كتبت - نور القاسمي:أطلق مستهلكون أمس حملة على وسائل التواصل الاجتماعي لمقاطعة الخيار بعد ارتفاع سعره إلى مستويات قياسية.ودعا المغردون إلى انتهاج «ثقافة المقاطعة» للسلع التي ترتفع أسعارها بشكل جنوني وغير منطقي. وسجل كيلو الخيار في السوق المركزي حوالي 900 فلس خلال 10 أيام مقارنة مع 500 فلس في السابق، أي بزيادة الضعف في وقت تبيعه محال الخضراوات والبرادات المنتشرة في الأحياء بحوالي 1.2 دينار، وسط غياب رقابة «إدارة حماية المستهلك».وعزا تجار وعاملون في القطاع هذا الارتفاع، إلى تقلص الإنتاج في بلد المنشأ بسبب موجة البرد، في وقت أطلق مستهلكون عبر وسائل التواصل الاجتماعي حملة «ثقافة المقاطعة» أسوة بما حدث حينما زادت أسعار الطماطم، مطالبين «حماية المستهلك» بتشديد الرقابة على محلات بيع التجزئة وذلك للحد من جشع التجار.وقال تاجر الخضراوات والفواكه، رضا البستاني إن موجة البرد الشديدة التي شهدها الأردن والسعودية خلال الفترة الماضية، أدى إلى تقليص الإنتاج في تلك الدول، حيث ارتفع سعر الكيلو إلى 900 فلس في السوق المركزي.وتوقع البستاني أن تتراجع الأسعار مجدداً اعتباراً من الأسبوع المقبل، بعد ارتفاع درجات الحرارة بشكل طفيف، موضحاً أن سعر كارتون الخيار السعودي الذي يتراوح بين 12-14 كيلواً وصل أمس إلى 7.5 دينار مقارنة مع 9 دنانير أمس الأول.وواجه مستهلكون ارتفاع الأسعار الحادة هذه بحملة عبر شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر» و»الإنستغرام»، ومن خلال الرسائل النصية تحت عنوان «خلها تخيس»، مجدداً كما حدث مع ارتفاع أسعار الطماطم في الفترة القليلة الماضية.وتداول المستهلكون، ضرورة التحلي «بثقافة المقاطعة» لردع جشع التجار. ووعد المواطنون أن يعاودوا كرة هذه الحملات حال شعورهم بعدم الرضا عن قيمة أي من الخضراوات أو السلع الاستهلاكية، كوضع الخيار الراهن الذي وصل سعر الكيلو إلى 1.2 دينار، رغم أنهم اعتادوا على ألا يتجاوز 500 فلس.واعتبر المستهلكون أن ارتفاع الخيار بأكثر من 50% بوادر لارتفاع في أسعار خضراوات جديدة في الأسواق، مناشدين الجهات المعنية بالتدخل وإيجاد حلول جذرية لمنع التجار من التلاعب في الأسعار.من جهته، أكد النائب عادل العسومي أن مراقبة أسعار ارتفاع الخضراوات ينقسم إلى جهتين أساسيتين، أولها دور الجهات الحكومية، التي يحتم عليها زيادة الأسعار الراهنة التحرك والقيام بدورها بأكمل وجه، وثانيها زيادة وعي المستهلكين وثقافاتهم فيما يختص بمقاطعة السلع التي يرتفع سعرها بشكل ملحوظ.وأشار العسومي إلى أن على المستهلكين الالتزام بكلمة واحدة في مقاطعة «الخيار» أو أي صنف قد يرتفع سعره سواء من المواد الاستهلاكية وغيرها ليشكل رادعاً في وجه جشع التجار وتلاعبهم بالأسعار.ودعا العسومي، وزير الصناعة والتجارة، رئيس لجنة مراقبة الأسعار إلى العمل لوقف هذا التلاعب الذي يؤثر سلباً على حياة المواطنين، موضحاً أن دوره لا يقتصر فقط على الزيارات الميدانية إلى الأسواق، بل يجب أن يتعدى ذلك إلى إجراءات قانونية تحاسب من تسول له نفسه أن يتلاعب بالأسعار، إضافة إلى أن تمتلك اللجنة خطة اقتصادية تخدم المواطن للتعامل مع هذه الزيادات المفاجئة للسلع الاستهلاكية وغيرها. إلى ذلك، قال المواطن محمد أحمد البلوشي: «بدأت أسعار الخيار ترتفع منذ نهاية الأسبوع الماضي بصور فجائية، حيث كان يباع سعر الكيلو بحوالي 400-500 فلس، الأمر الذي أثر سلباً على المستهلكين، مطالباً المستهلكين بمقاطعة السلع التي ترتفع أسعارها.ودعا البلوشي إدارة «حماية المستهلك» بوزارة الصناعة والتجارة إلى تشديد الرقابة على محال الخضراوات والبرادات المنتشرة داخل الأحياء السكنية وذلك للحد من التلاعب بالأسعار دون رقيب أو حسيب.وأضاف: «تقوم البرادات المنتشرة في الأحياء السكنية بالتلاعب بالأسعار ليس الخضراوات فحسب، بل بأصناف السلع الغذائية الأخرى»، مؤكداً أنه حتى لو كان هناك ارتفاع في الأسعار فيجب أن يكون موحداً، ولا يختلف من محل إلى آخر.إلى ذلك، قالت المواطنة «م.ح.م»: «لاحظت ارتفاع أسعار بعض أصناف الخضراوات مثل الكوسا والخيار منذ حوالي 10 أيام تقريباً وبمعدلات كبيرة جداً»، مؤكدة أنها قلصت حجم مشترياتها من هاتين السلعتين بسبب ارتفاع الأسعار.ودعت إدارة حماية المستهلك إلى تشديد الرقابة على كافة البرادات ومحال الخضراوات والفواكه، للحد من الاستغلال ورفع أسعار السلع دون مبرر، مبينة أن الارتفاع قد يكون ناتجاً عن أسباب في بلد المنشأ، إلا أنه يجب على البرادات عدم استغلال هذا الوضع.