تستمر قوافل النزوح في سوريا، نحو 300 لاجئ يعبرون يوميا نهر دجلة هربا من القصف والاشتباكات الدائرة على امتداد الرقعة السورية. وكانت الأمم المتحدة أعلنت سابقا عن عبور نحو 200 ألف شخص النهر العام الماضي فقط.وتظهر القوارب التي تحمل على متنها سوريين، بمن فيهم النساء والأطفال، إلى شمال العراق، من على مشارف القامشلي، وتحديداً عبر معبر بيشكابور في دهوك بإقليم كردستان.ووفقا للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، فإنه خلال العام الماضي وحده، شهدت المنطقة تدفق أكثر من 200 ألف لاجئ سوري، ولا يزال المعبر نقطة العبور الوحيدة المفتوحة بين سوريا والعراق في الوقت الحاضر.تقول اللاجئة أم محمد: "كنا ننتقل من مكان إلى آخر داخل سوريا، ولكن لم نتمكن من العثور على أي مكان آمن للعيش فيه، وأقرب مكان نلجأ له هو هنا".الخوف من يوميات الموت على يد قوات النظام، هو ما دفع البعض إلى خيار الهرب، وآخرون دعتهم مواجهات مأساوية مع مسلحين متطرفين إلى الفرار.لم ترغب حنيفة إبراهيم، الأم لستة أطفال، يوماً في النزوح عن أرضها، إلا أن اقتحام مسلحين منزلها خلف ردة فعل مؤلمة بالنسبة إليها: "طلبت من ابني أن يهرب حتى لا يقتلوه، وقد تمكن من الهرب، وبقيت مع بقية أفراد الأسرة، وبدأوا في ضربي، على الرغم من أن واحدا منهم كان يقول لا لضرب النساء"، ولكن الحادث انتهى بفقد حنيفة القدرة على السير.وتحت وطأة العنف الحاد في الداخل السوري، أطلقت وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، نداءً إنسانياً للمجتمع الدولي، تزامناً مع انعقاد المؤتمر الدولي للسلام جنيف اثنين، الأربعاء، لإنقاذ السوريين مع تجاوز الأزمة عامها الثالث.