كتب – جعفر الديري: ليست دوراً وفرقاً شعبية وحسب؛ بل إنها طيف آخر من أطياف هذا الشعب العريق بتاريخه ومنجزاته، حملت طابعاً مميزاً أكد ريادة البحرين، وجعلت أعين الناس تشخص باهتمام لروائع من النغم والأداء، حتى توهم البعض أنها من صنع الجن!.إن حكاية (الدور والفرق الشعبية في البحرين) جاءت حلقاتها كما هو شأن غيرها، متسلسلة تكشف عن معاناة وتجربة صادقة، تحمل فيها أربابها الكثير، حتى يؤسسوا دورهم ومن ثم فرقهم التي ساهمت ولاتزال في الحفاظ على فن الغناء البحريني بأشكاله وأنواعه المختلفة. ذلك ما يكشف عنه الباحث والفنان جاسم محمد بن حربان، عبر كتابه التوثيقي (الدور والفرق الشعبية في البحرين) الذي يتناول تاريخ وتطور الدور والفرق الشعبية في البحرين، والعادات والتقاليد والفنون التي كان ومايزال المجتمع البحريني بتنوع أعراقه يمارسها، «حتى أضحى بعضها مرتبطاً بالخيال الأسطوري، مثل فن (الفجري) الذي ارتبط ظهوره بحكاية أسطورية تحكي عن سماع أحد أهل البحرين صوتاً شجياً يهتف به صوت غريب، انتشر فيما بعد أنه رأى مجموعة من الجن كانت تنشد هذا النوع من الغناء الشعبي. هذا الفن الذي تطور عبر قوالب وبحور الشعر العربي وموسيقاه، ليتولد لنا فن آخر أصيل عرف بفن (الصوت البحريني)». تطوير فن الغناء يرصد بن حربان، دور الدور الشعبية التي أسهمت إسهاماً كبيراً في تطور فن الغناء البحريني بأشكاله وأنواعه المختلفة، وكيف أضحت الدار «كياناً متكاملاً صغيراً يحمل بين جدرانه تكويناً لمجموعة من العادات والتقاليد، وكذلك مهناً شقت طريقها لاكتفاء ذاتي متراص يقدم خدماته للمجتمع». ويخصص في فصله الأول من الكتاب تعريفاً للدار والدار الشعبية البحرية، والعادات المتبعة عند أهل الدار، «ويعنى بالدار هنا المحل أو المسكن، البلد أو القبيلة، والدار هي محل يجمع البناء والساحة والمنزل المسكون، وفي المفهوم العام هي البيت والمسكن. والدار الشعبية البحرية في عرف الفنانين هي البيت القديم الذي يضم حجرة كبيرة لممارسة الغناء وفنون البحر في فصل الشتاء اتقاء من البرد والمطر، وعادة ما يحتوي على حجرة مفروشة بالمديد وأنواع الحصير، إضافة إلى حجرة لحفظ أدوات الطرب، ومطبخ صغير وبيرق يحمل علم البلاد».ويتناول الباحث في الفصل الثاني الفنون التي تزاول في الدار البحرية، ومنها فنون المناسبات، مثل مناسبات شهر رمضان الكريم والمولد الشريف وحفل (القرقاعون) ووداع الشهر الكريم، «ناهيك عن حفلات الزفاف التي تمارس بزفة المعرس مشياً على الأقدام، أو في حفلات النذور الشعبية وطقوس الختان، وإنزال السفن إلى البحر (الوشار الجديد)، إضافة إلى حفلات السمر التي تؤدى فيها أغاني الترفيه، حين يجتمع البحارة والغواصون في غير مواسم الغوص لقضاء أمسيات غنائية، ومنها كان فن الفجري الذي احتضنته الدور الشعبية». ويعرف الباحث مصطلح (الفجري)، «المأخوذ من الفجر وهو ضوء الصباح وهو حرة الشمس في سواد الليل، وهما فجران أحدهما المستطيل وهو الكاذب الذي يسمى ذنب السرحان والمستطير وهو الصادق المنتشر في الأفق»، مشيراً إلى تأثر هذا الفن بالثقافات الأخرى، وأنواع الرقصات التي تؤدى عند غناء هذا النوع من الفنون، ومستعرضاً أنواع الآلات المستخدمة لأداء هذا النوع من الفن. ويخصص الفنان جاسم الحربان الفصل الثالث لسرد فصول الفجري وأنواعه المختلفة مثل: البحري، العدساني، الحدادي، المخولفي، الحساوي. شارحا الفروق بين هذه الأنواع ومستدلاً بالفروق اللحنية بين كل نوع وما قيل في فن الفجري، وامتداداته وتشكيلاته في العصر الحديث من خلال استفادة الفنانين المعاصرين من هذا الفن في ألحانهم وأغانيهم مثل الفنان أحمد الجميري، والفنان مبارك نجم. ويفرد الفصل الرابع للأهازيج البحرية مثل الغناء البحري، وأغاني الغوص وهي الأغاني والأهازيج التي تؤدى على ظهر السفينة منذ بدء رحلة الغوص وحتى العودة، مشيراً إلى أنها في معظمها أغانٍ مشجعة على العمل وتحكي عن صعاب البحر. كما يخصص الفصل الخامس عن دور السمرة والفرق النسائية، مبينا ان هذه الدور تعني أساساً بالسمرة مثل أغاني الصوت البحريني وألبسته وهي جلسات طربية انبثق منها فنانون معروفون ومشهورون من أمثال المطربين محمد بن فارس وضاحي بن وليد. كما تعد الفرق النسائية بالمحرق إحدى دعائم الاهتمام بالغناء الشعبي في البحرين، بل الركيزة الأولى لانطلاق الكثير من الفرق في مناطق البحرين وذلك لموقع المحرق كعاصمة سابقة للبحرين وتواجد كثافة سكانية فيها، ولكن لا توجد شواهد تدل على الفترة التي ظهرت فيها هذه الفرق تاريخياً وإن كانت معتمدة اعتماداً كلياً على كلمات شعر نظمها الرجال وتغنت بها النساء، كما هو الحال في غناء الفجري فمعظم الكلمات ألفتها نساء وتغنى بها الرجال! «ونحن هنا نقف أمام إشكالية جوهرية إذ لا يثبت الباحث هذا الاستنتاج على أدلة عن مصادر الكلمات التي ألفتها النساء!». الفرق النسائية يوضح بن حربان أن «الفرق النسائية تعرف في اللهجة العامية بالعدة، وهي فرق نسائية يصل عدد عضواتها إلى عشرين عضوة أو أكثر تتراوح أعمارهن بين 30- 60 سنة، وتوزع المناصب بينهن حسب الخبرة والسن. وتهتم الفرق النسائية بالمناسبات التي لا تخرج عن الفرح كأسلوب متبع لديها فهي تحيي الأعراس والنذور والأعياد».ويتابع الباحث الفنان جاسم الحربان في تاريخ الدور ليتناول الدور التي تخصصت في أداء الغناء الوافد، «مثل الدور المخصصة للزار، وفن الليوه، كفنون ذات مرجعية ثقافية أفريقية دخلت البحرين ومنطقة الخليج عن طريق سلطنة عمان وبخاصة أهالي صور العمانية وعلاقتهم الوطيدة بالساحل الأفريقي خاصة كينيا وتنزانيا والصومال، التي كانت في السابق تعرف بالحبشة وجزر زنجبار». ويقدم عنها شرحاً وعن طرق أداء غنائهم وطقوسهم. وكذلك يفعل بشأن فن الطنبورة وأصولها السومرية، والكنارة «التي شوهدت رسوماتها على الأختام الدلمونية، وفن القربة أو (الجربة) الذي وصل إلى المنطقة مع القبائل العربية من بر فارس».وينهي الباحث كتابة بتسليط الضوء على أهم أعلام الدور الشعبية ومن مارس فن الغناء بأنواعه، وأسماء الدور التي اندثرت أو ماتزال تمارس فنها، وكذلك المكيد وأسماء أصحابها، وأسماء أصحاب الدور البحرية الشعبية القديمة، ويقدم ملخصاً لأهم الدور الحالية التي مازالت تمارس الفنون الشعبية.صولات لم تجد متنفساً يقول الباحث «لعلنا نلاحظ المد الإسلامي والمتغيرات التي مرت بعصوره الزاهرة، والأخرى المعتمة التي لم تجعل لصولات تلك الإبداعات منفساً تتنفس من خلاله فبتراجع ذاك الاهتمام تراجعت الحرفنة في الموسيقى والغناء وتدهورت حتى أصبح المبدع في هذين شبيه الجمل الأجرب المبعد عن القطيع، ولكن المبدعين لم يوقفهم هذا التيار الذي يؤكد (عبر توهماته) على أن الأعراب أصحاب حرب وتجارة وليسوا أصحاب معازف وغناء (فنون وآداب صناعة واحترافاً)، مع أنهم يعلمون أن للركبان حداءً، وللبحارة غناءً، وللمزارع أهزوجة، فكيف لا تكون تلك النغمات موسيقى وغناء تواجدت تتابعاً جيلاً بعد جيل ؟»(ص:9). ويقول في موضع آخر نظراً «لكون المجتمع في البحرين وريث حضارات متتابعة، وثقافات متلاقحة، فهو يقنن ما يقنن ويعدل أو يحذف ويضيف لهذا الموروث الغنائي العميق الجذور، ولعل اعتبار فن الفجري (غناء البحارة في الغوص) بصلته البعيدة عبر أساطير متناقلة عن تعلمه من مخلوقات أسطورية، كالجان وغيرهم، لهو يؤكد هذه الصلة السحيقة الزمن بما مر على جزيرة أوال (البحرين حالياً) في القرون الميلادية الأولى، وأرض دلمون ما قبل التاريخ عند السومريين من حضارات متعاقبة ثم بتوفر هذه الأرض على فن الصوت (غناء القصيدة العربية التقليدي) لهو يؤكد هذا التطور الحضاري العميق لهذه البلاد» (ص: 10). ويوضح بن حربان أن «(الدور الشعبية) عبارة عن مؤسسة اجتماعية أفرادها يقدمون خدمات حيوية، مثل: بناء البيوت وبناء السفن، وإحياء الأعراس والمناسبات الاجتماعية» (ص:11). «ولعل لهذه الدور بتنوع استخداماتها، فالدار، تكون مخصصة للرجال غالباً، مؤسسة حفظ وتلقين التراث الغنائي: الفجري، والسامري، والعرضة، كذلك فن الاستماع والصوت، وأما البيت، يكون مخصصاً للنساء، مكان تجمعهم وتلقيهم هذه الفنون بعضها مشترك مما يغنيه الرجال، وبعضها الآخر خاص بهن كالدزة والعاشوري (الردحة) وفنون اللعبوني (النجدي، الحساوي) والخماري، وهناك نوع آخر من الدور يدعى (المكيد) المخصصة للعلاج الروحاني، حيث تقام طقوس الزار وموالد الذكر، ولعلها تكشف عن إحدى قيم المشاركة الاجتماعية، خاصة، بين الوافدين على جزيرة البحرين، وربما بين فئات المجتمع كلها، حيث: «التحاكي مع المعانة بشتى أشكالها في فنون تضيف على قهر بشرها متعة وفرحاً لتخفف مآسي الزمن وتخضعها بصبر دون مقاييس» (ص:13). ويشير في موضع آخر الى انه «مما يمكن أن يقال أن ظاهر هذه الدور تبدل مطالع القرن العشرين الماضي، حيث بدت بؤرة استقطاب لدور تجاوز الثقافي والاجتماعي إلى السياسي وقت الحضور المستعمر الأجنبي متمثلاً بالبريطاني، ولعل البحارة أو أهل الغوص وصيد اللؤلؤ وتجارته، أول من تضرر في محاولة ضرب هذا الجانب الاقتصادي خلال حرب بريطانيا مع مهرجاوات الهند لكونهم المستهلك الأكبر للؤلؤ الخليج، وقام المعتمد البريطاني بمحاولة هدم تلك الدور التي تنشأ منها وترعى تحركات اجتماعية مناوئة للوجود البريطاني وتهديده اقتصاد البلد الحيوي، وشهد على ذلك الرحالة بلغريف عندما مر على البلاد العام 1926، وكان أحد من أعادوا صياغة نظام البحارة ما جعله يتحول إلى قانون رق أو عبودية جديد عبر بيع وشراء البحار بديونه، وهذا ما أوصل عالم البحارة وتجارة اللؤلؤ طريقاً مسدوداً أنهاه اكتشاف النفط منتصف الخمسينيات»(ص:134). ويبين الباحث أن «الدور والفرق الشعبية في البحرين هي جمع لكلمة الدار الشعبية التي هي كيان متكامل صغير يحمل بين أضلعه تكويناً لمجموعة من العادات والتقاليد وكذلك مهن شقت طريقها لاكتفاء ذاتي متراص يقدم خدماته إلى مجتمعه بصدر رحب لا يتوانى لحظة عن مساعدة الغير. ولقد أبدع رجالات الدور الشعبية كلمة ولحناً وموسيقى نتفاخر بها بين دول العالم، وتشكل معلماً تاريخياً يزخر بايقاعات وحركة راقصة استوحاها رجل الدار من معاناته ومما تحتويه بيئته منظوراً تعبيرياً لأحاسيس جياشة تستنطق الفكرة وتتابع تنفيذها حتى درجة التعجيز في بعض الأحيان، لتقدمها باكورة نتاج عفوي ينظر اليه من أراد دراستها بمنظار الإبهار والتعجب من ابداعات تفوق في محتواها الكثير من النظريات العلمية التي وضعت في المجال نفسه». نماذج مميزة ويذكر بن حربان من أصحاب الدور الشعبية كأحد النماذج المتميزة: «دار ابن حربان (الدار العودة الشمالية بالمحرق)، صاحبها محمد بن جاسم بن حربان (1929-2002) الذي كان يذهب ليستمع إلى دار فرقة نسائية صاحبتها عيدان السهالوة ما جعلها تحت تواجده الدائم إلى توظيفه معها وبعد فترات فكر بإنشاء دار خاصة بعد أن بدت تهدأ موجة الغضب البريطاني من الدور إضافة إلى تصميم أهل البلد على التحدي والمقاومة، حيث بدأت الدار دكاناً في فريق بن هندي بالمحرق بعد قرار بلغريف إبان الثلاثينيات بهدم الدور الشعبية، ولكن تحولت خلال الأربعينيات إلى دار شعبية بدأ أعضاؤها بإحياء ليالي القرقاعون (أجر الجوعان كما حرفها الأكفال) في أواخر شهر رمضان استهلالاً بعيد الفطر، وكذلك أعراس أهل المنطقة ثم لتزايد الملتحقين بها تحولت إلى مكان آخر وترأس الفرقة بن حربان منظمة العام 1947، واستطاعت الدار أن تحيي فن العرضة أمام مجالس أبناء العائلة المالكة، وفي الأحياء تحيي غناء فنون اللعبوني والخامري، وعادت في تلك الفترة قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة سفن البحر ليعود فن الفجري نهم البحارة والغواصين، واستطاعت أن تشجع تأسيس شكل جديد من الدور ما حدا أن تكون نموذجاً للدور اللاحقة: دار مرزوق بن بلال، ودار علي بن صقر، ودار إبراهيم المسعد. ولعل فرقته الأولى التي أحيت مناسبات اجتماعية خارج البحرين: عيد الاستقلال الكويتي العام 1962 في عهد عبد الله الجابر الصباح، وسجلت بعض الأعمال الغنائية لإذاعة الكويت، وكذلك أتمت تسجيلات أخرى لقطر والمملكة العربية السعودية، وساهم في أفلام تسجيلية لشركة بابكو. وتجاوز دوره الاجتماعي إلى دور ثقافي تنويري بأن يجعل من الفرق تتشارك بين بعضها بعضاً مستفيدة من تجارب بعضها في الحفظ والتلقين وخبرة الأداء والتكريس الثقافي، وهذا ما حداه إلى أن يؤسس فرقة البحرين للفنون الشعبية - 1985التي شارك بها كل أبنائه ضاربي إيقاع ومغنين يترأسها مؤلف الكتاب حالياً». ويتساءل بن حربان «هل نحافظ عليها وننقذها من موت محدق ؟، فإن الدور الشعبية لعلها تتطور مع الزمن، ومنها تتطور كمؤسسة اجتماعية قائمة بذاتها تسهم في دورها الثقافي بمختلف أبعاده السياسية والوطنية والاقتصادية وسواها، وربما تكشف المحاولة التي أبقت الدور استندت على المقاومة والتحدي الشعبي الذي أثمر عودة الدور إلى أقوى مما هي عليه، ومن نتاجها تأسيس فرقة البحرين للفنون الشعبية كذلك اعتماد الأعمال الغنائية على عناصر الفرقة من مدربين وراقصين ومغنين».اعتراف بالفرقة الأهلية من جهتها نشرت وكالة أنباء البحرين (بنا) 5 يوليو 2011، خبراً أكد أن الفرقة الأهلية للفنون الشعبية البحرينية «حصلت على اعتراف المنظمة الدولية للفن الشعبي التي تمثل ما يقرب من 162 دولة من دول العالم بعد أن اجتازت أعمالها المسجلة بأعلى التقنيات على 95% من أصوات لجان التحكيم المختصة بتقييم أداء الفرق التي ستنتخب للمشاركة في المهرجانات التي تقيمها المنظمة سنوياً للاحتفاء بالفنون الشعبية حول العالم. ويعد هذا الإنجاز مكسباً لمملكة البحرين في ظل تراجع دور فرق الفنون الشعبية الأهلية». وأشارت (بنا) إلى أن أربع فرق شعبية بحرينية حلت نفسها طوعاً لتؤسس فرقة شعبية واحدة تحت إسم ( الفرقة الأهلية للفنون الشعبية ) بقيادة الفنان جمعة إبراهيم سرور أحد أبرز ممارسي الفنون الشعبية على اختلاف أنواعها. ولتحقيق أعلى مستويات الأداء بأصوله التقليدية الأصيلة تم اختيار عشرين عنصراً من أمهر العازفين ومؤدي التعابير الحركية الشعبية من الجنسين من شباب المحرق والرفاع والبديع وفرقة إبراهيم الشاعر ليكونوا أعضاء بهذه الفرقة الأهلية التي تهدف أعمالها إلى إحياء الفنون الشعبية الغنائية الرجالية والنسائية وتكثيف التدريبات على أدائها وإعداد صف ثانٍ من المؤدين الشباب للحفاظ على هذه الفنون واستمرارها. وقد تبنى المكتب الإقليمي للمنظمة الدولية للفن الشعبي المختص بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من مقره بمملكة البحرين هذه الفرقة وعمل على تمويل أنشطتها وترتيب وتنسيق مشاركاتها في المهرجانات والاحتفالات الدولية بعد أن سعى لحصول الفرقة على اعتراف دولي من المنظمة كفرقة أهلية غير حكومية تمارس فنوناً تقليدية تمثل إبداعات شعب البحرين العريق الذي أبدع بفنونه الشعبية الخاصة وتفاعل واحتضن العديد من فنون الشعوب الوافدة إليه. وعبر الفنان جمعه سرور عن سعادته بنجاح مرحلة تأسيس الفرقة والشوط الذي قطعته خلال عام بجد واجتهاد للفوز بالاعتراف الدولي وتقديم نماذج حية من فنون أهالي البحرين أمام خبراء ومختصين، وقدم الشكر للمكتب الإقليمي للمنظمة الدولية للفن الشعبي على تعاونهم بتبني الفرقة وتمويلها وتوجيه أنشطتها لخدمة الثقافة الشعبية وتقديم صورة فنية مشرفة عن مملكة البحرين. وقالت نائبة رئيس الفرقة الفنانه صالحة مطر عيد: نحن في خدمة جلالة الملك وفي خدمة شعب البحرين وفنونه التي تشبعنا بأصولها وطرائق أدائها ونواصل كل يوم تدريباتنا في انتظار أول فرصة لمشاركة دولية، ونشكر المنظمة على تعميم خبر تأسيس الفرقة على مختلف منظمي المهرجانات الدولية وهي المنظمة التي تعمل على إشهارنا بنطاق واسع خارج البحرين. وقال الأمين العام المساعد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من مقر المكتب الإقليمي للمنظمة الدولية للفن الشعبي بالمنامة علي عبدالله خليفة «هذه الفرقة مجرد نواة صغيرة لمشروع وطني يهدف إلى إشراك المجتمع الأهلي في تبني رعاية الفنون الشعبية التي تواجه وضعاً حرجاً في بعض دول الإقليم ومنها البحرين، وتبني الفرقة الأهلية للفنون الشعبية نعتبره جزءاً من الالتزام الدولي للمنظمة تجاه دولة المقر الإقليمي التي تواجه حملة ظالمة للنيل من سمعتها دولياً، إذ علينا بالمقابل تقديم الصورة المشرقة الصحيحة لأنشطة الإنسان الإبداعية بهذه البلاد الطيبة، فإذا استمر نشاط هذه الفرقة بنفس روح البداية التي نراها الآن فإنها ستسهم بنجاح في نقل صورة حية للفنون الشعبية البحرينية إلى العالم».أشهر أسماء الدور الشعبية والنهامين والحداةدار بن حربان، دار مرزوق بن بلال، دار علي بن صقر، دار إبراهيم المسعد، دار جناع (صاحبها: جناع بن سيف المقلة الكواري)، ودار قلالي المتخصصتين بالفنون البحرية كالفجري وأغاني الغوص، ومن دور الرفاع الشرقي: الدار العودة والدار الكبيرة متخصصة في فن العرضة ودق الحب، ودار شباب الرفاع متخصصة في الفنون البرية: فنون اللعبوني والخماري، والصوت.. ومن دور البديع: دار جمعة بن مكتوب، ودار البديع الجنوبية، التي أسسها فريق من الدواسر التي تساهم في فنون الحضر: كالسامري، والبر: كالعرضة، والبحر: كالفجري. ومن أبرز النهامين والحداة: (1909- 1986)، سالم العلان (1914-1981)، ومن أشهر المغنين:محمد بن فارس (1895-1947)، ضاحي بن وليد (1896- 1941)، محمد زويد (1900-1982)، عبد العزيز بو رقبة (1915-1968)، محمد عيسى علاية (1919-2002)، فرحان بشير (1921-1983)، عبدالله بوشيخة (1926-1989)، عبدالله أحمد (1926-1987)،محمد راشد الرفاعي (1927-1990)، يوسف فوني (1928-1998)، عنبر طرار (1928-1969)، أحمد خالد (1930-2003)،علي خالد (1931-2002).