أثار الوعد الذي قطعه رئيس الوزراء الإيطالي، ايريكو ليتا، خلال زيارته لقطر، النظر في افتتاح متحف إسلامي على ضفاف «القناة العظيمة» في مدينة البندقية جدلاً واسعاً في أوساط سكان المدينة والأحزاب المسيحية اليمينية المتطرفة، بحسب وسائل إعلام أوروبية. ويقول مراسل «التيلغراف» البريطانية في روما نيك سكوايرز إنه بعد قرون من الحروب الصليبية ضد العرب والمسلمين وأساطيل الدولة العثمانية، يبدو أن الحرب وضعت أوزارها بالحديث عن خطط لبناء متحف إسلامي في مدينة البندقية الإيطالية.وخلال الزيارة قال رئيس الوزراء الإيطالي إن حكومته «تعهدت بالبحث عن فرصة لبناء متحف إسلامي على ضفاف القناة العظيمة في مدينة البندقية».وفيما يرى عمدة المدينة التاريخية، جيورجيو أورسوني، أن إقامة مثل هذا المتحف تعبير عن انفتاح المدينة والحوار بين الثقافات والأديان، إلا أن مجرد الحديث عن هذه الخطة، قوبل بهجوم ضخم من أحزاب وسكان في المدينة الإيطالية التي شهدت صراعاً بين العثمانين والأوربيين في القرن الـ14. وعلى وجه التحديد هاجمت رابطة الشمال الانفصالية هذا الوعد، معتبرة فينتو التي تقع البندقية في محيطها، واحدة من معاقلها.وقال حاكم المنطقة وأحد أعضاء الرابطة، لوكا زيا، إنه من الصعب تصديق أن الحكومة ستضيع أموالها في متحف إسلامي، في حين تواجه البندقية العديد من المشاكل المتعلقة بتاريخها وثقافتها، كما تواجه مشكلة ارتفاع منسوب البحر داخل المدينة الذي يهدد السياحة فيها. ويواصل أرسوني مهاجمة المشروع قائلاً: «أنا مندهش جداً من هذه الخطة التي تأتي في ظل ارتفاع عال في معدل البطالة، وفي ظل إغلاق العديد من الشركات أبوابها بسبب الضرائب العالية في أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك تقول الحكومة إنها تفكر في صرف أموال على بناء متحف عديم الفائدة. هل هذه أولوية حقا؟!».وفي ذات السياق هاجم عضو الحزب الذي يعتبر مناهضاً للهجرة، ماسيمو بيتونشي، إننا لانريد أي متحف إسلامي في البندقية، وعلى رئيس الوزراء التركيز في طرق لحل الأزمة الاقتصادية بدلاً من التفكير بطرق لنشر الإسلام. كما نقلت صحيفة «التيلغراف» البريطانية عن أحد أعضاء الرابطة قوله إن الرابطة لن تسمح بمثل هذه الفوضى في منطقة فينتو التي تريد الاستقلال لا إقامة متاحف إسلامية، ويقول لورينتو فونتانا إننا «سنواصل البقاء ليلاً ونهاراً أمام مكان المشروع لعرقلة العمل»ويقول مراسل «التيلغراف» إنه بالرغم من مرور خمسة قرون على الحروب بين العثمانيين المسلمين وجمهورية البندقية إلا أن الشعور تجاه الإسلام لايزال كما هو. وشهدت دولة البندقية حرباً بين الدولة العثمانية والجيوش الأوروبية عام 1571 انتهت بهزيمة العثمانيين، التي عادت بعدها بعام لخوض حروب أخرى انتهت بمعاهدة البندقية عام 1973 وتعهدت فيها المدينة التي كان يطلق عليها "ملكة البحر الأدرياتيكي" بدفع غرامة قدرها 300 ألف ليرة ذهبية، مع التزامها بالاعتراف بالسيادة العثمانية على جزيرة قبرص.