أثار سعي الحكومة الأردنية مؤخرا لتطبيق قانون يقضي بمنع التدخين في المقاهي والأماكن العامة جدلاً واسعاً في الشارع الأردني، الأمر الذي قد يؤدي إلى سحب رخص حوالي 6 آلاف مقهى يقدم الشيشة (الأرجيلة) ويتسبب للكثيرين بإغلاق محلاتهم.وتسعى الحكومة إلى منع التدخين في مقاهي عمان ومطاعمها وأماكنها العامة بحلول نهاية العام الجاري، إنفاذا لقانون صدر عام 2008 ولم يتم تطبيقه بشكل كامل.ويصف مازن الصالح، وهو صاحب سلسة مقاهي، القرار بأنه سيئ، وقال: "أعتقد أنه قرارٌ سيئ لأنه سيؤثر على عملنا الذي استثمرنا فيه بشكل كبير، فمجمل الاستثمار في هذا القطاع قد يصل إلى مليار دينار أردني بالإضافة إلى أن منع الأرجيلة سيؤدي إلى إغلاق العديد من المحال وتسريح الكثير من الموظفين".واعتبر شاب أردني أن الأرجيلة في المقاهي هي المتنفس الوحيد له، وقال: "أنك تطلع على مقهى بدون أرجيلة أمر غير مشجع".نصف رجال الأردن مدخنونوعلى الجانب الآخر، فإن أرقام منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن نصف رجال الأردن يدخنون بشكل يومي، في حين تقل النسبة إلى الثلث بخصوص الشباب وتبقى منخفضة بشكل أكبر فيما يتعلق بالنساء.وقال وزير الصحة الأردني علي حياصات إن التدخين بات يشكل ظاهرة غير صحية ومشكلة اجتماعية أيضا، خصوصا في ظل أرقام تشير إلى أن الأطفال بعمر 13 إلى 15 سنة مدخنون.وينفق الأردنيون ما يعادل مليار دولار سنويا على الدخان بحسب الأرقام الخاصة بوزارة الصحة.ويوضح الأطباء والمختصون بأمراض السرطان أن السنوات الأخيرة شهدت زيادة في أعداد المدخنين وفي الأمراض الناجمة عنه، حيث يعتبر التدخين مسؤولا عن 25% من الإصابات بالسرطان لدى الرجال في الأردن، بالإضافة إلى الأمراض المزمنة وضغط الدم.