قتل ثلاثة أشخاص، بينهم شرطي وجرح 48 آخرون، في تجدد المواجهات بين السكان السنة العرب و الإباضية الأمازيغ في منطقة غرداية جنوبي الجزائر، كما توفي شخصان بعد إصابتهما بجروح خطرة، خلال مواجهات عنيفة اندلعت أمس الأحد في منطقة غرداية وبلدة بونورة.وفي التفاصيل، هاجم مجهولون منزلين للسكان الإباضية الأمازيغ، ومستودعات تجارية وأحرقوها ونهبوا محتوياتها، واندلعت عقب ذلك مواجهات استعملت فيها الحجارة والزجاجات الحارقة.وفي نفس السياق، توفي شرطي في المستشفى متأثرا بجروح كان قد أصيب بها، في مواجهات اندلعت قبل يومين بين الطرفين.وشهدت بلدة بونورة بغرداية امس الأحد، اندلاع مواجهات دامية بين الطرفين، بعد اعتداءات طالت طلبة في ثانوية، وعجزت السلطات الجزائرية عن إيقاف هذه المواجهات.ونقلت قناة العربية اليوم الاثنين عن الناشط الإعلامي نصر الدين بلحاج :"لقد ساءت الأوضاع وبلغت حدا لا يطاق، الشرطة تقف موقف المتفرج، ومثيرو الشغب يتمادون في هجماتهم على المنازل والمتاجر".وأضاف "بعض المدارس أغلقت أبوابها، لم يلتحق التلاميذ بها، لا أحد يمكن أن يكون مطمئنا على عدم تعرض التلاميذ للأذى".ودعا مجلس أعيان السكان الإباضية الأمازيغ إلى التوقف عن الدراسة وطالب السلطات بالتدخل السريع لإعادة الأمن الى المدينة وتوقيف مثيري الشغب، وتعويض المتضررين.ومنذ نهاية الشهر الماضي شهدت أحياء في مدينة غرداية مواجهات دامية بين المجموعتين العرب المالكيين السنة، والأمازيغ الاباضيين الخوارج.وخلال هذه الأحداث اضطرت 100 عائلة إلى النزوح من الأحياء التي شهدت المواجهات، وتوقفت الدراسة في عدد من المدارس، واضطر عشرات التجار في أحياء متفرقة من مدينة غرداية إلى إخلاء محلاتهم من البضائع، لحمايتها من النهب التي تطال المحال التجارية، وشنوا إضرابا احتجاجا على تراخي السلطات في ردع المجموعات التخريبية.كما حذرت جمعية العلماء المسلمين وأحزاب سياسية وناشطين إعلاميين في وقت سابق من مخاطر الفتنة الطائفية وتداعياتها على أمن واستقرار الجزائر.