استيقظت العاصمة المصرية، اليوم الجمعة، على انفجار هزّ وسطها واستهدف مبنى مديرية أمن القاهرة، قبل أن يتبعه انفجار قنبلة استهدفت سيارات للشرطة قرب محطة للمترو في مدينة الجيزة جنوب القاهرة، قبل يوم من إحياء ذكرى "ثورة 25 يناير" (كانون الثاني) 2011 التي أطاحت الرئيس السابق حسني مبارك.فعند الساعة السادسة والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي، هز انفجار ضخم وسط القاهرة تبيّن أنه استهدف مديرية الأمن وأدى إلى سقوط أربعة قتلى على الأقل وإصابة أكثر من 50 بجروح. ورجح مصدر أمني أن يكون الانفجار ناجماً عن سيارة مفخخة وقد أحدث حفرة كبيرة، ما يدل على أن كمية كبيرة من المتفجرات استخدمت فيه.وأكد وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم أن حادثة استهداف مديرية أمن القاهرة لن تُثني رجال الأمن عن مواصلة حربهم على "الإرهاب". وقال في تصريح مقتضب للصحافيين لدى وصوله إلى مبنى مديرية أمن القاهرة، إنه جرى اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية لتأمين جميع المواقع الأمنية والمصالح الحيوية في البلاد، مؤكداً أن أجهزة الأمن ستواصل جهودها في محاربة الإرهاب.ودان رئيس مجلس الوزراء المصري حازم الببلاوي التفجير، وقال في بيان صحافي أصدره مجلس الوزراء، إن ?التفجير "هو محاولة خسيسة يائسة من قوى الإرهاب الآثمة لإفساد ما حققته مصر وشعبها من نجاح على خارطة الطريق بإقرار الدستور الجديد".?وأضاف الببلاوي، الموجود في سويسرا للمشاركة في أعمال منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، إن "تلك العمليات الإرهابية لن تنجح في تحقيق مسعاها البغيض، وأننا ماضون في تنفيذ بنود خارطة الطريق بكل ثبات وثقة"، مؤكداً أن "الحكومة والجهات الأمنية تقوم بجهود متواصلة لسرعة القبض على مرتكبي هذا الحادث، وتقديمهم إلى العدالة لينالوا الجزاء العادل".?ولم تمر ساعات على الانفجار، حتى انفجرت قنبلة قرب محطة مترو في القاهرة واستهدف سيارات للشرطة تهشمت إحداها. وقتل في الهجوم شخص وأصيب 15 آخرون بجروح.وجاء الانفجاران قبل يوم من إحياء المصريين للذكرى الثالثة للثورة الشعبية عام 2011 التي نجحت بعد 18 يوماً من التظاهرات في إنهاء حكم مبارك الذي دام ثلاثة عقود.وقتل اكثر من 850 شخصاً خلال هذه الثورة وسقط العديدون منهم أمام اقسام الشرطة. غير ان ضباط الشرطة الذين حوكموا بعد اسقاط مبارك إما تمت تبرئتهم أو صدرت ضدهم احكام مخففة.وجاء الانفجاران أيضاً بعد يوم من مقتل خمسة عناصر من الشرطة في هجوم شنه مسلحون على مركز تفتيش جنوب القاهرة، في وقت تتزايد الهجمات على قوات الامن المصرية منذ اقالة الرئيس محمد مرسي في 3 تموز (يوليو) الماضي.