أكد وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، إن لدى السلطات في بلاده تقارير موثقة عن مشاركة بريطانيين وغربيين في القتال في سورية، مضيفاً أن "الحل لتلك الأزمة يتمثل في إنهاء الصراع، وإلا فالخيار سيكون بين المتطرفين ونظام الرئيس بشار الأسد"، الذي قال إنه "لم يُظهر أي إشارة إلى نيته مغادرة السلطة"، داعياً إياه إلى "عدم ارتكاب خطأ في الحسابات بسبب قوته الحالية".ورفض هيغ، في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" تأكيد الأنباء حول تعرّف السلطات البريطانية على مواطن بريطاني قد يكون مسؤولاً عن تنفيذ عملية انتحارية استهدفت سجن حلب المركزي، مضيفاً "ما يمكنني قوله هو أن لدينا تقارير تتمتع بمصداقية حول ضلوع أفراد من بريطانيا في ممارسات مماثلة، وبالطبع فإن مشاركة المئات من الأشخاص من بريطانيا ودول غربية أخرى في القتال في سورية أمر يقلقنا".وعن رأيه في إمكان عودة المئات من سورية إلى الغرب مشبعين بـ"الأفكار الجهادية" رد الوزير البريطاني بالقول: "لدينا أمور يمكننا القيام بها لحماية أنفسنا وبلدنا.. يمكننا حرمان البعض من جوازات سفرهم إذا عرفنا بنيتهم التوجه إلى مكان ما، ويمكننا إجراء تعديلات على نظام الإقامة للمقيمين في بريطانيا، ويمكن لأجهزة الأمن التحرك حيال أشخاص بعينهم".وتابع بالقول: "بالطبع يصعب التعميم في هذه القضايا لأن هناك الكثير من الاختلافات حول ما يمكن للناس القيام به في سورية، وبالتالي فالأمر معلق على كل حالة بمفردها، وبالطبع سنواصل العمل مع السلطات في دول أخرى من أجل ملاحقة هؤلاء الأشخاص لمنعهم من العودة إلى سوريا أو إحداث أضرار في بلدانهم عند عودتهم".وأكد الوزير البريطاني أن "الحل الأفضل في نهاية المطاف هو وضع حد للصراع الدائر في سورية، مقراً في الوقت نفسه بـ"الصعوبات"، التي تعترض المسار التفاوضي في "جنيف 2"، وأضاف: "من المهم جداً أن يتعامل نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد مع ما تقدمه المعارضة. ما تعلمناه خلال الأسابيع الأخيرة هو أن ائتلاف المعارضة السورية تمكن من تقديم أداء فاق ما توقعه الكثيرون لجهة الحضور إلى المؤتمر والمشاركة بوفد بناء وعرض اقتراحات جدية لحكومة انتقالية".وأضاف هيغ: "ما نراه بالمقابل هو أن وفد النظام لم يتعامل بشكل جيد مع هذا الأمر، فهو لم يطرح قضية الحكومة الانتقالية ولم يوافق على تمرير المساعدات الإنسانية للكثير من المناطق السورية التي يخضع فيها مئات الآلاف للحصار، ولذلك نتمنى من كل من يمكنه التأثير على النظام - ويشمل ذلك روسيا وإيران - ممارسة الضغوط عليه للعب دور بناء".وعمّا إذا كان هذا الموقف من المعارضة السورية سيساعد على اتخاذ قرار بمنحها الدعم العسكري، قال هيغ إن "هناك عدداً من الدول التي تقوم بذلك بالفعل"، مؤكداً أن "بريطانيا ليست من بين تلك الدول"، لكنه لم يستبعد حصول "تبدل في الموقف مستقبلاً"، مضيفاً "هم يستحقون الحصول على دعم عملي من دول متعددة،علينا المحافظة على وجود المعارضة المعتدلة، وإلا فإن الخيار هو بين الأسد والمتطرفين".وأشار هيغ إلى أن الأسد "لا يعتزم مغادرة السلطة"، ولكنه دعاه إلى "عدم ارتكاب خطأ التفكير في قدرته على فعل ذلك بسبب شعوره بالقوة حالياً"، وأضاف أن "دمشق لم تنفذ بالسرعة الكافية" تعهداتها حيال القضاء على ترسانتها من السلاح الكيماوي"، مشدداً على "ضرورة إبقاء الضغط الدولي من أجل تحقيق ذلك".وندد هيغ بمواصلة حصار القرى والمدن السورية وقصفها، مضيفاً أنه يترقب أن تتمكن الدول الكبرى من الاجتماع مجدداً في مجلس الأمن واستصدار قرار يلزم النظام بفتح الممرات الإنسانية، ورد على سؤال حول جدوى إعادة التلويح بالخيار العسكري بالقول: "أعتقد أن ما علينا فعله هو دفع الدول في مجلس الأمن، وبينها روسيا، ودول مثل إيران، من أجل الضغط على النظام لتوفير مساعدات إنسانية، وإلا فإن الأزمة في سورية ستصبح أسوأ على المستوى الإنساني، وسيزداد خطر المتطرفين على أمن الكثير من الدول، وليس الغرب فقط".