كتب - أحمد عبدالله: أدت مشادات كلامية ساخنة بين وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وعدد من النواب، إلى قرار رئيس مجلس النواب خليفة بن أحمد الظهراني برفع الجلسة أمس.وكانت الوزيرة قد أثارت غضب النواب حينما خاطبتهم، قائلة "الشرهة عليكم.. ما في رياييل” خلال تعقيبها على رد النائب محمد العمادي في سؤاله حول الأسس والشروط المتبعة في اختيار الفرق المشاركة في أنشطة وفعاليات ربيع الثقافة، كما صعدت الوزيرة من حديثها حينما اتهمت نواب بتحشيد أطفال أطلقت عليهم لفظ "مرتزقة” لعرقلة فعاليات ربيع الثقافة، مما ألهب الجلسة ودفع نواب بمطالبة خروج الوزيرة من قاعة المجلس، كما طالبوها باحترام المجلس وممثلي الشعب. وبدأت المشادات، حينما عقب النائب محمد العمادي على الرد المكتوب الذي استلمه من وزارة الثقافة على سؤاله حول الأسس والشروط المتبعة في اختيار الفرق المشاركة في أنشطة وفعاليات ربيع الثقافة، قائلاً "لا نقف ضد الثقافة الهادفة التي تتفق مع الشريعة الإسلامية، والهوية العربية”، معرباً عن "استنكاره لاستيراد ثقافة الآخر التي تهدف لسلخ الهوية، ولا تتناسب مع العادات والتقاليد وطبيعة المجتمع”.وانتقد العمادي ما وصفه بـ "ثقافة السفور والإسفاف والعري والمجون، والحفلات الراقصة والاختلاط الفاحش”، معتبراً أن "تلك الممارسات ليست ثقافة في حقيقة الأمر”، وإنما هي "سطحية وتافهة”.وقال العمادي "كل أنشطة الربيع تكاد تكون مستوردة، فقط لأن الوزيرة سافرت وشاهدت عرضاً أعجبها تأتي به إلى البحرين”، متسائلاً "أين هي المؤتمرات والندوات العلمية في خطة وزارة الثقافة، ولم الإصرار على لون واحد من ألوان الثقافة؟”. واتهم الوزيرة بأنها "لا تستمع لنداءات النواب المتكررة”، واستعان العمادي في حديثه بعرض صور تعود لإحدى نسخ فعاليات ربيع الثقافة القديمة التي أثارت ضجة لما احتوته من مشاهد رفضها المجتمع، وعلق العمادي على الصور، قائلاً "نعلم أن الوزيرة ستقول إن الصور قديمة ، لكن الغرض بيان الثقافة المقدمة في هذه الفعاليات”.ومن جانبها، عقبت وزيرة الثقافة مي آل خليفة، قائلة "استبشرت خيراً ببداية حديث النائب عن الثقافة بأن هناك من يقدرها، وأن هناك من يحترم الرأي الآخر، وهناك من يلتفت إلى الآخر، ولكن للأسف عدنا إلى الوراء، وعدنا نكرر ما كنا نقوله سابقاً” - في إشارة إلى ما عرضه النائب من صور تعود لفعالية سابقة -. وأضافت الوزيرة "الثقافة بمسماها الواسع وبمفهومها لا ترقى لما تناوله النائب في حديثه، والصور التي عرضتها لا يحق لك عرضها فهي لعرض تجاوز عمره 6 سنوات وتمت مناقشته وأقفل الموضوع”، مضيفة أنه "لا يحق لك بأي شكل من الأشكال أن تتعرض لمركز أهلي وتأتي بمثال على ما حدث بالأمس في قبة البرلمان الذي لا علاقة له بالأنشطة الأهلية، فالخلط بين دوري كوزيرة للثقافة وكصاحبة مركز ثقافي هو الذي قادني إلى المؤسسة الرسمية، ولا يحق لك ما خضت فيه، ثم إن جمهور البحرين المتعطش للثقافة جاء بأعداد أكبر من المرتزقة من الأطفال الذين شوهتم تفكيرهم وحشدتموهم ليسدوا ممراً ضيقاً باسم ربيع الإيمان، كان بإمكانكم تنظيم نشاط آخر”. يشار إلى أن، عدداً من أهالي المحرق احتشدوا أمام مركز الشيخ إبراهيم احتجاجاً على فعالية نظمت أمس الأول، ونظموا فعالية أطلقوا عليها ربيع الإيمان في رد على فعالية ربيع الثقافة، ورددوا شعارات "تسقط الوزيرة ". وفى السياق نفسه، طالب النائب عبد الحليم مراد الوزيرة -وسط ضجة النواب بسحب عبارة "المرتزقة”- قائلاً "اسحبي هذا الكلام.. هذا تجاوز على كل المبادئ تجاوز على الدين، والدولة”.وعمت الجلسة نبرات الاحتجاج من النواب الذين رفضوا اتهام الوزيرة النواب بتحشيد الأطفال، ما اضطر رئيس مجلس النواب خليفة بن أحمد الظهراني إلى رفع الجلسة منعاً للتصادم بين الوزيرة والنواب، إلا أن رفع الظهراني للجلسة لم يمنع استمرار السجال بين الوزيرة والنواب .وخلال المشادات، أكد العمادي أن "هذا هو نموذج من مشكلتنا مع الوزيرة لا تريد سماع رأي النواب..هذا أسلوبها دائماً..لا تريد أن تسمع”.بدوره، قال النائب المستقل جاسم السعيدي -في نبرة حادة- "تظهر من المجلس الآن.. ما هذا الكلام الفاضي”. ووجه أحد النواب للوزيرة قوله "يالله في أمان الله أتريد الوزيرة أن تعلمنا ما نقول، هذا مجلس شعب يجب أن يحترم”. وقال السعيدي "يالله توكلي على الله.. مرتزقة.. من قال هذا الكلام خطأ”. وطلب الظهراني من السعيدي "توسعة الصدر” فرد عليه السعيدي "هذا الكلام خطأ.. هذا كلام خاطئ، لا علاقة لنا - في إشارة لما دار في المحرق- ..هذا مجلس شعب.. هل تعلمنا ما الذي نقوله وما الذي لا نقوله ؟.. مجلس الشعب يجب أن يحترم”.وردت الشيخة مي آل خليفة في غضب "الشرهة عليكم.. ما في ريايل”. فرد السعيدي "لا فيه ريايل.. احترمي نفسك”.