلدة إنخل بريف درعا اشتباكات بين قوات المعارضة والجيش النظامي.وفي هذه الأثناء، قال المرصد السوري -الذي يتخذ من لندن مقرا- إن 517 قتيلا بينهم 151 طفلا دون سن الـ18، و46 سيدة، قتلوا جراء القصف المستمر من قوات النظام بالبراميل المتفجرة والطائرات الحربية على مناطق في مدينة حلب ومدن وبلدات وقرى في ريفها، وذلك منذ فجر الـ15 من الشهر الجاري وحتى منتصف ليل السبت.ولا يقر النظام باستخدام البراميل المتفجرة التي لا يمكن التحكم في أهدافها، إلا أن مصدرا أمنيا سورياً أكد أن اللجوء إلى هذه البراميل في القصف يعود في جزء منه إلى أنها أقل كلفة من القنابل والصواريخ.وعلى صعيد آخر، قالت القوات النظامية اليوم إنها أجلت أكثر من خمسة آلاف مدني كانوا محتجزين في مدينة عدرا الواقعة في ريف دمشق من طرف "المجموعات الإرهابية المسلحة" مؤكدة أنه تم ترحيلهم إلى "مكان آمن وتأمين جميع المواد الإغاثية والإنسانية اللازمة لهم" وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية السورية عن مصدر عسكري.وأكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية كندة شماط -من جهتها- عملية الإجلاء قائلة إنها تمت "بفضل جهود الجيش العربي السوري".مواد إغاثيةوتشن القوات النظامية -مدعومة بعناصر من حزب الله اللبناني- حملة عسكرية منذ الـ14 من الشهر الجاري لطرد المقاتلين من مدينة عدرا التي دخلوها في 11 ديسمبر/كانون الأول، واستعادة السيطرة الكاملة على هذه المنطقة الواقعة على طريق رئيسية مؤدية إلى العاصمة دمشق.وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار إلى أن المنطقة مهمة بالنسبة لمقاتلي المعارضة "لأنها مدخل نحو فك الحصار عن الغوطة الشرقية ومدينة دوما (شمال شرق دمشق)" اللتين تعدان معاقل أساسية للمعارضة في محيط دمشق يحاول النظام منذ أشهر استعادتها.وفي ريف دمشق، أفاد ناشطون السبت بدخول سيارات تحمل "مواد إغاثية" إلى مدينة معضمية الشام، بعد أيام من اتفاق هدنة بين النظام ومقاتلي المعارضة الموجودين داخل المدينة.ونص الاتفاق -الذي دخل حيز التنفيذ الأربعاء الماضي- على رفع العلم السوري على خزانات المياه بالمعضمية لمدة 72 ساعة مقابل وقف القتال وإدخال مواد غذائية للمدينة المحاصرة منذ أكثر من عام، والتي تعاني من نقص فادح بالمواد الغذائية والطبية وسط قصف شبه يومي عليها ومعارك متواصلة.