بعد 9 سنوات على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني، رفيق الحريري في "أضخم عملية اغتيال" شهدها لبنان في تاريخه السياسي الحديث، تنطلق اليوم في لاهاي أولى جلسات المحاكمة، أما المتهمون فخمسة عناصر تابعين لحزب الله، أوقعت بهم الاتصالات التي أجروها بالتزامن مع عملية الاغتيال. وستفتح المحكمة ملفات أربعة من أصل خمسة متهمين يحاكمون غيابياً لتواريهم عن الأنظار، وهم سليم جميل عياش، مصطفى بدر الدين وهما مسؤولان عسكريان في حزب الله. ووجه إليهما نص الادعاء تهمة تدبير وتنفيذ الخطة التي أدت إلى مقتل الحريري مع 22 شخصا آخرين، بينهم منفذ الاعتداء الذي أصيب بموجبه 226 شخصا. وكما بات معروفا، فإن عدد المشاركين في الجريمة 23 شخصاً، إلا أن الإعلان كشف عن خمسة منهم فقط. فإلى جانب عياش وبدر الدين، هناك حسين حسن عنيسي، وأسد صبرا، أما المتهم الخامس حسن مرعي فسيحضر موكله بصفة مراقب. اثنان في إيران وآخرين تمت تصفيتهم وفي هذا السياق، أشارت مجلة "در شبيغل" الألمانية في تقرير على موقعها الإلكتروني إلى ورود معلومات من أجهزة مخابرات غربية تفيد أن متهميْن رئيسيين من المتهمين الخمسة في قضية اغتيال الشهيد رفيق الحريري، موجودان في إيران، وأن المتهمين الآخرين قد تكون تمت تصفيتهم. تحليل الاتصالات يذكر أن المحكمة تمكنت من تحديد المتهمين من خلال تحليل الاتصالات التي قسمتها إلى خمس فئات: الفئة الأولى هي الهواتف الحمراء استخدمها فريق الاغتيال للمراقبة وتنفيذ الاعتداء ميدانياً. هذه الهواتف توقفت عن العمل قبل دقيقتين من الاعتداء ولم تستعمل أبداً بعد ذلك. عياش استخدم أحد هذه الهواتف.
أما الفئة الثانية فهي الهواتف الأرجوانية: هذه الهواتف استخدمها فريق الادعاء الكاذب من بينهم صبرا وعنيسي ومرعي. وتوقفت عن العمل يومي الخامس عشر والسادس عشر من فبراير. فيما استخدمت الفئة الثالثة وهي الشبكة الخضراء للتحكم وتنسيق الاعتداء والادعاء الكاذب بالمسؤولية، وقد استخدمها كل من بدر الدين عياش ومرعي. في حين استخدم الفئة الزرقاء فريق الاغتيال للمراقبة والتحضير للاعتداء. وهي كانت تعمل ما بين سبتمبر 2004 وسبتمبر 2005. وتبقى الشبكة الصفراء التي استخدمها فريق الاغتيال ما بين عام 99 و2005 . هذه الهواتف استبدلت لاحقاً بالزرقاء, وهي استخدمت للمراقبة وتحضير الاعتداء.