واصل قوات عراقية اليوم الاثنين ملاحقة مسلحين من تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) في مدينة الرمادي، غرب بغداد، فيما قتل 18 شخصا واصيب عشرات بجروح في انفجار ست سيارات مفخخة الاثنين في بغداد.وبدأ الجيش العراقي منذ أمس الاحد عملية واسعة النطاق ضد تنظيم "داعش" في مدينة الرمادي التي خرجت بعض احيائها في وسط وجنوب المدينة عن سيطرة الحكومة، حسب ما اعلن الفريق محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع. وما زالت القوات العراقية بمساندة قوات الصحوة وآخرين من ابناء العشائر تواصل ملاحقة المسلحين من داعش الذين يختبئون في احياء متفرقة في وسط وجنوب مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد)، حسب ما افاد ضابط برتبة مقدم في الشرطة. واكد الضابط بان "العملية مستمرة حتى طرد الارهابيين واستعادة السيطرة على المدينة". واضاف "استطعنا يوم امس قتل اربعة قناصين من عناصر داعش".واستهدفت العمليات احياء الملعب والعادل والحميرة وشارع ستين، بمشاركة مروحيات تابعة للجيش قامت بقصف اهداف في حي الملعب واسناد القوات التي تنفذ الهجوم على المسلحين، وفقا لمراسل فرانس برس.واكد الطبيب احمد سلام في مركز طبي وسط الرمادي، مقتل اثنين من المدنيين واصابة 15 بينهم اربعة من عناصر الامن جراء الاشتباكات التي وقعت الاحد في الرمادي.وتواصل القوات العراقية الانتشار في مناطق متفرقة في شرق وجنوب الرمادي، وفقا للمراسل. وكشف مصدر في الشرطة عن اعتقال "ارهابي" عربي الجنسية من قبل شرطة الرمادي الاحد في منطقة البوبالي، شرق مدينة الرمادي، دون اعطاء تفاصيل اضافية.وما زال مسلحون ينتمون الى تنظيم داعش يسيطرون على مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) فيما ينتشر اخرون من التنظيم ذاته في وسط مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الانبار، وجنوبها، وفقا لمصادر امنية ومحلية. ووقعت اشتباكات مسلحة بين مسلحين وقوات الجيش على الطريق الرئيسي المؤدي الى منطقة الصقلاوية، الى الشمال من الفلوجة، وفقا لضابط برتبة رائد في الشرطة وشهود عيان.واكد ضابط الشرطة "تعرض نقطة تفتيش للجيش الى هجوم مسلح واحتراق عجلة للجيش" وتابع "ردت قوات الجيش على الهجوم واستعادت السيطرة على المكان" الواقع شمال الفلوجة.واكد مصدر طبي تلقي مستشفى الكاظمية، في بغداد، جثمانين لجنديين ومعالجة عشرة جرحى جميعهم جنود اصيبوا في الاشتباكات التي وقعت في الصقلاوية.ويواصل الجيش العراقي منذ نحو ثلاثة اسابيع الانتشار في مناطق متفرقة في محافظة الانبار بهدف طرد مسلحين من تنظيم داعش واخرين مناهضين للحكومة.وتشكل هذه الاحداث اسوأ اعمال عنف تشهدها محافظة الانبار السنية التي تتشارك مع سوريا بحدود تمتد لنحو 300 كلم، منذ سنوات. من جانبه، قال وكيل وزارة الداخلية عدنان الاسدي في كلمة خلال مهرجان عشائري الاثنين ان "الهدف ليس اسقاط الفلوجة او الكرمة (...) وانما اسقاط العملية السياسية".واكد ان "السلاح الذي تجمع كبير وحديث وضخم يكفي لاحتلال بغداد". وذكر بانهم "ارادوا للانبار او الفلوجة ان تكون نواة لدولة داعش الاسلامية (...) لكي تمتد هذه الامارة لاسقاط النظام السياسي واحتلال بغداد". الا انه اضاف "عاد اغلب الانبار الى حضن الدولة والى الحياة الطبيعية...سنعبر ان شاء الله وسيفشل هذا المخطط وسنتجه الى بناء البلاد".في غضون ذلك، قتل 18 شخصا على الاقل واصيب عشرات بجروح في انفجار ست سيارات مفخخة استهدفت المدنيين في احياء متفرقة في بغداد بينها الدورة والبياع والحرية وبغداد الجديدة، اغلبها ذات غالبية شيعية.وقال ابو محمد في الستينات، صاحب مطعم في بغداد الجديدة، في شرق بغداد "انها المرة الثانية التي يقع فيها انفجار (هنا) ويتدمر المطعم" وتابع "فقدت ابني في الانفجار الاول والحمد لله لم افقد احد هذه المرة".وتساءل بغضب "لا ندري من اين تاتي المفخخات ما دام اكثر الطرق مغلقة بالحواجز الاسمنتية".بدوره، قال ابو علي صاحب محل تجاري في المنطقة ذاتها، ان "التفجيرات دائما تستهدف الابرياء" وتابع "وضعت كل ما املك في هذا المحل وتدمر كل شيء الان".وبحسب احصائية اعدتها وكالة فرانس برس فان 25 سيارة مفخخة انفجرت في بغداد خلال الايام السبعة الماضية.وقتل اكثر من 650 شخصا في اشتباكات وهجمات منذ بداية الشهر الجاري في عموم العراق، وفقا لحصيلة اعدتها وكالة فرانس برس استنادا الى مصادر رسمية. وتتزامن اعمال العنف مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية التي من المقرر ان تجري في الثلاثين من ابريل القادم.