عواصم - (وكالات): أكد وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية أن بلاده تستقبل نائب الرئيس العراقي المطلوب من قبل الحكومة العراقية طارق الهاشمي بصفته الرسمية وترفض تسليمه لبغداد. وقال العطية في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأفغاني زلماي رسول إن «السيد الهاشمي أتى بصفته نائباً للرئيس وهي صفة مازال يحملها إلى الآن ولم يصدر حكم عليه ولم يجرد من منصبه، وقد أتى إلى قطر مباشرة من العراق وبالتالي ليس من الحكمة تسليمه». وأضاف «نرجو أن تكون هذه الصورة واضحة لدى الأشقاء، الأعراف الدبلوماسية ومنصب الهاشمي تمنع قطر من فعل مثل هذا العمل» في إشارة إلى طلب بغداد تسليمه. ودعا نائب رئيس الوزراء العراقي حسين الشهرستاني قطر إلى تسليم الهاشمي المطلوب للقضاء والذي بقوم بزيارة إلى الدوحة.ورد الهاشمي بأن طلب بغداد من قطر تسليمه إلى القضاء «لا يراعي الدستور الذي يوفر لي الحماية». وبدأ طارق الهاشمي زيارة مفاجئة إلى الدوحة بناء على دعوة قطرية، على أن يزور دولاً أخرى ويعود في وقت لاحق إلى إقليم كردستان العراق حيث يقيم، وفقاً لبيان صدر عن مكتبه.واعتبر الشهرستاني أن «سماح إقليم كردستان له بالمغادرة يعتبر تحدياً واضحاً للقانون والقضاء».من ناحية أخرى، شنت صحف سعودية وقطرية هجوماً عنيفاً على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إثر تصريحات انتقد فيها دعوة المملكة وقطر إلى تسليح المعارضة السورية وتأكيده أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد «لن يسقط». وكتبت صحيفة (الشرق الأوسط) السعودية التي مقرها لندن «لا بد أن يبدأ الخليجيون بمقاطعة المالكي وحكومته»، لافتة إلى أن «رئاسة العراق للجامعة العربية الآن ليست ذات قيمة بالشأن السوري، لذلك لا بد من معاقبة كل من يقف مع طاغية دمشق وأولهم حكومة المالكي». وأضافت « قاطعوه لكي لا تسمحوا بظهور صدام جديد أو بشار آخر». واعتبرت انقلاب مواقف المالكي على السعودية وقطر «خداعاً واضحاً ودليلاً على وجوب عدم الثقة في حكومة المالكي». من جهتها، عنونت صحيفة (الرياض) افتتاحيتها بـ»المالكي صوت لإيران.. أم حاكم للعراق؟». وكتبت الصحيفة «توقعنا بعد القمة العربية أن يكون واقعياً في إدارة علاقاته مع محيطه الخليجي ويخرج من حبوس إيران وهيمنتها على القرارات الحكومية في بغداد والابتعاد عن خلق الأزمات».وأشارت (الرياض) إلى أن المالكي «كان شخصياً يضج بالشكوى من دور حكومة الأسد في تدريب وتسليح أعضاء القاعدة وإدخالهم عبر الحدود بين البلدين والآن يتباكى على إسقاط النظام السوري بأنه سيحدث زلزالاً في المنطقة كلها».وطالبت المالكي بأن «ينشغل بهموم العراق الحالية وأن ينجز ملف الوزارات السيادية الشاغرة، وأن يجد حلاً لمشكلة وقف إقليم كردستان تصدير النفط لبغداد، فذلك أنجع للعراق والعرب».واعتبرت أن «ما قاله المالكي يثير الضحك والسخرية في آن واحد، إن نظام الأسد لن يسقط، وهو ما راهن عليه منذ بدء الأزمة السورية، ليس حباً في نظام دمشق الحالي ولكن انحيازاً لموقف الحليف الإيراني المشترك». من جهتها، خصصت صحيفة (الشرق) القطرية افتتاحيتها لانتقاد سياسة رئيس الوزراء العراقي. وقالت الصحيفة تحت عنوان «بداية غير موفقة لرئاسة القمة» إن «المتابع للحملة التي يشنها نوري المالكي ضد نائب الرئيس طارق الهاشمي والدول التي تتعاطف معه يلحظ بوضوح النهج الذي يتبعه القيادي في حزب الدعوة الشيعي وسياسته، ليس فقط ضد الوجود السُني في مؤسسات الدولة العراقية؛ بل وضد كل من يبدي رأياً لا ينسجم مع النهج الذي يدير به المالكي العراق من المنطقة الخضراء». وأضاف «بسبب جهله بالعلاقات الدبلوماسية راح المالكي يطلب من الدول التي يزورها نائب الرئيس ألا تستقبله وأن تقوم بتسليمه للمنطقة الخضراء في بغداد». ووصفت الصحيفة تصرف المالكي بأنه «لا يعكس فقط الجهل بالأعراف الدبلوماسية؛ بل والجهل بالقيم العربية والعراقية الأصيلة التي غابت عنه بسبب بقائه خارج العراق فترة طويلة من عمره». وفي سياق آخر، نجا حسن الخماسي معتمد المرجع الديني الأعلى في العراق السيّد علي السيستاني في محافظة بابل، من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة استهدفت منزله.