عواصم - (العربية نت، وكالات): أكد دبلوماسيون عاملون في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أن الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان أعلن أمام مجلس الأمن أن دمشق وافقت على مهلة 10 أبريل الجاري كموعد لبدء تطبيق خطته، لكنه لاحظ في الوقت نفسه أنه "لم يسجل بعد أي تقدم” من قبل النظام السوري باتجاه تطبيق الخطة. بالمقابل أبدت واشنطن "تشككاً” في النية الفعلية لدمشق بتطبيق الخطة، فيما نشر نشطاء سوريون على شبكة الإنترنت فيديو، يظهر أسر ما قالوا إنها "مجموعة مرتزقة إيرانية” من قبل ثوار في سوريا”، ويبدو في الفيديو أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني بعد القبض عليه مع 10 من زملائه بعد أن اعترفوا بأنهم قدموا لمساعدة النظام في قمع المظاهرات في سوريا، وفقاً لما نشره موقع قناة "العربية”.وأكد الدبلوماسيون أن الوقف الكامل لأعمال العنف يجب أن يتم خلال الساعات الـ48 التي تلي هذا الموعد، ومن المفترض أن يكون نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد توقف عن إرسال مزيد من جنوده باتجاه المدن وباشر سحب أسلحته الثقيلة من هذه المدن، ليبدأ بعدها بسحب جنوده منها. وتابع المصدر أن عنان طلب من مجلس الأمن دعم المرحلة الأولى من تطبيق خطته. كما دعا عنان مجلس الأمن إلى درس شروط نشر بعثة مراقبين للإشراف على الوضع في سوريا على أن تتمتع "بتفويض واسع ومرن”. إلا أن عنان لاحظ أنه "لم يسجل أي تقدم” حتى الآن باتجاه التوصل إلى وقف فعلي لإطلاق النار في سوريا أو البدء بتطبيق خطته على الأرض، حسب ما نقل أيضاً الدبلوماسيون.وعرض عنان من جنيف نتائج مهمته في سوريا أمام أعضاء مجلس الأمن المجتمعين في نيويورك عبر دائرة فيديو مغلقة. ويأتي التقرير، وهو الثاني لعنان أمام مجلس الأمن منذ بداية مهمته، إثر اجتماع "أصدقاء سوريا” الذي عقد أمس الأول في إسطنبول. وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سوزان رايس في ختام اجتماع مجلس الأمن إن الولايات المتحدة وعدداً من الدول الغربية تشكك في رغبة سوريا بالوفاء بوعدها بالبدء في تطبيق خطة عنان. من جهتها أعلنت البعثة الفرنسية لدى الأمم المتحدة في نيويورك أن فرنسا عبرت عن دعمها الكامل لكوفي عنان وكررت دعوتها إلى تحديد مهلة زمنية لتطبيق خطته. وانتقدت موسكو مؤتمر أصدقاء سوريا في إسطنبول رافضة تحديد أي "مهلة” أو "إنذار” لتطبيق خطة المبعوث الدولي أنان. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي إن "الإنذارات والمهل المصطنعة نادراً ما تكون مفيدة”. وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستساعد في تمويل مبادرة جديدة لتدريب محققين سوريين على توثيق الانتهاكات المفترضة لحقوق الإنسان لضمان محاسبة المسؤولين في حملة القمع المستمرة منذ عام ضد المناهضين للنظام السوري. وحذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن من تسليح المتمردين السوريين معتبراً أن ذلك قد يؤدي إلى "انتشار خطير للسلاح في المنطقة”. وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال استقباله في عمان الرئيس الإيطالي جورجيو نابوليتانو أن بلاده تدعم إيجاد "حل سياسي” للأزمة في سوريا. كما دعا وزير الخارجية الإيطالي جوليو ترزي قوى المعارضة السورية إلى "التماسك”، مطالباً مجلس الأمن الدولي بوضع جدول زمني لممارسة المزيد من الضغوطات على نظام الرئيس السوري. من جهة أخرى، حملت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل المجتمع الدولي "المسؤولية الكاملة عن المجازر” التي ترتكبها القوات النظامية في سوريا، داعية إلى "حظر جوي ومنطقة عازلة وتسليح الجيش الحر”. ميدانياً، تواصلت أعمال العنف بقوة في العديد من المناطق السورية وسجل المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 60 شخصاً بينهم مدنيين ومنشقين وعناصر من القوات النظامية في حمص وإدلب وحلب وريف دمشق في غضون ذلك، يصل رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر إلى سوريا في زيارة تستغرق يومين يلتقي خلالها عدة وزراء لإجراء مباحثات حول توسيع نطاق المساعدات الإنسانية ووقف القتال وزيارة المعتقلين. وأسفرت أعمال العنف في سوريا منذ بدء الاحتجاجات منتصف مارس الماضي، عن مقتل 10108 أشخاص منهم 7306 مدنيين، و2802 عسكري من بينهم 554 منشقاً بحسب المرصد.وفي سياق متصل، أعلن مجلس اتحاد شعوب الخليج العربي "دعمه وتأييده لتسليح الجيش السوري الحر والتدخل العسكري لحل الأزمة”. وثمن المجلس في بيانه "الدور السعودي الداعي إلى تسليح المعارضة ومساندة الشعب السوري لإخراجه من محنته وإيقاف حمام الدم في سوريا”. من جهته، هدد مساعد الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية العميد مسعود جزائري، الدول الداعمة للثوار السوريين، مطالباً نظام الرئيس بشار الأسد بمعاقبة "الضالعين في اضطرابات سوريا”. وقال جزائري في مقابلة مع موقع "حزب الله نيوز” مخاطباً الحكومة السورية "حان الوقت لتمريغ أنوف القوى الأجنبية الضالعة في الاضطرابات بسوريا في التراب”، مضيفاً "ينبغي معاقبة الرجعية العربية وسائر الدول التي لها يد في التمرد بسوريا” حسب تعبيره. من جانب آخر، قال ناطق باسم البحرية الروسية إن مدمرة تابعة للأسطول الروسي في البحر الأسود تقوم بمهمة في البحر المتوسط حالياً، بينما ذكرت مصادر أخرى أنها ستقوم بتوقف في مرفأ طرطوس السوري. من جهتها، قالت وزارة الخارجية في مالطا إنها شطبت ناقلة ترفع علم مالطا ومملوكة لإيران بعد أن حملت النفط السوري الخام في انتهاك للعقوبات الدولية.وفي سياق آخر، قال مسؤولون لبنانيون وسكان سوريون إن السلطات السورية ألغت قراراً يجبر جميع الذكور البالغين ممن تقل أعمارهم عن 42 عاماً على الحصول على إذن قبل السفر خارج البلاد.