عواصم - (وكالات): أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 40 شخصاً برصاص قوات الأمن السورية، فيما استمرت عمليات القصف والاشتباكات وحملات الدهم والاعتقال في عدد من المناطق بمشاركة قوات نظامية معززة، في وقت يستعد فريق من الأمم المتحدة لزيارة دمشق من أجل التحضير لمهمة مراقبين محتملة في حال تنفيذ وقف إطلاق النار، بينما اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بدعم «القمع» الذي يتعرض له الشعب السوري بصورة غير مباشرة بإخفاقه في اتخاذ موقف موحد بشأن الأزمة السورية. ونددت منظمة «العفو» الدولية باستمرار حملة القمع في سوريا رغم الوعد الذي قامت به السلطات السورية بالبدء فوراً بتطبيق خطة الموفد الدولي الخاص كوفي عنان لاسيما سحب القوات العسكرية من الشارع. وأعلن الناطق باسم عنان أن فريقاً من الأمم المتحدة سيتوجه إلى سوريا في الساعات الـ48 المقبلة لإعداد خطة نشر المراقبين. وبالتزامن مع ذلك، يقوم رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر بزيارة لسوريا يلتقي خلالها مسؤولين بهدف مناقشة مسألة إيصال مساعدات إنسانية للمدنيين السوريين. وتواصلت الاشتباكات وحملات الدهم والاعتقال في عدد من المناطق مع استقدام النظام لعناصر إضافية إلى منطقتي الزبداني في ريف دمشق وداعل في محافظة درعا، بحسب المرصد السوري، وإلى محيط الرستن في محافظة حمص، بحسب ناشطين. وتأتي التطورات غداة إعلان المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس التي تترأس بلادها مجلس الأمن هذا الشهر أن دمشق وعدت عنان بالبدء «فوراً» بانسحابات عسكرية تنتهي في 10 أبريل الجاري. وأكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك «أن سوريا تفعل كل ما بوسعها لإنجاح مهمة عنان الذي يعمل مع المسؤولين السوريين بشكل منتظم». وتعكف الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على صياغة نص بيان يصدره مجلس الأمن الدولي للتأكيد رسمياً على البدء في تنفيذ خطة عنان، بحسب دبلوماسيين. وسيشتمل البيان تحذيراً للرئيس السوري بشار الأسد من احتمال اتخاذ «مزيد من الإجراءات» ضده إذا ما عاد عن موافقته على البدء في تنفيذ خطة عنان المؤلفة من 6 نقاط. وأعربت الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية عن شكوكها القوية حول التزام الأسد بتنفيذ الخطة. وأكدت واشنطن أنها «لا تملك أي دليل» حتى الآن يثبت أن النظام السوري يفي بوعده بالبدء في تطبيق خطة عنان. وسيقود الجنرال النرويجي روبرت مود بعثة مراقبي عنان نظراً لخبرته في الشرق الأوسط وفق ما أعلن المتحدث باسم عنان أحمد فوزي. وشككت قطر في عزم الحكومة السورية على الالتزام بخطة عنان لوقف العنف. وقال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية «أتمنى أن تتم الاستجابة للنقاط الست في مبادرة عنان لكن لم تعد لدينا ثقة في وعود الحكومة السورية». ووعد وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال اجتماعه مع كلينبرغر بإنجاح المهمة الإنسانية التي يقوم بها الصليب الأحمر في سوريا. وعبر كلينبرغر من جهته «عن تقديره للتعاون الذي تبديه السلطات السورية وسماحها بوصول اللجنة إلى المناطق المتضررة جراء الأحداث الراهنة لتقديم المساعدة لمحتاجيها». وأعلن الصليب الأحمر أن كلينبرغر سيتوجه اليوم إلى درعا لتوزيع مساعدات. ودعت بعثة المفوضية الأوروبية في دمشق السلطات السورية إلى الإفراج «بشكل عاجل» عن الناشط مازن درويش وزملائه السبعة الذين تم اعتقالهم في فبراير الماضي، معربة عن «قلقها البالغ» على سلامة المعتقلين. من ناحيته، قال رئيس الوزراء التركي «لن ندير ظهورنا للشعب السوري لن نترك الشعب السوري لمصيره.» ودان الاتحاد الأوروبي «استمرار اعتقال رئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير السيد مازن درويش من دون تهم». وتحدثت منظمة «العفو» الدولية في تقريرها عن اعتقالات طالت في الأيام الأخيرة طلاباً تعرضوا للضرب والاعتداء. واعتبرت أن «استمرار احتجاز أشخاص في مثل هذه الظروف يطرح أسئلة حول مدى جدية موافقة الحكومة السورية التي أبلغتها لمجلس الأمن عن بدء فوري لتطبيق خطة» أنان. من جانبه، حذر وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو من أن تسليح المعارضة السورية يمكن أن يؤدي إلى حرب أهلية شاملة ودعا إلى إعطاء فرصة لخطة كوفي عنان المبعوث الدولي للسلام. وفي سياق آخر، أفادت صحيفة «ديلي تلغراف» أن قادة بارزين في المعارضة السورية اعترفوا للمرة الأولى أن «الجيش السوري الحر» اضطر للتخلي عن محاولات الاحتفاظ بمواقعه في المدن والبلدات السورية الكبرى بعد تكبده خسائر فادحة في المعارك الأخيرة، واللجوء إلى حرب العصابات.