قال وزير الخحالجية الامريكي جون كيري اليوم السبت, انه سيزور المملكة العربية السعودية غدا الأحد لبحث عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية مع الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود, وبين انه تم احراز تقدم نحو اتفاق إطاري بين اسرائيل والفلسطينيين لكن لم يتم التوصل اليه بعد, بحسب وكالات الأنباء.جاء ذلك خلال مواصلة وزير الخارجية الاميركي جون كيري. اليوم السبت, في اليوم الثالث من مهمته في الشرق الاوسط جهوده لتقريب وجهات النظر بين الاسرائيليين والفلسطينيين للتوصل الى اتفاق-اطار يضع الخطوط العريضة لتسوية نهائية للنزاع بين الطرفين.واجرى كيري محادثات جديدة بعد ظهر اليوم السبت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية.وسيعود لاحقا الى القدس ليجتمع عند الساعة 17,30 ت.غ. مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي اجرى معه سابقا ثماني ساعات من المحادثات.وبعد خمسة اشهر التزم خلالها الطرفان بتعهدهما بعدم ابداء انتقادات علنا، جرى تبادل اتهامات وظهرت الريبة المتبادلة الى العلن بين الطرفين مع عودة كيري في زيارته العاشرة الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية.واقر مسؤولون اميركيون بانه من المستبعد التوصل الى اتفاق حول اطار يدفع المفاوضات قدما نحو تسوية نهائية خلال هذه الزيارة بل ان المسالة تتطلب المزيد من الوقت.من جهته اعتبر القيادي البارز في حركة فتح عزام الاحمد السبت ان الافكار التي طرحها كيري خلال جولاته الاخيرة "اقرب الى الموقف الاسرائيلي".وقال الاحمد لاذاعة صوت فلسطين الرسمية ان كيري "ما زال يراوح مكانه حيث انه في جولاته الاخيرة الثلاث حمل افكارا يحاول طرحها وتمريرها علينا".واضاف "لكن هذه الافكار اقرب للموقف الاسرائيلي ولوجهة النظر الاسرائيلية" ولذلك "نحن غير متفائلين بان يتمكن من التوصل الى اتفاق اطار او اتفاق سلام في نهاية ابريل المقبل".وتظاهر عدد من الفلسطينيين ضد زيارة كيري فيما كان مجتمعا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله بالضفة الغربية لمدة حوالى ست ساعات في وقت متاخر مساء الجمعة.وتظاهر حوالى مئة من ناشطي الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين اليسارية المتشددة رافعين اعلاما فلسطينية واعلاما حمراء في ساحة المنارة بوسط رام الله بعدما اتهم نتانياهو عباس والفلسطينيين بعدم الالتزام بالسلام.غير ان كيري قال الجمعة مخاطبا طلابا في ظهور علني مفاجئ في فندقه في القدس انه ما زال متفائلا، بحسب ما نقلت صحيفة هآرتس الاسرائيلية.وبحسب ما قال احد الطلاب للصحيفة، فان كيري اوضح انه "يتقدم بصعوبة بين مزيج متفجر من المسائل" لكنه اضاف بحسب الطالب ان "الولايات المتحدة تنشط بكثير من حسن النية وكلا الزعيمين يقران بعواقب اي فشل" في العملية الجارية.وبقيت المفاوضات المباشرة متعثرة لحوالى ثلاث سنوات قبل ان يوافق الطرفان على استئنافها في يوليو اثر جهود دبلوماسية مكثفة بذلها كيري.وتعرض كيري نفسه لانتقادات من السناتور الاميركي الجمهوري جون ماكين الذي قال اثناء زيارة الى اسرائيل انه يشاطر نتانياهو مخاوفه بشأن الاطار الذي يفترض ان يحدد مسار المفاوضات خلال المرحلة التالية التي ستقودها نحو اتفاقية سلام شاملة.وقال ماكين بعد لقاء مع رئيس الوزراء الاسرائيلي في القدس ان "نتانياهو لديه مخاوف جدية للغاية حول الخطة المعروضة عليه، سواء بالنسبة لقدرة اسرائيل على الدفاع عن حدودها او بالنسبة لامكانية الوثوق في دولة فلسطينية ونواياها".وكان نتانياهو اعطى مؤشرا الى الاجواء التي ستسود زيارة كيري حين شن هجوما عنيفا على عباس في مستهل الزيارة.وقال نتانياهو "اعلم انك ملتزم بالسلام، واعلم انني ملتزم بالسلام. لكن للاسف، وفي ضوء افعال القادة الفلسطينيين واقوالهم، هناك شكوك متزايدة في اسرائيل حول التزام الفلسطينيين بالسلام".وفي تعليق على استقبال عباس لعدد من الاسرى الفلسطينيين الذين افرجت عنهم اسرائيل في اطار المفاوضات بين الطرفين، قال نتانياهو ان الرئيس الفلسطيني "عانق الارهابيين كابطال" قائلا "لا يمكنه الوقوف في وجه الارهابيين وهو يقف الى جانب الارهابيين".ورفض المسؤولون الاميركيون كشف اي تفاصيل عن الاتفاق الاطار المقترح لكنهم ابدوا املهم في ان تتم الموافقة عليه قريبا.ولم يتقرر بعد ما اذا كان سيتم اعلان مضمون الوثيقة لكن من المستبعد ان يوقعها الطرفان.وشدد كيري على ان الاتفاق الاطار يقوم على افكار قدمها الطرفان خلال المفاوضات المستمرة منذ خمسة اشهر وسوف يعالج القضايا الاساسية.ومن بين هذه القضايا عدد كيري حدود الدولة الفلسطينية المستقبلية، ومصير القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين ومسألة الامن و"الاعتراف المتبادل ووضع حد للنزاع".ويطالب الفلسطينيون بدولة بحدود 1967 من ضمنها القدس الشرقية المحتلة، فيما تطالب اسرائيل بالاحتفاظ ببعض المستوطنات التي اقامتها بعد ذلك التاريخ في الاراضي المحتلة.وتطالب اسرائيل بالابقاء على وجود عسكري في غور الاردن على الحدود بين الضفة الغربية والاردن.غير ان الفلسطينيين يرفضون بقاء اي قوة اسرائيلية في دولتهم المستقبلية ويوافقون في المقابل على نشر قوة دولية لضمان الامن، الامر الذي ترفضه اسرائيل.