علاقة إيران والقاعدة، وجبهة النصرة تحديدا، وثقت عبر قرار الخزانة الأميركية الذي يتهم مسؤولين في القاعدة بالعمل من داخل إيران وبعلم السلطات الإيرانية على نقل المقاتلين والأموال إلى تنظيم القاعدة.الجديد اليوم هو مذكرة الائتلاف الوطني السوري المعارض والتي توثق علاقة النظام السوري بـ"داعش"، المنشق عن تنظيم القاعدة، والذي عرف بتشابه عضوي في الأساليب والنشاط مع نظام الأسد.وثائق جديدة حصل عليها مقاتلو المعارضة السورية من مواقع تنظيم داعش، واعترافات بعض الأسرى، يوثقها الائتلاف الوطني السوري المعارض في مذكرة بعنوان "الشراكة بين النظام وداعش: عدم الصدام، والحماية والمساعدة"، لتأكيد الاعتقاد الشائع عن العلاقة بين النظام وداعش على حد تعبيره.وجاءت المذكرة بعدد من الأدلة لإثبات العلاقة العضوية بين النظام السوري وتنظيم داعش، لعل أوضحها عدم قصف النظام لمقر داعش في جرابلس في الرقة على حدود تركيا وبلدة الدانا في ريف إدلب في شمال غربي البلاد، رغم قصفها لمناطق الجيش الحر القريبة من مقار داعش في تلك المناطق.وبدا توحيد الأهداف بين الأسد وداعش واضحا في معركة حمص الشهر الماضي، وما تلاها من معارك بين الجبهة الإسلامية وداعش في حلب، وفق رأي المعارضة، حيث وفرت طائرات النظام غطاء جويا لمقاتلي داعش، الأمر الذي سهل تقدم مقاتلي داعش وتنقلهم بين المدن.وعندما وقعت ريف إدلب تحت سيطرة الجيش الحر، قصف النظام السوري المنطقة حتى عادت تحت سيطرة داعش ورفع علمها على أحد الأبنية، وفق مسؤولي الجيش الحر.العلاقة بين الطرفين وصلت إلى ما سمّته مذكرة المعارضة بالانصهار، حيث أفادت شهادة مسؤولين في الجيش الحر، أن قادة داعش أنفسهم كانوا ضباط أمن لدى النظام مثل مهند جنيدي الذي كان مسؤولاً عن التحقيق مع الذين ذهبوا للعراق من المقاتلين في دير الزور، ثم شوهد لاحقاً في ريف إدلب مرتدياً لباساً أفغانياً بعد أن أصبح زعيما في داعش.إضافة إلى عثور الجيش الحر على بطاقات هوية من أجهزة الأمن السورية وجوازات سفر عليها تأشيرات دخول إلى إيران وبطاقات هاتف إيرانية، لدى قادة التنظيم، أحدهم أبو حفص المصري.هذه الأدلة الجديدة، لعلاقة عضوية بين نظام الأسد وتنظيم داعش، تضيف حلقة جديدة لما أصبح واضحا من قتال داعش للجيش الحر واستهداف قادته، وترسم علاقة جديدة، يدعم فيها النظام السوري تنظيم داعش، ويوفر النظام الإيراني غطاء لجبهة النصرة، وتصبح الأزمة السورية مفتعلة من حلفاء أرسلوا ميلشياتهم لقتال المعارضة السورية وتشويه صورتها، كما سبق وأكدت القوى الدولية.