قال مسؤول أميركي في واشنطن "إن الولايات المتحدة واثقة من أن المعارضة السورية ستذهب إلى مؤتمر مونترو الأسبوع القادم"، وبدا المسؤول الأميركي شبه حاسم في ثقته على قاعدة أن الأميركيين يلتزمون بمشاركة المعارضة السورية فيما يجلب الروس النظام السوري.وبدت الولايات المتحدة، وهي تعمل بجد لعقد مؤتمر "جنيف 2" مع أن التوصل إلى هدف المحادثات ضخم وصعب المنال، ويعود جزء من هذا الزخم الأميركي إلى أن وزير الخارجية جون كيري، ومنذ تسلم منصبه، يريد أن يصل إلى نتائج في الملفات التي يمسك بها، ومنها الملف السوري.ويصف فيصل عيتاني، وهو يعمل في مجلس الأطلسي، إصرار واشنطن على عقد المؤتمر بأنه "هوس ولكن له مبرراته الأميركية". ويقول عيتاني "إن الأميركيين باتوا على قناعة منذ حين أن الدولة السورية لن تسقط وربما يجب ألا تسقط، والمعارضة لن تنتصر ويجب ألا تسحق، وبالتالي يبقى المخرج الوحيد مؤتمر جنيف 2".بداية فقطعلى مسافة أيام من عقد المؤتمر في سويسرا، يوضح الأميركيون موقفهم أكثر حيث يقول المسؤول الأميركي : "إن مؤتمر جنيف 2 يمثل بداية لمسيرة إنهاء الحرب الأهلية في سوريا، ومطلوب من الطرفين، أي النظام السوري والمعارضة، هو التوافق في المؤتمر على هيئة حكم انتقالية، وهدف الطرفين سيكون الخروج من الأزمة".وكان من اللافت أن الوزير كيري خرج إلى الصحافيين يوم الخميس ليقول إن الهدف هو "إقامة آلية ضرورية لتشكيل هيئة حكم انتقالي"، وكرر قائلاً: "هيئة حكم بصلاحيات كاملة ويتم التوافق عليها بين الطرفين".هناك منطقة رمادية بين تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات كاملة وبين بدء "آلية" لتشكيل هيئة حكم انتقالي، والشيء الوحيد المضمون هو أن مؤتمر مونترو لن ينهي الصراع، وربما يخرج المؤتمر بتشكيل هيئة حوار بين الحكومة السورية والمعارضة ليس أكثر، لكن المعارضة ستحقق انتصاراً بمجرد الجلوس إلى الطاولة نداً للنظام السوري.الدعم الأميركييفهم الأميركيون حاجة الائتلاف السوري والمجلس العسكري الموحد إلى كثير من الدعم خلال المرحلة المقبلة، ويعتبر المسؤول الأميركي "أنهما يحاربان على جبهتين، النظام من جهة، والإرهابيين من جهة أخرى"، وشرح المسؤول الأميركي : "إن واشنطن تعتبر أن الائتلاف يمثل الشعب السوري، وأي مساعدات أميركية تذهب إلى المعارضة ستصل من خلال المجلس العسكري الموحد".وفي حين لا يمانع الأميركيون في التحدث إلى أي طرف يقول إن الائتلاف هو السلطة السياسية العليا ويؤمن بالديمقراطية ويقبل بمبادئ بيان جنيف الأول. ويعطي الأميركيون الانطباع أن لديهم الاستعداد للتحدث إلى قوى أمر واقع مثل الجبهة الإسلامية، وحاولوا الاتصال بها لكن الاجتماع بين ممثلي الخارجية الأميركية وممثلي الجبهة لم يحصل، كما أن لدى الأميركيين تحفظات كبيرة على مجموعات من المعارضة المسلحة، خصوصاً "أحرار الشام"، وبات الأميركيون يتعاطون مع هذا الفصيل بكثير من السلبية.الخطة الأميركيةمن الصعب في هذا الوقت القول إن للأميركيين استراتيجية في سوريا، لكن لديهم خطة عمل تبدأ من وضع إطار سوري للحل، وتصل إلى عزل المشكلة السورية داخل حدود الدولة والتعاون مع الأردن وتركيا والعراق على ضبط الحدود، ويبقى على الأميركيين إقناع روسيا وإيران أن عليهم وقف التخلي عن الأسد ووقف دعم آلة القتل في الحرب السورية.