توفي شاب متأثراً بجروح أصيب بها خلال مواجهات عرقية ومذهبية بين السكان العرب السنة والسكان الأمازيغ الإباضية في منطقة غرداية جنوب الجزائر.وأعلن مصدر طبي بمستشفى ترشين بغرداية أن الشاب القتيل تعرض لإصابة في الجمجمة بسبب تلقيه قذفاً بالحجارة أدخله في غيبوبة، هو الثاني بعد وفاة القتيل الأول خلال المناوشات التي شهدتها غرداية.وتشهد أحياء مدينة غرداية منذ نهاية شهر ديسمبر الماضي، مواجهات عرقية بين السكان العرب الذين يتبعون المذهب السني المالكي، والسكان الأمازيغ الذين يتبعون المذهب الإباضي الخارجي، خلفت إضافة إلى القتيلين، إصابة أكثر من 100 شخص.كما تم تخريب ونهب وإضرام النيران في أكثر من 40 سكناً ومحلات تجارية وبساتين نخيل، وتحطيم سيارات وأملاك عامة وخاصة.هدوء نسبيوقرر مجلس أعيان المدينة تأجيل الدراسة إلى إشعار لاحق في كافة مستويات التعليم، نظراً للأوضاع الأمنية الهشة، ولم يلتحق التلاميذ والطلبة بالمدارس والمؤسسات التربوية، وتم تأجيل الامتحانات في جامعة غرداية، ولا تزال الإدارات العامة مغلقة، إضافة إلى استمرار غلق المحلات التجارية، خاصة وسط المدينة.وعاد الهدوء، أمس الخميس، نسبياً إلى بعض أحياء مدينة غرداية، فيما أطلق السكان حملة لتنظيف الأحياء من آثار المواجهات العنيفة.ونشرت السلطات الجزائرية منذ الاثنين الماضي ثلاثة آلاف عنصر من وحدات الدرك التابعة للجيش وقوات مكافحة الشغب، قامت بوضع نقاط مراقبة على محاور الطرقات المؤدية إلى مناطق التوتر، لإعادة الأمن بالمدينة، ومنع تجدد المواجهات بين السكان العرب المالكيين والأمازيغ الإباضيين.اتهامات وتحذيراتورغم التحذيرات التي أطلقتها عدة أطراف من تداعيات الفتنة المذهبية في غرداية، فإن الوزير الأول، عبدالمالك سلال، اعتبر هذه الأحداث مجرد مشاحنات شباب.وقال سلال خلال زيارته "لا يمكن التفكير في وجود مشكلة بين المالكيين والإباضيين بغرداية، بل الأمر يقتصر فقط على مشادات ومشاحنات بين الشباب".واتهمت الحكومة الجزائرية أطرافاً سياسية في الداخل تعمل على دفع الوضع إلى التعفن. وقال سلال "يجب الانتباه إلى وجود أقلية تسعى يائسة أن توقع بنا في فخ".وقال وزير الداخلية، الطيب بلعيز، أول أمس "هناك أيادٍ غير أجنبية داخل البلاد ربما تدفع بالوضع إلى التعفن"، لكنه لم يسم هذه الأطراف.
International
مقتل شاب ثانٍ في مواجهات طائفية بغرداية الجزائرية
24 يناير 2014