سعى النظام السوري في الساعات الماضية إلى أخذ زمام المبادرة بالتقدم في اتجاه مواقع سيطرة المعارضة المسلحة في محافظة حلب الشمالية على وجه الخصوص، مستغلاً انخراط المعارضين في مواجهات دامية مع «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش).وأعلنت الحكومة السورية اليوم الاربعاء أن الجيش النظامي وسّع سيطرته على بلدات محيطة بمدينة النقارين، في مسعى واضح للتقدم شمالاً بهدف قطع خط إمداد المعارضة عن الأحياء الخاضعة لسيطرتها في مدينة حلب. واستدعى تقدم قوات الرئيس السوري بشار الأسد استنفاراً للمعارضة المسلحة التي أفيد بأنها تحشد مقاتليها بهدف صد الهجوم على حلب واستعادة المناطق التي خسرتها في الأيام الماضية.لكن تطورات جبهة حلب لم تحجب تطورات ميدانية أخرى قد لا تقل أهمية بل يمكن أن تكون لها انعكاسات بعيدة المدى. اذ تمكنت «داعش» من إحكام سيطرتها على كامل مدينة الرقة، مركز المحافظة التي تحمل إسمها، بعدما انسحبت فصائل المعارضة الأخرى التي كانت تتواجه معها. وهذه المرة الأولى التي تصبح فيها مدينة الرقة بكاملها تحت سيطرة تنظيم «داعش» المرتبط بفرع «القاعدة» في العراق. كما أفيد بأن مقاتلاً من «الدولة الإسلامية» فجّر نفسه في رتل لمقاتلين إسلاميين مناهضين في محافظة إدلب (شمال غربي سورية)، ما أدى إلى مقتل ثمانية منهم.وينعقد اليوم في الكويت مؤتمر ضخم للمانحين بهدف جمع أكثر من ستة بلايين دولار لمساعدة السوريين، سواء النازحين داخل بلدهم أم اللاجئين في الدول المجاورة.وعشية المؤتمر أوضحت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية كاثرين آشتون، في الرياض أمس، أن أهم النقاط التي ستطرح في اجتماع المانحين اليوم إيجاد موارد كافية لإرسال المعونات إلى سورية، والتأكد من كيفية توصيلها إلى المحتاجين، و «هذا تحد كبير». وحول نتائج اجتماع «جنيف 2» في شأن سورية وإمكان تنفيذها على أرض الواقع، قالت: «أهم شيء في جنيف 2 متابعة نتائج ما حدث في اجتماع جنيف 1»، مضيفة أن المبعوث الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي أوضح أنه يريد تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في «جنيف 1». وقالت: «نحن نشعر بالتأثير المدمّر على الأراضي السورية وعلى اللاجئين خارج الحدود السورية، والمأمول من جنيف 2 التوصل إلى حل يكون نواة بداية توقف القتال في سورية».ميدانياً، نقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن مصادر متطابقة «إن الدولة الإسلامية في العراق والشام سيطرت بشكل كامل على مدينة الرقة، عقب اشتباكات استمرت لأيام، وانسحاب لواء مقاتل مبايع لجبهة النصرة من منطقة الرميلة التي كانت تدور فيها اشتباكات عنيفة مع الدولة الإسلامية». ومدينة الرقة هي مركز المحافظة الوحيد في سورية الخارج عن سيطرة النظام.وجاءت سيطرة «داعش» على مدينة الرقة في وقت أشار «المرصد» إلى تقدم القوات النظامية نحو الساتر الغربي عند أطراف «الفرقة 17» والذي كان يسيطر عليه مقاتلو حركة إسلامية مقاتلة انسحبوا منه قبل أيام، نتيجة المواجهات ضد «الدولة الإسلامية» على ما يبدو.وذكر «المرصد» أن عناصر من الفرقة 17 شوهدوا وهم يزرعون الغاماً ارضية في الأطراف الغربية لمقرهم الضخم والذين كانت الحكومة تتولى مده بالمؤن من خلال إنزال جوي بسبب سيطرة المعارضة على معظم أرجاء محافظة الرقة.وأورد «المرصد» أيضاً معلومات عن قيام «الدولة الإسلامية» بسليم معبر تل أبيض في الرقة إلى مجلس محلي في المدينة.وفي محافظة حلب، أشار «المرصد» إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي «داعش» وبين مقاتلي كتائب اسلامية وأخرى غير إسلامية في مدينة جرابلس. وتزامن ذلك مع «استقدام الكتائب المقاتلة تعزيزات عسكرية الى محيط منطقة النقارين في الجهة الشرقية من مدينة حلب التي تسيطر عليها القوات النظامية في محاولة من الكتائب المقاتلة لاستعادة السيطرة على المنطقة».وفي واشنطن، دانت الادارة الاميركية «قرار زير الخارجية الايراني جواد ظريف زيارة ضريح عماد مغنية، القيادي السابق في حزب الله والمسؤول عن عمليات ارهابية شنيعة ذهب ضحيتها أبرياء، بينهم أميركيون».وقال البيت الأبيض في بيان من الناطقة باسمه كايتلين هايدن ان «العنف غير الانساني الذي اعتمده مغنية ويستمر فيه حزب الله في المنطقة، بدعم مالي ومادي من ايران، خلف تداعيات مضرة جدا على استقرار لبنان والمنطقة». واعتبر البيت الأبيض أن زيارة ظريف للضريح «ترسل الرسالة الخطأ وستزيد من التشنج في المنطقة».
International
داعش تحكم سيطرتها على الرقة شمال سوريا
15 يناير 2014