قتل اربعة اشخاص ,اليوم الثلاثاء, في تفجير انتحاري استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله، في ثالث تفجير خلال اقل من شهر يستهدف مناطق نفوذ لهذا الحزب الحليف لدمشق.وتبنت التفجير، وهو السادس ضد مناطق الحزب الشيعي منذ كشف مشاركته في المعارك داخل سوريا قبل اشهر، "جبهة النصرة في لبنان".واعلن الجيش اللبناني انه "حوالي الساعة 11.10 من قبل ظهر اليوم (0910 تغ)، انفجرت سيارة رباعية الدفع (...) في محلة حارة حريك - الشارع العريض، وهي مسروقة ومعممة أوصافها سابقاً".وفي بيان اصدره لاحقا، قال الجيش ان التفجير "ناجم عن تفجير ثلاث قذائف من عيار 120 و130 ملم قدرت قوتها بحوالى 15 كلغ من مادة +تي ان تي+الشديدة الانفجار"، مشيرا الى "العثور على حزام ناسف لم ينفجر مع أشلاء جثة الانتحاري".وافاد المتحدث باسم الصليب الاحمر اللبناني اياد المنذر وكالة فرانس برس ان التفجير اودى بأربعة اشخاص وجرح 35 آخرين على الاقل.وتعد حارة حريك منطقة سكنية مكتظة، تضم العديد من المحال التجارية والمقاهي. ورأى مصور فرانس برس عشرات الجنود من الجيش اللبناني وعناصر من حزب الله ينتشرون في مكان التفجير، في حين عمل رجال اطفاء على اخماد الحرائق المندلعة، وقام مسعفون بنقل المصابين.كما امكن رؤية اضرار كبيرة على شرفات المباني الملاصقة للمكان.وتعرض الحي نفسه في الضاحية الجنوبية لتفجير انتحاري بسيارة مفخخة في الثاني من يناير، ادى الى مقتل خمسة اشخاص.ويأتي تفجير الثلاثاء بعد اقل من اسبوع على تفجير في مدينة الهرمل (شرق) حيث لحزب الله نفوذ واسع. وادى التفجير في السادس عشر من الجاري الى مقتل ثلاثة اشخاص، وتبنته "جبهة النصرة في لبنان".وسارعت الجبهة الى تبني تفجير الثلاثاء، قائلة انه رد على مشاركة حزب الله في المعارك السورية، وعلى قصف مصدره سوريا استهدف بلدة سنية في شرق لبنان الاسبوع الماضي.وقالت في بيان على حسابها على موقع تويتر "تم بفضل الله تعالى الرد على مجازر حزب إيران (في اشارة الى حزب الله) بحق أطفال سوريا وأطفال عرسال بعملية استشهادية أصابت عقر داره في الضاحية الجنوبية".وتعد جبهة النصرة الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سوريا، وتقاتل ضد القوات النظامية. وظهر اسم الجبهة الى العلن مطلع العام 2012.وظهر اسم "جبهة النصرة في لبنان" في الاعلام المحلي خلال الاسابيع الماضية، وتم الربط بينها وبين جبهة النصرة في سوريا. الا انه لا توجد معلومات موثوقة عن الرابط بين التنظيمين.وتعرضت بلدة عرسال ذات الغالبية السنية المتعاطفة اجمالا مع المعارضة السورية، لقصف صاروخي مصدره سوريا في 17 كانون الثاني/يناير، اودى بثمانية اشخاص بينهم خمسة اطفال.واتهم مسؤولون محليون في البلدة حزب الله بالوقوف خلف هذا القصف. الا ان الحزب نفى هذا الامر "نفيا قاطعا".ودان الرئيس اللبناني ميشال سليمان "التفجير الارهابي"، معتبرا ان "مواجهة الظاهرة تكون بوعي اللبنانيين مصيرهم ونظامهم وعيشهم المشترك"، وذلك في تصريحات نقلتها الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية.كما دانت الولايات المتحدة وفرنسا وسوريا الهجوم.واعتبرت السفارة الاميركية ان "الاعمال الارهابية البغيضة مثل هذه تقوض السلام والوحدة التي يسعى اليها الشعب اللبناني ويستحقها".وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال في بيان ان باريس "تندد بالمحاولة الجديدة الهادفة الى زعزعة استقرار لبنان وزيادة التوترات"، داعيا "كل الاطراف الى العمل لصالح استقرار لبنان وعدم الانجرار وراء دوامة العنف".كما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان "مجلس الوزراء السوري يدين باشد العبارات التفجير الارهابي الذي وقع صباح اليوم في حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت".وشهد لبنان المنقسم بين موالين لنظام الرئيس الاسد ومتعاطفين مع المعارضة، سلسلة من اعمال العنف منذ بدء الأزمة في سوريا المجاورة.ففي 27 ديسبمر، قتل السياسي المناهض لدمشق محمد شطح وسبعة أشخاص آخرين في تفجير استهدف موكبه في وسط بيروت.وقتل 45 شخصا في مدينة طرابلس ذات الغالبية السنية في شمال لبنان بتفجيرين استهدفا مسجدين في اغسطس.وشهدت هذه المدينة سلسلة اشتباكات بين سنة وعلويين على خلفية النزاع السوري. والثلاثاء، توفي شخص متأثرا بجروح اصيب بها في معارك تدور منذ ايام بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية، وجبل محسن ذات الغالبية العلوية، ما يرفع الى سبعة حصيلة الجولة الاخيرة من المعارك.ويرى مدير مركز "بروكينغز الدوحة" سلمان الشيخ ان الوضع الامني في لبنان يتدهور بسرعة. وقال لفرانس برس "ما يجب ان يقلق الناس هو هذا التواتر والوقت القصير بين تفجير وآخر". اضاف "للاسف، سنستمر في رؤية هذا النمط".وتأتي هذه الاحداث الامنية وسط فراغ حكومي مستمر منذ مارس 2013. وحال الانقسام حول النزاع السوري دون تشكيل حكومة جديدة.واعلن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري مساء الاثنين، موافقته على مشاركة فريقه السياسي المناهض لدمشق، في حكومة تضم حزب الله، في تراجع عن موقف سابق يرفض مشاركة مماثلة.ويأتي هذا الموقف بعد ايام من بدء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان اعمالها قرب لاهاي. وتتهم المحكمة خمسة عناصر من الحزب بالضلوع في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، والد سعد، بتفجير انتحاري استهدف موكبه وسط بيروت في 14 فبراير 2005.
International
اربعة قتلى في ثالث تفجير يستهدف مناطق نفوذ لحزب الله اللبناني خلال شهر
٢١ يناير ٢٠١٤