أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أن الحملة العسكرية التي تشنها قواته على مدن محافظة الأنبار غربي العراق، ستستمر إلى حين القضاء على وجود تنظيم القاعدة، معتبراً أن الوقت حان لإنهاء وجود الجماعات المسلحة في الفلوجة. وبينما تتواصل الاشتباكات بين القوات العراقية ومسلحي العشائر في الأنبار منذ أسابيع، يؤكد مقاتلو الأنبار أن لا وجود للقاعدة بينهم وأنهم يقاتلون القوات التابعة للحكومة بأنفسهم لتجاهلها مطالبهم "المشروعة". من جهة أخرى يستمر التدهور الأمني في العراق رغم اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة في أبريل المقبل، حيث قتل ستة أشخاص بينهم امرأتان وطفلان في هجمات متفرقة استهدفت اليوم الأربعاء مناطق متفرقة في العراق. ففي بغداد قال ضابط في الشرطة برتبة عقيد إن "امرأة وطفلين قتلوا وأصيب ثلاثة من المارة بجروح جراء سقوط قذيفتي هاون على منطقة الرضوانية، في الأطراف الغربية من المدينة". وأشار إلى أن قذائف الهاون سقطت على حي سكني، وأكد مصدر طبي في مستشفى اليرموك ببغداد حصيلة الضحايا.اختطاف مزارعوفي تكريت مركز محافظة صلاح الدين شمال بغداد، قال ضابط في الشرطة برتبة رائد إن "امرأة قتلت واصيب ثلاثة من أطفالها بجروح جراء قيام مسلحين مجهولين بتفجير منزلهم في منطقة العلم" الواقعة شرق مدينة تكريت. وقام هؤلاء المسلحون بعد ذلك بتفجير المنزل واختطاف رب العائلة وهو مزارع، وفقا للمصدر. وأضاف الضابط أن شرطيا قتل وأصيب ضابط وعنصر شرطة بجروح في هجمات متفرقة. وأكد مصدر طبي في مستشفى تكريت حصيلة الضحايا.وفي كركوك (240 كلم شمال بغداد) قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة "عثرنا على جثة رجل تحمل آثار تعذيب، وقتل بالرصاص في الرأس والصدر، في حي حزيران، في جنوب كركوك".وأصيب ضابط برتبة ملازم في قوات (سوات) بجروح إثر تعرض سيارته إلى هجوم مسلح في الحي العسكري، في جنوب كركوك، وفقا للمصدر. وأكد الطبيب محمد عبد الله في مستشفى كركوك حصيلة الضحايا، مشيرا إلى أن جريمة القتل وقعت صباح اليوم الأربعاء.وطبقا لأرقام وكالة الصحافة الفرنسية فقد قتل أكثر من 700 شخص في العراق منذ بداية الشهر الجاري، في اشتباكات وهجمات في عموم العراق. وقالت الوكالة إن الأرقام اعتمدت على إفادات مصادر رسمية.نزوحوبالعودة إلى المعارك المستمرة في الأنبار، حذرت الأمم المتحدة من ارتفاع عدد النازحين، الذين فروا من ديارهم نتيجة القتال. وأصدرت الأمم المتحدة عبر ممثلها في العراق نيكولاي ملادينوف بيانا حذر من تفاقم أزمة النازحين ومن ارتفاع أعدادهم في محافظة الأنبار. وكشف البيان عن تسجيل أكثر من 22 ألفا و150 عائلة مهجرة أغلبها في محافظة الأنبار، في حين نزحت عائلات أخرى إلى محافظات أربيل وكربلاء وبابل والنجف وبغداد.وكانت المواجهات قد بدأت بين مسلحي العشائر والقوات الحكومية في الأنبار، حينما قامت الأخيرة بالهجوم على مخيم الاعتصام بمدينة الرمادي مركز المحافظة في نهاية ديسمبر الماضي، واعتقلت النائب أحمد العلواني أحد أبرز قادة المعتصمين، حيث بدأت مواجهات في المدينة سرعان ما انتقلت إلى الفلوجة الواقعة بين الرمادي وبغداد.وتقول الحكومة العراقية إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام هو الذي يقاتل قواتها في المدينتين، لكن السكان ينفون ذلك، ويؤكدون أن مسلحي العشائر من الأهالي هم الذي يقاتلون "دفاعا عن النفس".وقد شيع أهالي الفلوجة جثمان أحمد المحمدي، أحد مسلحي العشائر الذي قتل في اشتباكات مع القوات الحكومية بمنطقة الصقلاوية. واتهم ما يعرف بالمجلس العسكري لثوار العشائر هذه القوات بالإجهاز على المحمدي الذي قال إنه كان جريحا وقتل ميدانيا بثلاثين طلقة.وما زالت مدينة الفلوجة خارج سيطرة القوات العراقية منذ نحو ثلاثة أسابيع، وفقا لمصادر أمنية ومحلية.وفي الرمادي قال متحدث باسم الشرطة إن "القوات العراقية واصلت عملياتها ضد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وسط وجنوب المدينة"، مشيرا إلى أن 12 من عناصر الشرطة والصحوات أصيبوا برصاص قناصين من تنظيم الدولة خلال الساعات الماضية.وأضاف المتحدث أن القوات العراقية والصحوات تواصل التقدم في مدينة الرمادي، في حين تواصل قوات من الجيش الانتشار على أطراف المدينة.