بدأت صباح الاربعاء مفاوضات بين مسؤولين من كوريا الجنوبية وآخرين من الشمال في اول اجتماع رفيع المستوى يعقد بين الكوريتين منذ 2007 مما يثير آمالا في امكان تعاونهما قبيل الاستئناف المرتقب للقاءات العائلات التي فرقتها الحرب قبل ستين عاما.وبدأت المفاوضات في بلدة بانمونجوم الحدودية، المكان المعتاد للقاء وفدي البلدين الجارين، في الساعة 10,00 (01,00 تغ). وقد استمر اجتماع الصباح تسعين دقيقة، ثم التقى الجانبان مرة ثانية بعد ظهر اليوم.ويتناول اللقاء "مواضيع مهمة" بينها استئناف برنامج لقاءات العائلات، كما اعلنت الثلاثاء وزارة التوحيد الكورية الجنوبية التي رفضت الحديث في التفاصيل.والجلسة الاولى التي استغرقت 90 دقيقة في الفترة الصباحية، تلتها بعد الظهر مناقشات استمرت ثلاث ساعات عقد في نهايتها رئيسا الوفدين لقاء على انفراد في الساعة 19,15 (10'00 ت غ).ويترأس الوفد الكوري الجنوبي كيم كيو-هيون ارفع مسؤول في مجلس الامن القومي. وقد اوضح ان هدف سيول من هذا الاجتماع هو التأكد من ان لقاءات العائلات ستتم بحسب البرنامج المتفق عليه.وكانت لقاءات بين عائلات فرقتها الحرب علقت منذ ثلاثة اعوام بسبب عودة التوتر في شبه الجزيرة الكورية. والغت بيونغ يانغ لقاءات كانت مرتقبة في ايلول/سبتمبر الماضي في اللحظة الاخيرة.اما الوفد الكوري الشمالي فيترأسه وونغ تون-يونغ نائب رئيس الهيئة المسؤولة عن العلاقات بين الدولتين الجارتين.وستطلب بيونغ يانغ خلال اجتماع الاربعاء على الارجح الغاء المناورات العسكرية المشتركة الاميركية الكورية الجنوبية التي تجري سنويا وستبدأ هذه السنة في 24 شباط/فبراير الجاري.وقال كيم كيو-هيون انه يبدأ هذه المحادثات "بانفتاح من اجل فرص اطلاق فصل جديد في شبه الجزيرة الكورية".ولم يحدد ما اذا كان البحث سيتطرق الى البرنامج النووي الكوري الشمالي في هذا الاجتماع.وهو اول لقاء على هذا المستوى الرفيع منذ الاجتماع الذي عقد بين مسؤولين كبار من الكوريتين في 2007.وتجري هذه المباحثات عشية وصول وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى سيول حيث سيخصص زيارته للبحث في مسألة كوريا الشمالية.وكانت سيول قالت ان بيونغ يانغ هي التي اقترحت عقد اجتماع الاربعاء.واكتفت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ببرقية من سطر واحد للحديث عن الاجتماع الذي احتل العناوين الرئيسية للصحف الكورية الجنوبية.ويعقد اللقاء في الشطر الكوري الجنوبي من القرية التي شهدت توقيع اتفاق الهدنة الذي اوقف الحرب بين الكوريتين. ولم يوقع البلدان اتفاق سلام حتى الآن.ورأى الخبير في شؤون كوريا الشمالية في جامعة دونغوك في سيول كيم يونغ هيون ان بيونغ يانغ تريد ابراز حسن نية دبلوماسية.وقال ان النظام الكوري الشمالي "يريد ان يبرهن على رغبته في تحسين العلاقات مع الجنوب من اجل الحصول على تنازلات من سيول وغيرها"، معتبرا ان الامل في تحقيق اختراق كبير ما زال سابقا لاوانه.ويريد الشمال على الارجح ان تستأنف رحلات الكوريين الجنوبيين الى موقعه السياحي جبل كومغانغ الذي يشكل مصدرا مهما للعملات الاجنبية.وعلقت سيول هذه الرحلات بعدما قتل جنود كوريون شماليون سائحة كورية جنوبية في 2008.ويرى محللون ان الجنوب يمكن ان يوافق على بحث هذا الملف اذا جرت لقاءات العائلات وفق البرنامج المقرر.وهذا البرنامج الذي توقف قبل اكثر من ثلاث سنوات، يهدف الى تنظيم لقاءات لايام فقط بين اقرباء من آباء وابناء واخوة على جانبي الحدود بعدما فرقتهم الحرب.ومعظم الذين يتقدمون بطلبات لهذه اللقاءات من المسنين.ومن المرتقب ان تجري لقاءات جديدة بين 20 و25 شباط/فبراير.وقال وزير التوحيد الكوري الجنوبي ريو كيل-جاي "اذا جرت المرحلة الاولى بشكل جيد، فسننتقل الى المرحلة الثانية ونوسع التعاون بين الكوريتين بوتيرة اسرع".ويخشى كثيرون في الجنوب ان يتكرر السيناريو الذي جرى في ايلول/سبتمبر وتلغى اللقاءات في اللحظة الاخيرة.وهدد الشمال الاسبوع الماضي بالتخلي عن التزاماته اذا اصرت واشنطن وسيول على اجراء المناورات العسكرية.واكدت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ان التخلي عن هذه التدريبات ليس واردا لكن مسؤولين اميركيين اكدوا ان مناورات 2014 لن تشارك فيها حاملات طائرات او قاذفات.