اجتاحت موجة استنكار لبنان، ومدينة طرابلس خاصةً، إثر قيام مجهولون، مساء الجمعة الماضية، بإحراق مكتبة كاهن رعية طرابلس للروم الأرثوذكس، الأب إبراهيم سروج، والتي تعتبر أهم وأكبر مكتبة في مدينة طرابلس، على خلفية اتهامه بإصدار بيان يسيء إلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وبنشره دراسة ضد الإسلام.وفي حديث لـ"العربية.نت" أكد الأب سروج أنه لا علاقة له بأي بيان يسيء إلى النبي محمد، مشدداً على أنه لا يمكن أن يسيء إلى الدين. وأضاف: "أنا نشأت وتربيت في بيئة الإسلام قرب جامع البقار في طرابلس.. وكل حياتي قضيتها في طرابلس مع المسلمين".وتحدث عن المجهولين الذين قاموا بإحراق مكتبته، قائلاً: "أرادوا الإساءة إليّ لكنهم أعطوني مكرمات بهذه الإساءة".إلى ذلك اعتبر المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي، اللواء أشرف ريفي، أن من يقف وراء هذا العمل المشبوه هدفه "تخريب" العيش الواحد في مدينة طرابلس.وأضاف ريفي في بيان أن حادثة إحراق المكتبة سبقها "إشاعات مغرضة وكاذبة نسبت للأب سروج دراسة نشرت على الإنترنت تتعرض للدين الإسلامي وللنبي محمد".وأوضح أن "هذه الدراسة كتبها شخص غير لبناني يُدعى أحمد القاضي، وهي لا تمتّ إلى الأب سروج بصلة، وهو الكاهن المفكر ابن طرابلس، الذي عاش فيها حياته بتواصل مع جميع أبنائها، والذي تشهد له أعماله وكتاباته على احترام القيم والأديان السماوية والتعايش والحوار".من جهته دان رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، إحراق المكتبة، رافضاً "أي إساءة إلى مدينة طرابلس وأبنائها"، ومشدداً على أن "طرابلس كانت وستبقى مدينة العلم والعلماء".أما الكاتب السياسي أسعد بشارة فقد اعتبر أن "ما حصل في طرابلس هو عمل مشبوه يهدف إلى إحداث فتنة بين المسلمين والمسيحيين، وبالتالي على السلطات المعنية أن تحقق في الموضوع ليس فقط من خلال جلب المعتدين بل أيضاً من خلال معرفة مَنْ روّج بأن الأب سروج هو صاحب هذه الدراسة المسيئة للإسلام".وزاد إحراق مكتبة السائح في طرابلس من منسوب التوتر والقلق اللذين تعانيان منه المدينة على خلفية الأزمة السورية التي تترجم جولات متتالية من الاقتتال الطائفي بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة في وقت يجمع فيه المسؤولون على أن لبنان يمرّ في هذه الأوقات بأصعب مراحله السياسية.