أنقرة - رويترز في وقت أكد فيه وزير الخارجية الأميركية جون كيري أن لا مكان للأسد في مستقبل سوريا، كان لافتاً الهجوم الشرس من قبل وزير الخارجية السوري وليد المعلم على المعارضة السورية والدول الداعمة للثورة، حيث كال الكثير من الشتائم والتهم للجميع، رغم إشارات مسبقة من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعدم توتير الأجواء خلال المؤتمر. وأكد وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل خلال كلمته ضرورة الالتزام ببنود "جنيف 1" وتنفيذها، ووصف ما يحدث في سوريا بأنه أكبر الكوارث في العصر الحديث، وأشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين اتصل بالنظام السوري لثنيه عن استخدام العنف. وتابع الفيصل كلامه بقوله إن الأوان حان لإيقاف نزيف الدم، والظروف مواتية لعدم خذلان السوريين، وتساءل: "هل يعقل أن يكون 130 ألف قتيل جميعهم إرهابيون في سوريا؟". ولمح في كلمته إلى أن هناك محاولات من البعض لتحوير المؤتمر عن مساره، مشدداً على أن الائتلاف الوطني هو الممثل الشرعي للشعب السوري، وأكد ضرورة إيجاد ممرات آمنة لإيصال المساعدات وبإشراف دولي. وحول دور الأسد في المرحلة المقبلة قال الفيصل إنه "من البديهي ألا يكون لبشار الاسد اي دور في مستقبل سوريا"، مطالباً كافة العناصر الأجنبية بالانسحاب من سوريا، وتحدث عن فشل المحاولات بسبب إصرار النظام على إنهاء الازمة عسكرياً. وكان المؤتمر افتتح بكلمة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعلن فيها عن وجود تحديات كبيرة أمام المؤتمر، مشدداً على أن  تعاون الجميع مطلوب للتوصل إلى حل. وأضاف أن المسؤولية لحل النزاع تقع على الجانبين السوريين. وأضاف كي مون أن المؤتمر هو فرصة تاريخية لإنقاذ سوريا وإنهاء المأساة، وأشار إلى أن الاستراتيجيات العسكرية حالت دون القدرة على إغاثة الكثير من اللاجئين. من جهته، تحدث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، موضحاً أن روسيا لن تقبل بأي مصالحة تفرض من الخارج، وأنه لا يمكن التوصل إلى أي حل بالقوة وإنما بالحوار. وأضاف أن "الجماعات المسلحة" في سوريا لا مصلحة لها  بحل المسألة السورية، وقال إن الجماعات المتطرفة دخلت سوريا لتدمر النسيج الداخلي، ولابد من إشراك معارضة الداخل في الحوار الوطني. أما كيري فأكد أن "الثورة السورية بدأت سلمية من أطفال درعا الذين كانوا يحملون علبة ألوان وطالبوا بسلمية وشرعية للتعبير"، وأشار إلى أن التقارير الأخيرة عن التعذيب هو انتهاك للإنسانية وكل المبادئ التي يحاول العالم الالتزام بها. وقال إن بشار الأسد لن يكون جزءاً من الحكومة الانتقالية، وأكد أن العائق الوحيد هو التمسك العنيد بالسلطة من شخص واحد وأسرة واحدة. إجماع على نقل الصلاحيات للحكومة الانتقالية وفي الكلمة التي ألقاها وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أكد أن الحلول السلمية هي الوسيلة الوحيدة للأزمة السورية. وشدد على وجوب أن يكون هناك جدول انتقالي لتنفيذ جنيف 1 ونقل السلطة. ورأى أن الرئيس السوري دمر شرعيته بنفسه. أما على صعيد الوضع الانساني فلفت إلى الحاجة الملحة لإيصال المساعدات الانسانية، لاسيما أن حوالي 2.5 مليون شخص لا يتلقون مساعدات في سوريا. إلى ذلك أكد هيغ ضرورة المشاركة النسائية في مقررات الحل. من جانبه، رأى وزير الخارجية الصيني أنه يجب انهاء النزاع السوري لإيجاد المناخ الملائم لمباحثات السلام، مضيفاً "لابد للمجتمع الدولي من تقديم المساعدات لطرفي الأزمة". وشدد على التزام بلاده بموقف حيادي تجاه طرفي الخلاف. أما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس فرأى أن الحل "للدراما" في سوريا لا يمكن ان يكون سوى سياسي، مؤكداً أن بلاده لا تملي شروطاً مسبقة على المؤتمر. لكنه شدد على وجوب اعطاء صلاحيات كاملة للحكومة الانتقالية، وفتح ممرات للمساعدة الانسانية ووقف اطلاق نار. وحضر المؤتمر 45 وفدا منها 39 تمثل 39 دولة، والبقية هي وفود النظام والمعارضة والاتحاد الاوروبي ومنظمة المؤتمر الاسلامي والجامعة العربية. ومن المقرر ان تنتقل المحادثات إلى جنيف يوم الجمعة وسيكون يوم الخميس استراحة للوفود، ويتوقع ان تستمر المحادثات يوما واحدا اذا لم يحصل توافق على الاستمرار فيها واذا حصل توافق ستستمر 7 ايام. روحاني يبشر بفشل المؤتمر يذكر أن الرئيس الإيراني حسن روحاني أعلن أن المؤتمر سيفشل. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء عن الرئيس الإيراني حسن روحاني قوله اليوم الأربعاء إن المحادثات في سويسرا بين الحكومة السورية وخصومها لإنهاء الحرب التي بدأت منذ ثلاث سنوات لن تنجح على الأرجح. وقال روحاني "نتيجة لغياب اللاعبين المؤثرين عن الاجتماع فإنني أشك في أن ينجح اجتماع جنيف 2 في مكافحة الإرهاب وفي قدرته على حل الأزمة السورية"، بحسب وصفه. وأضاف "اجتماع جنيف 2 فشل قبل أن يبدأ".