عواصم - (وكالات): طالب البرلمان الأفغاني أمس بأن تجرى محاكمة علنية في أفغانستان للجندي الأمريكي المسؤول عن المجزرة التي أودت بحياة 16 مدنياً جنوب البلاد، في وقت أثار فيه حمام الدم أزمة جديدة في العلاقات المتوترة أصلاً بين واشنطن وكابول. وغادر جندي أمريكي من القوة الدولية للمساهمة في إرساء الأمن في أفغانستان "إيساف” التابعة للحلف الأطلسي بإطلاق النار قاعدته في إقليم بنجاوي المضطرب بولاية قندهار وهو مدجج بالسلاح وقتل سكان 3 منازل في قرى مجاورة بينهم 9 أطفال و3 نساء قبل أن يحرق جثثهم بحسب مصادر أفغانية وغربية. وبعد ارتكابه المجزرة عاد الجندي الأمريكي إلى قاعدته حيث يحتجز حالياً. ولم تعط إيساف أي معلومات عن الدوافع الكامنة وراء فعلته.وبعدما ندد بمجزرة "وحشية ولا إنسانية” اعتبر أن "الشعب يفقد صبره أمام جهل القوات الأجنبية”. ويأتي حمام الدم بعد بضعة أسابيع من قيام جنود أمريكيين بإحراق مصاحف في قاعدة باغرام الأمريكية شمال كابول، في عمل اعتبر مسيئاً للمسلمين وأثار موجة تظاهرات عنيفة معادية للأمريكيين أسفرت عن سقوط 40 قتيلاً في البلاد. وصرح الرئيس الأفغاني حميد كرزاي في بيان أن "الحكومة سبق ودانت مراراً العمليات التي تجري تحت اسم الحرب على الإرهاب والتي توقع خسائر في صفوف المدنيين. إلا أنه عندما يقتل أفغان عمداً من قبل قوات أمريكية، فهذا يعني جريمة قتل وعملاً لا يغتفر” وطلب "توضيحات” من واشنطن. واتصل كرزاي بأسر الضحايا بمن فيهم رفيق الله وهو فتى في الـ15 أصيب بجروح في الساق وقال للرئيس إن الجندي مزق ثياب النساء في المنزل وقام بإهانتهن. وقال رفيق الله في تسجيل هاتفي "لقد أتى إلى منزل عمي وكان يلاحق النساء ويمزق ثيابهن ويقوم بإهانتهن”، مضيفاً "قتل عمي وابنه وابنته وجدتي وأحد الخدم”. واتصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما هاتفياً بنظيره الأفغاني وعبر عن "حزنه العميق” للمذبحة التي وصفها بأنها "مفجعة ومروعة” متعهداً بإجراء "تحقيق شامل” من أجل "محاسبة أي شخص يحمل مسؤولية” في هذه المجزرة. وأعلن البيت الأبيض أن الاستراتيجية الأمريكية في أفغانستان لن تتغير بعد المجزرة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن أوباما قلق بشأن سلامة الجنود الأمريكيين في أفغانستان.وأعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن "صدمتها وحزنها” للمجزرة. وتوعدت حركة طالبان بالانتقام "لكل شهيد ضد الأمريكيين الهمجيين المختلين عقلياً”، مضيفة أن "القسم الأكبر من الضحايا هم من الأطفال الأبرياء والنساء والمسنين”.وأعربت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل التي وصلت إلى أفغانستان في زيارة مفاجئة عن عدم ثقتها في انسحاب القوات الألمانية المقدر عددها بـ 5 آلاف والمنتشرة في أفغانستان في إطار قوة إيساف مع حلول 2014. وفي لندن، وصف متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجريمة بـ "الحادث المأساوي” مؤكداً في الوقت نفسه أنها لن تؤثر على خطة بريطانيا لانسحاب جنودها من البلد في 2014. وعبرت روسيا من جهتها عن "صدمتها” للمجزرة، وطالبت الرئيس الأمريكي بالعمل على معاقبة المسؤولين عنها بحسب بيان لوزارة الخارجية الروسية. وفي كابول دعت السفارة الأمريكية رعاياها إلى مضاعفة تدابير الحيطة والحذر في الأيام المقبلة، وحذرت من "مشاعر معادية للأمريكيين ومن تنظيم تظاهرات في الأيام المقبلة خصوصاً في ولايات بشرق وجنوب البلاد”. وأججت المجزرة الجدل في الولايات المتحدة حول انسحاب القوات الأمريكية بعد احتلال استمر عقداً.
International
البرلمان الأفغاني يطالب بمحاكمة علنية لمنفذ «مذبحة قندهار»
15 أبريل 2012