كتبت - نورة عثمان:أكد المستشار النفسي والتربوي وخبير التدريب في التنمية الذاتية للشركات والأفراد في الوطن العربي الدكتور محمود محمد جمعة، أن البحرينيين متشاركون في الإنسانية، وأن انقسامهم في المواقف لا الطوائف، مشيرا إلى أن الانقسام الحقيقي هو انقسام بين الذوات المزيفة من الجانبين لا ذواتهم الحقيقية.وأوضح جمعة في اليوم الثاني لورشة التدريب بعنوان "التخلص من المشاعر السلبية والتركيز على مساحة الاشتراك والتوافق داخل الوطن الواحد” التي أقيمت أمس الثلاثاء في المركز الوطني لدعم المنظمات الأهلية ضمن حملة "وحدة وحدة” أن الذات المزيفة في داخل كل منا هي التي تدعو للخلاف مع الآخر بسبب سماتها المرتكزة على تبني موقف المظلومية، والحرص على الدفاع عن النفس، وإثبات خطأ الآخر لأنها تحكم بمنطق العقل، بعيدا عن الذات الحقيقية التي تحرص على إظهار المشاعر ومعاملة الآخر على أنه إنسان بغض النظر عن تصرفاته، وهي التي يولد بها الإنسان، كما أنها بسيطة واضحة تتقبل الآخرين، تستمتع بالحياة وتركز على إيجابيتها، حسنة الظن، وتعمل على إيجاد المساحة المشتركة بين الطرفين.وحثّ المدرب المشاركين من خلال أنشطته التفاعلية على إظهار ذاتهم الحقيقية التي ساهمت في تعريفهم على مدى تقبلهم للآخر وتعاطفهم وتسامحهم معه بشكل لم يدركوه من قبل.وركز على ضرورة إيجاد المرشد للنقاط المشتركة بينهم وبين الطفل المسترشد، وتعزيز ثقته بنفسه، لأنها المنطلق الذي يساعد على حل المشكلة وتعزيز الذات الحقيقية، مبينا أهمية مشاركة الأسرة في علاج الطفل ومساعدته على التكيف مع الأزمات من خلال استخدام وسائل متنوعة بين السمعية والبصرية والحسية، وابتعاد الأبوين عن التسلط لأنه أساس عدم تقبل الآخر.وأشار جمعة إلى أن” التعامل مع الطفل ينبغي أن يكون بطريقة غير مباشرة تجعله يستكشف الذات الحقيقية بنفسه، بدل استخدام أسلوب النصح المباشر الذي يعزز الذات المزيفة، مع التركيز على المنظومات الثلاث: الفكر، المشاعر، والأفعال لمعرفة مكمن الخلل”.وقدم بعض المشاركين خلال الورشة التدريبية تجارب شخصية تحدثوا فيها عن الدعم الذي حصلوا عليه من زملائهم من الطائفة الأخرى خلال أيام الأزمة حينما تعاملوا بذاتهم الحقيقية، مؤكدين أن هذا الدعم يثبت أن البحرين لازالت بخير.جدير بالذكر أن الورشة التدريبية تأتي ضمن برنامج "التكيف مع الأزمات” الذي يستمر حتى 22 مايو المقبل بهدف تعليم الأطفال كيفية التعاطي الإيجابي مع الأزمات، و التواصل مع الآخر، ويقام البرنامج في المرحلة الثانية من حملة "وِحدة وَحدة” التي تنظمها وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية بهدف تعزيز الوحدة الوطنية.