إذا كتبت "جيويا تورو كوكايين" بخانة البحث في الإنترنت، فستعرف بدقائق كم هو "شبيح" المرفأ الذي اختارته إيطاليا ورست فيه اليوم الخميس أول سفينة حملت أول شحنة من الترسانة الكيمياوية السورية التي سيعيد المرفأ نقلها الى حيث تنتظرها سفينة أميركية مكلفة بتدميرها لاحقاً في عرض البحر الأبيض المتوسط.أما اذا كنت ملماً بعض الشيء بالإيطالية وكتبت gioia tauro cocaina فنتيجة البحث عشرات أضعاف ما وجدته بالعربية عن الميناء المعتبر جنة أرضية للمخدراتيين، لذلك فهو "شبيح" تنطبق عليه حكمة "شبيه الشيء منجذب اليه" العربية، كالأنسب لاستقبال خطير مثله، أي الكيمياوي الموضوع برسم التدمير بموجب قرار من مجلس الأمن الدولي.أول صورة لأول سفينة حملت أول شحنةوكانت الشحنة الأولى غادرت ميناء اللاذقية في 7 الجاري على متن السفينة الدنماركية "آرك فوتورا" ورافقتها بوارج صينية ودنماركية ونرويجية وروسية حين اتجهت الى الساحل الإيطالي وانتظرت عنده إعلان السطات الايطالية عن اسم المرفأ لترسو فيه بحمولتها.وصدر الإعلان اليوم عن رئيس "منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية" التركي أحمد أوزومجو، ونقله عن لسانه مصدر لم تكشف عنه وسائل إعلام إيطالية، اطلعت عليها "العربية.نت"ـ وعلمت منها بخبر اختيار المرفأ، معززاً بصورة للسفينة وقد دخلت "جيويا تورو" ورست فيه.أحد الوسائل الاعلامية التي اطلعت عليها "العربية.نت" اليوم، هو Il Fatto Quotidiano الذي روى تفاصيل أكثر من سواه، بل نشر أول صورة لأول لسفينة حملت أول شحنة للميناء الإيطالي، ومنه قريباً للتدمير على متن السفينة الأميركية "كيب راي" المجهزة بخزان من التيتانيوم مجهز بدوره بما يذيب الكيمياويات فتتحلل مكوناتها في الماء وتفقد خصائصها كسلاح.بأحواضه يمر 80% من الكوكايين الكولومبيويقع ميناء "جيويا تورو" وبالإيطالية هو "تاورو" وليس "تورو" في مقاطعة "كالابريا" على ساحل "الحذاء الإيطالي" الفاصل مضيق "مسينا" الشهير بينه وبين جزيرة صقلية على المتوسط، وهو الأكبر في ايطاليا بنقل الحاويات من سفن كبيرة الى صغيرة مخصصة لإعادة الشحن، أو لإنزال الشحنات منها الى الرصيف.ويمتد المرفأ على مساحة برية تزيد على مليون و500 ألف متر مربع، معززة بأكثر من 4600 متر من التوسعة البرية، ما يجعله سابع أكبر ميناء للحاويات في أوروبا، ففيه 7 أحواض للتحميل، وفيه يعمل أكثر من 1500 موظف وعامل، طبقاً للوارد في موقعه الذي تجولت فيه "العربية.نت" وقرأت المزيد: في 1995 كانت قدرته التعامل مع 16034 حاوية سعة 20 قدماً مربعة، وهي الآن 3 ملايين و700 ألف "كونتينر" من 3000 سفينة كمعدل كل عام.ومع أن الكلمة الأولى من "جيويا تورو" تعني "جوهرة" بالعربية، إلا أنه ليس كذلك في عالم الموانئ على الإطلاق، فهو شهير كمعبر للمخدرات واستقبال وإعادة شحن الممنوعات، وكمسرح لتجارة السلاح، بحسب الوارد عنه في موقع "ويكيبيديا" المستند الى مصادر موثوقة، منها "المركز الأوربي للرقابة على المخدرات والإدمان".نقرأ في الموقع أن مافيا "درانغيتا" المتخصصة بتحويل أموال الدولة والتحكم في سوق العمل والمساهمة المالية بالممنوعات، تستخدمه كمسرح رئيسي لعملياتها، الى درجة أن تقريراً في 2006 لمحققين إيطاليين تضمن أن 80% من الكوكايين الكولومبي الى أوروبا يمر بأحواض الميناء المتورط أيضاً في تجارة السلاح غير المشروع وغيره مما تقوم به "درانغيتا" مقابل أن تضمن أمن مرافق الشركات والميناء بشكل عام.