تعتزم دولة الإمارات الدخول في استثمارات ضخمة بمجال الغاز الصخري في الولايات المتحدة وكندا، وذلك في محاولة للاستفادة من أسعاره المنخفضة والطفرة التي يشهدها هذا القطاع، والتي يتوقع أن تحدث تغيراً في أسواق الطاقة العالمية.ويأتي الحديث عن نية دولة الإمارات الدخول في هذه الاستثمارات، متزامناً مع إعلان شركة "سابك" السعودية مؤخراً أيضاً أنها مهتمة بهذا السوق، وأنها تتوقع أن تكون قد دخلت في استثمارات بالغاز الصخري الأميركي مع حلول صيف العام الحالي 2014.ونقلت جريدة "فايننشال تايمز" عن وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي تأكيده أن بلاده تتطلع للاستثمار في مشاريع للغاز الصخري في أميركا الشمالية، في محاولة للاستفادة من أسعارها الرخيصة، والمحافظة على الإمدادات من الغاز بأسعار متدنية مع تنامي الطلب عليه.وقال المزروعي: "في دول الخليج نحن مهتمون بالاستثمارات في الولايات المتحدة وكندا من أجل جلب الغاز إلى بلادنا.. دولة الإمارات تفكر بجدية في هذا الأمر بالوقت الراهن".وكشف المزروعي أن فريقاً متخصصاً من شركة "مبادلة بيتروليوم" المملوكة بالكامل لحكومة الإمارات زار الولايات المتحدة وكندا من أجل استكشاف الفرص الاستثمارية هناك، على أنه سيقدم توصياته لإدارة الشركة قريباً، على أن الاستثمارات الإماراتية المرتقبة في قطاع الطاقة الأميركي ربما تكون جزءاً من تحالفات مع شركات يابانية وهندية وصينية تعمل سلفاً في السوق الأميركي، وتحديداً في الغاز الصخري الذي يشهد طفرة في الوقت الراهن.وأضاف المزروعي: "من المنطقي أن يكون ثمة جزء من وارداتنا من الغاز من الولايات المتحدة وكندا، لكن كم حجم هذه المساهمة لا نعلم، ربما 10% أو 5%، لكن هذا التنوع منطقي جدا".وتقول "فايننشال تايمز" إن رغبة دول الخليج في الدخول سريعاً بأسواق الغاز الصخري يعكس التحدي الذي تواجهه بسبب الارتفاع في الطلب على الطاقة داخل دولها والذي يرجع الى ارتفاع عدد السكان والانتعاش الاقتصادي الذي تعيشه، فضلاً عن حاجتها إلى المنافسة في أسواق الطاقة العالمية التي تلعب فيها دوراً كبيراً.وكان الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" محمد الماضي قد كشف قبل أيام عن محادثات تجريها الشركة مع عدة شركات أميركية للاستثمار في الغاز الصخري بالولايات المتحدة، وتوقع الماضي دخول "سابك" لسوق الغاز الصخري الأميركي، هذا العام بما يجعل لأنشطة الشركة طابعاً عالمياً.