عواصم - (وكالات): دعت المملكة العربية السعودية في بيان عقب الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز إلى "التحرك بسرعة” لإنهاء محنة الشعب السوري المستمرة منذ عام، والتي أدت إلى قتل الآلاف من المدنيين العزل، فيما جددت إيران "دعمها الكامل” للحكومة السورية. وقال نائب وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان إن "إيران تعتبر أن حلاً سياسياً” يستند إلى الإصلاحات التي اقترحها الرئيس بشار الأسد "هو الحل الأفضل” للخروج من الأزمة. في غضون ذلك، ذكرت مصادر معارضة أنه عثر على جثث 50 امرأة وطفلاً في مدينة حمص وسط سوريا مقتولين ذبحاً أو طعناً، واتهمت المعارضة قوات النظام بارتكاب "المجزرة” داعية إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي، فيما اتهمت السلطات السورية "مجموعات إرهابية مسلحة” بالجريمة. وجاء الكشف عن المجزرة قبل ساعات من انعقاد اجتماع لمجلس الأمن بمشاركة عدد كبير من وزراء خارجية الدول الكبرى الذين كرروا مواقفهم المعروفة من الأزمة السورية، دون أن تظهر أي بوادر لاحتمال الاتفاق على موقف موحد داخل مجلس الأمن. في الوقت نفسه تواصل سقوط الضحايا فقتل 108 أشخاص، غالبيتهم من العسكريين في أعمال العنف في مدن عدة خاصة في حمص وإدلب، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله "عثر على جثث 26 طفلاً و21 امرأة في حيي كرم الزيتون والعدوية بحمص، بعضهم ذبحوا وآخرون طعنوا على أيدي الشبيحة”. وبث ناشطون أشرطة فيديو وصوراً مروعة عن الضحايا تظهر فيها رؤوس أطفال مدممة ومشوهة، وجثث متفحمة.وذكر عنصر من الجيش السوري الحر فر ليلاً من حمص إلى لبنان أن "الشبيحة، وبحماية من الجيش، اغتصبوا عدداً كبيراً من الفتيات لا تتجاوز أعمارهن 17 عاماً. تم اقتيادهن إلى الملاجئ حيث تم اغتصابهن، ثم ذبحهن بالسكاكين”. وأفاد المرصد السوري أن مئات العائلات نزحت من بعض أحياء حمص بعد المعلومات عن "المجزرة”، وذلك "خوفاً من مجازر جديدة على أيدي قوات النظام”.وأفاد المرصد أن الجيش السوري بات مسيطراً على 70% من مدينة حمص.وفي حادث آخر، روى هادي العبدالله نقلاً عن شهود، أن عناصر من قوات النظام "جمعت عشرات النساء والفتيات في ساحات عامة في كرم الزيتون، وعروهن وبدأوا يسخرون منهن، وذلك أمام أعين أهلهن”. وتظاهر عشرات ألوف الأكراد شمال شرق سوريا في الذكرى الثامنة لأحداث القامشلي، مطالبين بسقوط الرئيس السوري بشار الأسد. ودعا المجلس الوطني السوري المعارض إلى "جلسة عاجلة” لمجلس الأمن الدولي، وقال إنه "يجري الاتصالات اللازمة مع كافة المنظمات والهيئات والدول الصديقة للشعب السوري بغية الدعوة إلى عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي”. وقال المتحدث باسم المجلس جورج صبرا إن بعض الحكومات تساعد في تسليح الجيش السوري الحر. كما دعا إلى تدخل غربي وعربي لحماية المدنيين من قوات الأسد. إلى ذلك، قال معارضون في المنفى إن وزير الدفاع السوري الأسبق العماد مصطفى طلاس موجود في باريس منذ أيام. وتأتي هذه التطورات غداة زيارة للموفد الدولي الخاص كوفي أنان إلى سوريا. وأطلع أنان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على "نتائج زيارته الأخيرة إلى سوريا”، بحسب وكالة الأنباء القطرية. وقال أنان بعيد وصوله إلى أنقرة قادماً من الدوحة إن "قتل المدنيين يجب أن يتوقف الآن، وعلى العالم أن يبعث برسالة واضحة إلى النظام السوري بأن هذا الوضع غير مقبول”. وتحدث أنان عن وضع "معقد” في سوريا داعياً في الوقت نفسه دمشق للسماح بحرية وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحتاجين في المناطق التي تشهد حركة احتجاجية ضد النظام. من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمام مجلس الأمن الذي عقد اجتماعاً مخصصاً للربيع العربي، الرئيس السوري إلى التحرك "خلال الأيام القليلة المقبلة” للرد على اقتراحات أنان.وحسب بان كي مون فإن الحكومة السورية تواصل عملياتها "المعيبة” في سوريا.وتعاقب وزراء خارجية الدول الكبرى على الكلام لتكرار مواقفهم المعروفة. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في إشارة إلى روسيا والصين "نعتقد أنه حان الوقت لكي تدعم كل الدول، حتى تلك التي جمدت جهودنا سابقاً، الخطة التي اقترحتها الجامعة العربية”. أما وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه فاعتبر أنه على السلطات السورية أن "تحاسب على أفعالها أمام القضاء” الدولي، ودعا إلى "إعداد الظروف لإحالة” الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية. كما دعا جوبيه "الصين وروسيا إلى الإنصات لصوت العرب والضمير العالمي والانضمام إلينا” في إدانة القمع في سوريا. في المقابل اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه يجري حالياً "التلاعب” بمجلس الأمن بشأن الأزمة في سوريا على غرار ما حصل في ليبيا. وفي جنيف، اعتبر رئيس لجنة التحقيق الدولية حول سوريا باولو بينيرو وهو يقدم تقريره عن البلد أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن وصول المنظمات الإنسانية دون عقبات يجب أن يكون "قاعدة” و«ليس استثناء”. وقال بينيرو "بعد أشهر من العرقلة سمحت الحكومة بوصول محدود للمنظمات الإنسانية” إلى السكان المدنيين في سوريا، مضيفاً أن "السماح بالوصول الإنساني دون عرقلة يجب أن يكون قاعدة عامة وليس استثناء”.وأضاف أن "الحكومة السورية تعرض المدنيين "لعقاب جماعي” وأن قواتها متهمة بتنفيذ عمليات إعدام تعسفي واعتقال جماعي في حي بابا عمرو المدمر في حمص”.
International
السعوديـــة تدعـــو إلى تحـــرك سريع لإنهاء محنة الشعب السـوري
15 أبريل 2012