كتب - أحمد الجناحيأكد طلاب مبتعثون للدراسة بالخارج وأولياء أمورهم أنهم يُعانون من سوء التنظيم والإدارة لترتيبات الإبتعاث، مشيرين إلى أن وزارة التربية والتعليم لا تكترث للأمر، وذات المشكلات تحدث سنوياً.ووصفوا، في تصريحات لـ»الوطن»، «الإجراءات التي تتبعها وزارة التربية والتعليم، وبعض الجهات الأخرى في مسألة الابتعاث بالمعقدة»، وقالوا إن «مشكلة تأخر المخصصات المالية ليست وليدة اليوم، بل هي مشكلة دائمة يعاني منها كل مبتعث، وهي لا تكاد تكفي».وأضافوا أن الوزارة تخصص مبلغ 500 دينار كل سنة إضافة إلى 250 ديناراً كل شهر، لصرفها في المواصلات والمعاهد التعليمية إلى جانب مصاريف السكن والكتب الدراسية الغالية».وأشاروا إلى أن «الطلبة المبتعثين يعانون، من مشاكل السكن التي تتبرأ الجهة المسؤولة عن البعثة وتضعها على عاتق الطلبة، إلى جانب عدم إخبار الطلبة بحقوقهم وواجباتهم والمطلوب منهم القيام بها من إجراءات تخص البعثة وغيره».اتخاذ القرار الصعب في الوقت الصعبوقال أبو أحمد، إن «الجهة المبتعثة، هي مشكلة بحد ذاتها، إذ طلبت منا اتخاذ القرار الصعب في الوقت الصعب، مضيفاً أن إحدى المسؤولات اتصلت يوم الأحد بخصوص بعثة لابنتي، وأخبرتنا أن يوم الاثنين سيتم توقيع العقد، ويوم الثلاثاء السفر، كأن الموضوع رحلة إلى بلاج الجزاير، يوم الاثنين وقفت أمام أمرين أحلاهما مر، عقد ملزم لم نره إلا في صباح يوم الاثنين، ليس لأحد الحق في الاعتراض، إما القبول به وما يترتب عليه من تبعات أو الانسحاب، وكأن لسان حالهم يقول «المحمول ما يترفس».وأضاف «ابتلعنا الموضوع على مضض، لكن الطامة الكبرى كانت عندما قالت «إحنا مالنا شغل بالسكن ...إللي يبي يحجز يحجز بروحه مالنا شغل .. تتصرفون مع بناتكم هناك»، مشيراً إلى أن الحجز والتذكرة يشمل المبتعثة فقط، أما ولي الأمر فعليه أن يتصرف ويحجز بنفسه مع العلم أن السكن للبنات لا يقبل إلا بوجود ولي الأمر معها».وتساءل: هل بهذه الطريقة تمنح المنح وتبتعث المتفوقات؟. وقال إن الجهة التي أخذت على عاتقها ترتيبات الابتعاث لم تكن على قدر المسؤولية، سواء في الإدارة أوفي التنظيم أو حتى على مستوى التعامل مع الناس.. من أسوأ ما سمعت عندما سألتهم عن السبب كان الرد «مو شغلي .. ما ندري، القيادة ما خبرتنه» ووو.. كل ما يجعلك تتيقن أن التخبط سيد الموقف ومن جهة يفترض أن يكون النظام عندها ضمن سلم الأولويات. وبالرغم من كل ذلك قبلنا السفر للبحث عن السكن على أن نراجعهم في مدة أقصاها الخميس، لكن التخبط رجع ليقلب الطاولة من جديد، فبعد أن دفعنا ثمن التذاكر والاستعداد للسفر تأتي المكالمة وكأنها رصاصة طائشة لتقول لك «ألحين تقررون تبون البعثة أم لا؟» طيب بالأمس كان كلامكم غير .. قلتوا عندكم مجال حتى يوم الخميس واليوم الثلاثاء!!! وأسمع الرد .. «هذي أوامر من القيادة.. لازم تقررون اليوم وإلا نحسب عليكم تكاليف الفصل الدراسي بأكمله».وقال أبو أحمد، إن «الجهة المسؤولة عن البعثة، لم تراع نفسية البنت ولم تكترث بما صرفناه من مبالغ شملت التصديق على الشهادات والفحص الطبي وتكاليف امتحان اللغة والمعهد وتذاكر السفر مع العلم بأني متقاعد، مشيراً إلى أن البعثة والمنحة صارت منة ومذلة».سوء التنظيم والإدارةمن جهتها، قالت مهلة أحمد- طالبة صيدلة مبتعثة لجامعة الشارقة في السنة الثانية- إن «هناك مشاكل كبيرة واجهتها في البداية بسبب سوء التنظيم والإدارة من قبل المسؤولين في التسجيل، مضيفة أن السفر بين ليلة وضحاها دون سابق إنذار، اتصال فموعد سفر قريب جداً لا يكفي حتى لضبط الحقيبة، وعندما سافرنا الشارقة وقصدنا الجامعة، تفاجأ جميع المبتعثين أن مستشفى الملك حمد الجهة التي ابتعثتنا للدراسة لم ترسل قوائم الأسماء إلى جامعة الشارقة، والمشكلة ذاتها تتكرر هذه السنة مع الطلبة المبتعثين الجدد».وترى مهلة أن سوء التنظيم والإدارة مشكلة كبيرة لابد من حلها خصوصاً، أنها ليست مشكلة حديثة، مشيرة إلى أن تأخر المخصصات المالية، مشكلة نعاني منها، فليس البعض من الطلبة مقتدر ويمكنه تدبر حاله، ذلك أن بعض الأسر تعتمد بشكل أساسي على هذه المخصصات، رغم ضعفها وقلتها، فهي لا تكاد تكفي لشراء الكتب الطبية باهظة الثمن».وأضافت أن «الطلبة المبتعثين يعانون، من مشاكل السكن التي تتبرأ الجهة المسؤولة عن البعثة وتضعها على عاتقنا، إلى جانب عدم إخبار الطلبة بحقوقهم وواجباتهم والمطلوب منا القيام به من إجراءات تخص البعثة وغيره، مشيرة إلى أن هناك نصاً في عقد البعثة يفيد بأنه ستكون هناك اجتماعات دورية لمتابعة الطلبة والوقوف على مشاكلهم إلا أنها على وشك إكمال عامها الثاني ولا يوجد هناك أي اجتماع».وقال سالم المسيفر المتخرج من جامعة الملك فيصل بالسعودية إن «المشكلة الأكبر، تكمن في أن وزارة التربية والتعليم، دائماً ما تتأخر في تسليم مخصصات البعثة»، مضيفاً أنه تم في الآونة الأخيرة صرف 60 ديناراً فقط كمصروف، بذريعة أن الجامعة تصرف مبالغ مالية للطلبة، وبذلك فإن الوزارة تخلي مسؤوليتها من أي مبالغ إضافية، وترغم الطلبة على السكن، بسكن الجامعة غير الملائم»، وأضاف، أن» من المفترض الالتفات لمصاريف السكن، فضلاً عن عدم الاهتمام بالطلبة وعدم الاكتراث بمشاكلهم الجامعية وغيرها، معرباً عن أسفه أن الجهة المسؤولة وصلت لمرحلة وكأنها أخلت مسؤوليتها من طلبتها بدليل أنها لا تسأل حتى عن تحصيل الطلبة الدراسي ولا تلاحظ تدني مستوى الطلبة ولا تبحث أسباب هذا التدني».وأعربت شيخة أحمد المتخصصة في العلوم الجنائية في الأردن، والمبتعثة على حساب وزارة التربية والتعليم، عن شكرها للملحق البحريني في الأردن على تعاونهم الدائم، غيرها أنها شكت وزارة التربية والتعليم، وقالت إن:» مشكلة المخصصات ليست وليدة اليوم، بل هي مشكلة أزلية يعاني منها كل مبتعث مع وزارة التربية والتعليم، التي لا تكاد تكفي لشيء، مضيفة أن الوزارة تخصص مبلغ 500 دينار بحريني كل سنة إضافة إلى 250 ديناراً بحرينياً كل شهر، لنصرفها في المواصلات والمعاهد التعليمية إلى جانب مصاريف السكن والكتب الدراسية الغالية».وقالت شيخة إن «التأمين الصحي ضعيف ولا يغطي شيئاً سوى البنادول والتطعيم في الغربة، وفوق ذلك كله تطلب الوزارة عمل حفلات للطلبة وتساهم بالقليل من الدعم المادي، أما الجهد والتعب وتغطية باقي التكاليف فهي على الطلبة».الطلبة مقصرون في التواصلمحمد الوزان طالب متخرج من جامعة برادفورد في بريطانيا عمل منسقاً لمده عامين في الملحقية الثقافية التابعة للبحرين في بريطانيا يقول «يعاني معظم الطلبة القادمين للدراسة في المملكة المتحدة من عدم فهم القوانين الخاصة بالمملكة، ويجهل الكثير منهم الحقوق والواجبات، خصوصاً وأن أغلب الطلبة المتخرجين من الثانوية والمسافرين للدراسة أعمارهم دون الـ 18 عاماً، وهناك قوانين ولوائح تنطبق عليهم كضرورة وجود الوصاية والسكن مع عائلة»، ويضيف «تلقيت اتصالاً ذات مرة من أحد الأخوة الزملاء يشكو من أنه تم التوقيع على عقد للإيجار لسكن طلبة قبل أن يراه، وتفاجأ بالسكن أنه غير ملائم عندما ذهب إليه».وأضاف الوزان، أن «الطلبة يسافرون دون التواصل مع الجهات المسؤولة وأخذ المشورة منهم»، مشيراً إلى أن الملحقية الثقافية في بريطانيا متعاونة لأبعد الحدود مع الطلبة، لكن الطلبة أنفسهم مقصرون في التواصل مع مثل هذه الجهات التي يجب التواصل معها قبل وأثناء وحتى بعد السفر».وأوضح، أن «هناك تقصيراً بسيطاً يكاد لا يحسب من جهة الملحقية في الفعالية، مشيراً إلى أن للملحقية أسبابها فهي تحاول قدر الإمكان التواصل ورصد أسماء وأرقام الطلبة المبتعثين، مستدركاً، بالرغم من تقصير بعض الجهات في التواصل مع الطلبة، وإيضاح القوانين والواجبات والسكن المناسب والجامعات المعتمدة، إلا أن الطلبة يقع على عاتقهم مسؤولية البحث والسؤال والتواصل»، وأضاف أن الملحقية، عمدت في الآونة الأخيرة، إلى حل مشكلة عدم التقاء الشباب البحرينيين بعضهم ببعض، من خلال تنظيم لقاءات وفعاليات تجمع الجميع».