الرمادي - (وكالات): عجزت القوات الأمنية العراقية مدعومة بمسلحي العشائر عن استعادة كامل المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش» في محافظة الأنبار، وسط تواصل الاشتباكات الدامية بين الطرفين التي قتل فيها أمس 103 أشخاص بينهم 32 مدنياً.ولليوم الثاني على التوالي، حافظ المقاتلون المرتبطون بتنظيم القاعدة على عدة مواقع سبق وأن سيطروا عليها في مدينتي الرمادي والفلوجة غرب بغداد التي أعلنت الأخيرة «ولاية إسلامية».وقال ضابط برتبة نقيب في الشرطة إن «اشتباكات مسلحة في الرمادي بين تنظيم القاعدة من جهة وقوات الشرطة وأبناء العشائر من جهة ثانية وقعت وترافقت مع انتشار إضافي لتنظيم القاعدة» وسط وشرق المدينة. وأضاف «يواصل عناصر الشرطة ومسلحون من أبناء العشائر انتشارهم في عموم مدينة الرمادي». ونقل تلفزيون «العراقية» الحكومي عن قيادة عمليات الأنبار في خبر عاجل أن قوة من الرد السريع قتلت «10 إرهابيين» وألقت القبض على عنصرين من تنظيم الدولة الإسلامية في الرمادي.وأعلنت القناة الحكومية أيضاً أن جهاز مكافحة الإرهاب قتل قناصين اثنين وأحرق 4 سيارات «تحمل إرهابيين مسلحين» في المدينة.وفي الفلوجة، المجاورة، قال مقدم في الشرطة إن «اشتباكات متقطعة تقع في الجانب الشرقي من الفلوجة بين عناصر القاعدة ومسلحين من أبناء العشائر»، مشيراً إلى أن مقاتلي القاعدة لا زالوا ينتشرون في مناطق متفرقة من المدينة.وبحسب مصدر في وزارة الداخلية وعقيد في الشرطة، قتل 32 مدنياً بينهم نساء وأطفال و71 من مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في اشتباكات الرمادي والفلوجة. وقال شاهد عيان أنه بعد انتهاء خطبة الجمعة في الفلوجة «حاصر المئات من المسلحين الملثمين ساحة الصلاة وقاموا بإطفاء الكاميرات وصعد عدد منهم حاملين رايات القاعدة على منبر الخطيب».وتابع «تحدث أحدهم قائلاً: نعلن الفلوجة ولاية إسلامية وندعوكم للوقوف إلى جانبنا ونحن هنا للدفاع عنكم ضد جيش رئيس الوزراء نوري المالكي، وندعو كل الموظفين للعودة إلى أعمالهم حتى الشرطة شرط أن يكونوا تحت حكم دولتنا».وكان التنظيم التابع لتنظيم القاعدة استغل إخلاء قوات الشرطة لمراكزها في الفلوجة والرمادي وانشغال الجيش بقتال مسلحي العشائر الرافضين لفض اعتصام سني مناهض للحكومة الاثنين الماضي، لفرض سيطرته على بعض مناطق هاتين المدينتين.وأكدت مصادر أمنية مسؤولة أن «نصف الفلوجة في أيدي جماعة «داعش»، والنصف الآخر في ايدي» مسلحي العشائر المناهضين لتنظيم القاعدة والذين قاتلوا الجيش على مدى الأيام الماضية احتجاجاً على فض الاعتصام. وأخليت ساحة الاعتصام الذي أغلق الطريق السريع قرب الرمادي المؤدي إلى سوريا والأردن لعام، وخلفت عملية الفض 13 قتيلاً وعشرات الجرحى، وشنت مسلحي العشائر السنية الرافضة لفك الاعتصام هجمات ضد قوات الجيش، بعد سقوط قتلى في صفوفهم.ودعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الجيش إلى الانسحاب من المدن، لكنه عاد وتراجع عن قراره معلناً إرسال قوات إضافية إلى المحافظة بعد دخول عناصر القاعدة على خط المواجهة. وكانت محافظة الأنبار التي تسكنها غالبية من السنة وتتشارك مع سوريا بحدود بنحو 300 كلم، إحدى أبرز معاقل تنظيم القاعدة في السنوات التي أعقبت اجتياح العراق عام 2003، وحتى تشكيل قوات الصحوة السنية في سبتمبر 2006. وتشكل سيطرة تنظيم القاعدة على بعض مناطق الفلوجة حدثاً استثنائياً لما تحمله هذه المدينة التي خاضت حربين شرستين مع القوات الأمريكية في عام 2004 من رمزية خاصة.