تعمد عناصر من جبهة النصرة إلى تهريب من يرغب من السوريين المتضررين من النزاع في بلادهم إلى تركيا مقابل حفنة من الدولارات.ويقول إبراهيم، وهو أحد عنصر جبهة النصرة، إنه يقود قافلة من سيارات الأجرة على طول طريق موحلة عبر بساتين الزيتون إلى الحدود التركية، حيث ينتظر عشرات السوريين مغادرة البلاد.فيما يشن تحالف من كتائب مقاتلي المعارضة هجوماً منذ بداية يناير على جهاديي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المرتبطة بالقاعدة والمتهمة بارتكاب فظائع، والسعي إلى بسط هيمنتها ونفوذها.وينتمي إبراهيم، الذي لم يشأ كشف اسمه الحقيقي، إلى جبهة النصرة، الفرع "الرسمي" لتنظيم القاعدة في سوريا، والتي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، وتتبنى استراتيجية السيطرة على الناس من خلال تقديم المساعدة الاجتماعية والخدمات.وقال إبراهيم الذي يطلب في مقابل خدماته 15 دولاراً عن الشخص الواحد، وأقل من هذا المبلغ للمعوزين: "نحن متحضرون، وليست لدينا العقلية المتخلفة" للدولة الإسلامية في العراق والشام.وأصدرت الحكومة تعليمات لحرس الحدود بالسماح للاجئين بالمرور، لكن الذين لا يحملون جوازات سفر لا يستطيعون اجتياز المراكز الحدودية الرسمية التي غالباً ما تشهد معارك عنيفة منذ أسبوعين.وتحدث أحد العابرين من هذه المراكز الحدودية سيراً على الأقدام، الملقب بأبو عمر مع زوجته وأبنائهما الخمسة، هرباً من المعارك بين مقاتلي المعارضة وجهاديي الدولة الإسلامية في العراق والشام، التي ينتشر مقاتلوها العراقيون والمصريون والتونسيون في مدينة جرابلس القريبة من الحدود.وقال "الأمر بالغ السوء في الداخل"، عارضاً كيف منع الجهاديون في وقت سابق تدخين السجائر، وأرغموا النساء على تغطية كامل الوجه بالحجاب وجعلوا الصلوات إلزامية.وأقدم عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام قبل ثلاثة أشهر على قتل رجلين في عملية إعدام علنية في جرابلس، وقال الابن الصغير لأبو عمر "لقد وجهت إليهما تهمة السرقة".وتحاصر الدولة الإسلامية في العراق والشام منذ بضعة أيام قرية عفرين، وبدأت تتناقص فيها المواد الغذائية والمحروقات.